ادوية الاطفال : كيف تعطين طفلك أدويته بطريقة آمنة؟
متى آخر مرة قمت فيها بإعطاء طفلك دواء؟ هل أنتِ متأكدة أنك قد أعطيته جرعة دواء آمنة؟ هل أعطيتِ طفلك دوائه باستخدام ملعقة؟ هل شعرتِ بالاطمئنان عندما لاحظتِ تشابه الأعراض بين طفلك وأخيه وقمتِ بإعطائه نفس الدواء الذي وصفه الطبيب لأخيه منذ فترة؟ إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة أو بعضها بنعم، فربما يجدر بك مرافقتنا في هذه الجولة حول أهم الممارسات الآمنة لإعطاء ادوية الاطفال .
الخطوات الصحيحة لإعطاء ادوية الاطفال
أولاً: هل تعرفين ما يكفي عن ادوية الاطفال ؟
ما هو خافض الحرارة الذي استعملته لطفلك بالأمس؟ إجابة هذا السؤال لا تتضمن اسم الدواء فقط، بل تتضمن أيضاً نقطة أخرى هامة للغاية وهي تركيز الدواء ؛ حيث أن ادوية الاطفال عادة ما تأتي بصورة شراب ذو تركيزين أو أكثر لاتساع نطاق جرعات نفس الدواء للأطفال حسب الاختلافات الشاسعة في الوزن من اليوم الأول بعد الولادة وحتى الوصول لمرحلة البلوغ.
كما أن معرفتك باسم ادوية الاطفال لا يجب أن تقتصر على الاسم التجاري المدون على العبوة الخارجية بخط كبير فقط، بل يجب أن تكوني على دراية كاملة بالاسم العلمي للدواء المدون بخط أصغر على العبوة، وذلك حتى تتجنبي استخدام دوائين لهما اسم علمي واحد واسمين تجاريين مختلفين، مما ينتج عنه تناول الطفل لجرعة مضاعفة من نفس المادة الفعالة، مما قد يسبب له تسمم دوائي بجرعة زائدة لا سمح الله.
الخطوة الأولى
انتبهي لتركيز دواء طفلك، وتذكري أن هذا التركيز يعبر عن كمية معينة من الدواء، بمعنى أن خافض حرارة شراب بتركيز 250 يعني عادة أن كل 5 مللي من الدواء السائل يحتوي على جرعة 250 وحدة من المادة الفعالة، و يمكنك التأكد من هذا من خلال مطالعة النشرة الداخلية المرفقة مع كل دواء، حيث توضح تركيز الدواء بالتفصيل.
ثانياً: ما هي الجرعة التي أعطيتها لطفلك بالأمس؟
إذا كانت إجابتك عن هذا السؤال أنك قد أعطيته ملعقة صغيرة ثلاث مرات، فللأسف إجابتك خاطئة! على الرغم من شيوع هذا الخطأ في تقدير جرعات ادوية الاطفال إلا أن الوقت قد حان لتغيير هذا الأمر.
كيفية تقدير جرعة ادوية الاطفال
- باستخدام ملعقة مدرجة تدريج رقمي واضح بالأرقام و واضح بوحدة القياس المستخدمة و التي عادة ما تكون ملليلتر
- استخدام سرنجة معقمة جديدة بعد التخلص من الإبرة بشكل آمن وفي هذه الحالة ايضاً يجب التأكد من وحدة القياس المستخدمة في تدريج السرنجة ومطابقتها بوحدة القياس المستخدمة في جرعة الدواء.
الخطوة الثانية
استخدمي أداة ذات تدريج رقمي واضح و بوحدة قياس مطابقة لتقدير جرعة طفلك بطريقة صحيحة.
ثالثاً: كيف حددتِ الجرعة المسموحة لطفلك من الدواء؟
هذا السؤال موجه مع دواء يستخدم في حالة طارئة مثل خفض حرارة الطفل بجرعة خافض حرارة مع الكمادات على سبيل المثال، ولا يعني أن الأم يجب أن تعطي ادوية الاطفال من تلقاء نفسها في المطلق.
الخطأ الشائع في هذه الحالة هو أن جرعة الدواء تحدد حسب السن فقط، والصحيح هو أن لكل دواء جرعة أدق حسب وزن الطفل، وهذا يجب أن يكون المعيار الأساسي للأم لتقييم جرعة دواء طفلها.
ويمكنك أيتها الأم الفاضلة أن تعرفي الجرعة المناسبة لطفلك بمطالعة النشرة الداخلية للدواء، أو بسؤال الدكتور الصيدلي ، أو بسؤالنا في قسم الاستشارات على موقع كل يوم معلومة طبية بذكر اسم الدواء وسوف نخبرك بالجرعة الصحيحة حسب وزن الطفل.
الخطوة الثالثة
تحديد جرعة دواء الطفل يعتمد في المقام الأول على وزن الطفل و ليس عمره فقط.
رابعاً: هل استشارة الطبيب ضرورية؟
الإجابة المثالية عن هذا السؤال أن طبيب الأسرة يجب أن يكون على اطلاع دائم بأقل مشكلة صحية تحدث لأطفالك؛ بحيث يتمكن من توجيهك للتصرف الأفضل، لكن كثيراً ما تكون أوقاتنا منشغلة جدا وحالة الطفل ليست ذات خطورة من وجهة نظر الأهل، إذ ربما قد حدث للطفل نفس الأعراض من قبل أكثر من مرة و مرت بسلام لذا، فأحيانا يستطيع الأهل تقييم حالة الطفل أنها في وضع آمن ومستقر.
في هذه الحالة تبدأ الأم بإعطاء أدوية عامة للسيطرة على الأعراض دون استشارة طبيب، وفي هذا السياق لا بأس أن تعطي الأم طفلها جرعات مناسبة من خافض الحرارة أو دواء موسع الشعب الذي سبق أن وجهها الطبيب لاستخدامه، لكن المشكلة تظهر في حالتين:
- عندما تستمر الأم في إعطاء هذه الأدوية لمدة تزيد عن 48 ساعة رغم أن حالة طفلها تتدهور.
- عندما تقرر الأم إعطاء طفلها جرعة مضاد حيوي من تلقاء نفسها.
الخطوة الرابعة
استخدام ادوية الاطفال دون مراجعة طبيب يقتصر على الأدوية التي تسيطر على الأعراض الطفيفة مثل خافض الحرارة، ولا يشمل المضادات الحيوية تحت أي ظرف، كما أن مراجعة الطبيب ضرورية في حالة عدم حدوث تحسن خلال 48 ساعة من انتظام الطفل على العلاج.
خامساً: كيف تخزنين ادوية الاطفال ؟
بعض الأمهات تقعن في خطأ وضع الأدوية في حجرة الطفل، ويتضاعف هذا الخطأ عندما تكون الأدوية في متناول يد الطفل، والمشكلة هنا أن وضع الأدوية في حجرة الطفل يجعلها عرضة لتغيرات الحرارة والرطوبة التي قد تؤدي لفقدان فاعلية الدواء، كما أن قرب الأدوية من الطفل تزيد من مخاطر تناول الطفل لجرعة زائدة من الدواء اعتقاداً منه أنها زجاجة عصير.
الخطوة الخامسة
احرصي عزيزتي الأم على تخزين أو وضع دواء طفلك في الثلاجة برف بعيد عن متناول يد أطفالك.
سادساً: هل راجعتِ تاريخ صلاحية دواء طفلك؟
النقطة التي تغيب عن كثير من الأمهات فيما يخص تاريخ صلاحية ادوية الاطفال هو الاعتقاد أن تاريخ الصلاحية المدون على العبوة الخارجية فقط هو تاريخ الصلاحية المهم، لكن الحقيقة أن النشرة الداخلية للدواء تحتوي معلومة أخرى هامة جدا، وهي النطاق الزمني لفاعلية الدواء بعد فتح الزجاجة لأول مرة أو بعد تحليل مسحوق الدواء بالماء المرفق معه، لذا فإن وجود دواء خافض للحرارة في ثلاجتك من منذ ثلاثة شهور لا يعني بالضرورة أن الدواء مازال صالح للاستخدام .
الخطوة السادسة
احرصي عزيزتي الأم على مراجعة مدة احتفاظ الدواء بفاعليته بعد فتحه لأول مرة، و التي تجدينها بالنشرة الداخلية للدواء ، بالإضافة للتأكد من تاريخ الصلاحية العام المدون على العبوة الخارجية للدواء طبعاً.
و هكذا نكون قد أخذنا جولة تجعل من استخدامك للأدوية مع اطفالك ممارسة أكثر حكمة و أماناً ، أخبرينا إلى أي مدى أفادتك هذه المعلومات؟ وما الذي كنتِ تفعلينه خاطئا ولن تكرريه؟
اقرئي أيضا:
- مخاطر تناول جرعة زائدة من دواء ايبوبروفين على الأطفال
- طفلي شرب مستحضر علاج القمل و الجرب .. كيف اتصرف ؟؟
- ماذا لو تناول طفلك جرعة زائدة من أدوية الملينات ؟