البلهارسيا Schistosomiasis
البلهارسيا هي مرض من الأمراض الخطيرة، والتي يمكن الوقاية منها، حيث يؤثر مرض البلهارسيا على الأعضاء الداخلية، وتتم الإصابة به عن طريق الديدان الطفيلية. وتعيش هذه الديدان في أنواع محددة من القواقع الموجودة في المياه العذبة. وتؤثر الطفيليات المسماة بالسركاريا على المياه المحيطة بالقواقع.
ويمكن الإصابة بالبهارسيا عن طريق تعريض الجلد للمياه الملوثة بالبلهارسيا، وتُعرف البلهارسيا بإسم داء البلهارسيات، وحمى القواقع. وفي عام 2012 أثر هذا المرض على 240 مليون شخص حول العالم، وقد قام المرض بالتأثير بصورة رئيسية على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وينتشر مرض البلهارسيا في مناطق متعددة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، كما أنه متواجد في أماكن داخل آسيا والبحر الكاريبي، إلا أن خطر الإصابة به في تلك المناطق أقل.
وتُعتبر المناطق التي لا تتوافر بها المياه الصالحة للشرب مثل المناطق الفقيرة والمناطق الريفية، هى أشد المناطق عرضة للإصابة بالبلهارسيا. وقد ينتقل الطفيل المسبب لمرض البلهارسيا عن طريق بعض الأعمال، ومنها غسل الملابس والاستحمام في المياه الملوثة والتي تحتوي على طفيل البلهارسيا.
أعراض البلهارسيا
تبدأ بعض الأعراض بالظهور خلال عدة أيام من الإصابة، وقد تظهر بعض الأعراض الأخرى بالظهور خلال أشهر من الإصابة، وقد لا يشعر بعض الأشخاص بأي أعراض في المراحل المبكرة من المرض (الشهور الأولى).
والأعراض الأولية هي استجابة الجسم للطفيل، فقد تلاحظ ظهور طفح جلدي أو تشعر بالرغبة في حك الجلد خلال أيام من الإصابة، وخلال شهر أو اثنين من الإصابة بمرض البلهارسيا قد تلاحظ الآتي:
- الحمى.
- الشعور بالقشعريرة.
- ألم العضلات.
- السعال.
- الإسهال.
- وجود قطرات من الدم في البول أو البراز.
- آلام البطن.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
- تضخم الكبد أو الطحال.
وبمرور الوقت، والذي قد يستغرق العديد من السنوات في بعض الحالات، قد يتسبب مرض البلهارسيا في حدوث بعض الأضرار الخطيرة مثل تلف الكبد، والمثانة، والرئتين، والأمعاء.
وقد تتسبب بعض الأعراض الأخرى في حدوث التهاب وندوب في الكبد والمثانة، والأمعاء الدقيقة، وقد يصاب الأطفال الذين يتعرضون للبلهارسيا بصورة متكررة للإصابة بـ الأنيميا أو سوء التغذية. وقد يتسبب المرض في حدوث صعوبات التعلم، وفي حالة لم يتم علاجه، قد يتسبب المرض في حدوث النوبات، والتهابات العمود الفقري، وقد يتم الإصابة بـ الشلل إذا وصلت بويضات طفيل البلهارسيا للمخ أو الحبل الشوكي.
ويواجه الأطفال المصابون بالبلهارسيا مشكلات كبيرة في القدرة على النمو والإدراك. وقد تتسبب البلهارسيا في الوفاة، وقد يساعد علاجها في عدم حدوث بعض هذه الأعراض.
أسباب البلهارسيا
يتم الإصابة بالمرض عن طريق تعريض الجلد للمياه العذبة الحاملة لطفيل البلهارسيا، ولا تنتقل البلهارسيا من خلال شرب المياه الحاملة للطفيل، ولكن قد تنتقل العدوى في حال لامست هذه المياه الجلد أو الشفاه.
ويمكن أن ينتقل الطفيل المسبب للبلهارسيا إلى المياه العذبة النظيفة من خلال قيام بعض الأشخاص الحاملين للمرض بالتبول أو التبرز في هذه المياه. وفي حالة تواجد بعض الأنواع المحددة من القواقع، ستقوم البويضات الخاصة بالبلهارسيا بالانتقال إلى هذه القواقع، حيث سيقوم الطفيل بالتكاثر والانتشار أكثر.
وعندما يغادر الطفيل هذه القواقع، فإنه سيسبب العدوى للمياه المحيطة بالقوقع، وفي حالة حدوث أي تلامس بين الجلد والمياه الحاملة للطفيل، قد يصاب الشخص بالبلهارسيا.
وعندما تدخل بويضات الطفيل المسبب لمرض البلهارسيا إلى داخل الجسم، تتحول هذه البويضات إلى ديدان. وتستغرق عملية التحول إلى عدة أسابيع، حيث تعيش هذه الديدان داخل الأوعية الدموية للإنسان، حيث تقوم أنثى البلهارسيا بوضع البيض وإنتاجه. وتنتشر البلهارسيا عندما تصل البويضات إلى الأمعاء الدقيقة والمثانة، ثم تخرج البويضات نهائياً من الجسم.
والأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون لدول يتواجد فيها طفيل البلهارسيا، يكونون عرضة للإصابة بالمرض، في حال قام هؤلاء بالتعامل مع المياه العذبة الحاملة لطفيل البلهارسيا. وتتم الإصابة بالبلهارسيا في المياه العذبة فقط مثل البحيرات، والقنوات، والجدوال، والبحيرات. ولا تمثل السباحة في المحيطات وحمامات السباحة عاملاً من عوامل خطر الإصابة بالمرض.
الوقاية من البـلهارسيا
- تجنب السباحة أو النزول إلى المياه العذبة في المناطق التي تعرف بوجود البلهارسيا بها، ومن المعتقد أنه من الآمن السباحة في مياه المحيطات أو مياه حمامات السباحة التي تحتوي على الكلور.
- قم بشرب المياه النظيفة، لأنه لا توجد طريقة للتأكد أن المياه الآتية من القنوات، والبحيرات، والأنهار، والجداول والينابيع آمنة، وقم بغلي المياه لمدة دقيقة أو قم بفلترة المياه قبل شربها، حيث أن عملية غلي المياه لمدة دقيقة يقضي على الطفيليات الضارة والبكتيريا، والفيروسات التي قد تتواجد داخل المياه. ومعالجة المياه باليود قد لا يكون كافياً للحصول على مياه نظيفة خالية من الطفيليات.
- يجب تسخين مياه الاستحمام لمدة 5 دقائق على درجة حرارة 65.5 سيليزيوس، والمياه التي يتم تخزينها لمدة 48 ساعة، تعتبر آمنة لاستخدامها في الاستحمام.
- قد يساعد التجفيف الشديد باستخدام منشفة جافة، بعد التعرض للمياه الملوثة لفترة قصيرة جداً في منع طفيل البلهارسيا من اختراق الجلد، ولكن لا يجب أن تعتمد هذه الوسيلة كطريقة للوقاية من المرض.
تشخيص البلهارسيا
يجب عليك التوجه للطبيب في حالة شككت بإصابتك بالبلهارسيا، وسيقوم الطبيب بسؤالك عن الأماكن التي سافرت إليها، أو في حالة قمت بالتعامل مع مياه عذبة ملوثة حاملة للمرض.
ولكي يستطيع الطبيب تشخيص الإصابة بالبلهارسيا، سيقوم بطلب فحص للبول والبراز للبحث عن طفيل البلهارسيا، كما قد يطلب الطبيب القيام بفحص للدم، ولكن ربما يطلب منك الانتظار لمدة ثمانية أسابيع قبل القيام بهذا الفحص، بسبب الدورة الطبيعية التي تستغرقها البويضات للتحول إلى ديدان.
علاج البـلهارسيا
عادة ما يتضمن علاج البلهارسيا بعض الأدوية مثل برازيكونتيل، وقد تحدث العديد من المضاعفات الخطيرة في حالة عدم علاج المرض مثل تلف الكبد وسرطان المثانة، وقد يكون توقع خط سير المرض أمراً جيداً في حالة بدأ العلاج قبل حدوث أي تلف للأجهزة الداخلية في الجسم.