تضخم الغدة الدرقية Goiter
يحدث تضخم الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود في الحمية الغذائية أو نتيجة زيادة أو نقص إنتاج هرمونات الغدة أو العقيدات التي تتطور في الغدة الدرقية نفسها.
والغدة الدرقية هي عضو على شكل فراشة، يقع في قاعدة العنق، مباشرة تحت تفاحة آدم. وعلى الرغم من أن تضخم الغدة الدرقية غير مؤلم، إلا أنه يمكن أن يتسبب في حدوث كحة تؤدي إلى صعوبة في البلع والتنفس. ويعتمد العلاج على حجم التضخم، الأعراض والسبب الكامن، وقد يكون التضخم غير ملحوظ ولا يتسبب في حدوث أي مشاكل، لذلك قد لا يحتاج إلى أي علاج.
أعراض تضخم الغدة الدرقية
لا يتسبب تضخم الغدة الدرقية في ظهور أعراض في جميع الحالات، ويمكن أن تتضمن الأعراض ما يلي في حالة ظهورها:
- تورم ظاهر في قاعدة العنق، ويكون ملحوظاً أكثر عند الحلاقة أو وضع مستحضرات التجميل.
- شعور بالاختناق في الحنجرة.
- السعال.
- بحة في الصوت.
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في التنفس.
أسباب تضخم الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية بإنتاج هرمونين رئيسين الثيروكسين (T-4) و ثلاثي يود الثيرونين (T-3)، وتتحرك هذه الهرمونات في مجرى الدم، وتساعد في تنظيم عملية الأيض، وتحافظ هذه الهرمونات على معدل استخدام الجسم للدهون والكربوهيدرات، كما تساعد في التحكم في حرارة الجسم، والتأثير على معدل ضربات القلب، بجانب تنظيم عملية إنتاج البروتينات.
وتقوم الغدة أيضاً بإنتاج هرمون الكالسيتونين الذي يساعد في تنظيم كمية الكالسيوم الموجودة في الدم، وتتحكم الغدة النخامية وتحت المهاد في معدل إنتاج وتوزيع هذه الهرمونات. وتبدأ العملية عندما يقوم جزء تحت المهاد (منطقة توجد في قاعدة الدماغ، تعمل كمنظم حرارة للجهاز بأكمله)، بإعطاء إشارة للغدة النخامية لإفراز الهرمون الذي يُعرف بهرمون تحفيز الغدة النخامية..
وتقوم الغدة النخامية، التي توجد أيضاً في قاعدة الدماغ بإفراز كمية معينة من هرمون التحفيز، اعتماداً على كمية هرمونات الغدة الدرقية الموجود في الجسم، وتقوم الغدة الدرقية في المقابل بتنظيم إنتاج الهرمونات، طبقاً لكمية هرمون التحفيز الذي تقوم باستلامه من الغدة النخامية.
والإصابة بتضخم الغدة الدرقية لا يعني بالضرورة عدم أداء الغدة لوظيفتها بشكل طبيعي، فحتى عند حدوث التضخم، تقوم الغدة بإنتاج كمية طبيعية من الهرمونات، ولكن يمكن أن تقوم أيضاً بإفراز كمية كثيرة أو كمية قليلة من هرمون الثيروكسين وهرمون T-3. ويوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تتسبب في حدوث تضخم الغدة الدرقية، ومن ضمنها:
نقص اليود
يلعب اليود دوراً مهماً في عملية إنتاج الهرمونات الدرقية، ويوجد بشكل رئيسي في مياه البحر وتربة المناطق الساحلية، وفي الدول النامية، وعادة ما يعاني الأشخاص الذين يعيشون في الداخل أو في ارتفاعات عالية، من نقص اليود، ويعانون من تضخم الغدة الدرقية، كرد فعل يحدث عندما تحاول الغدة الحصول على المزيد من اليود.
مرض غريفز (الدراق الجحوظي)
يمكن أن يحدث التضخم في بعض الأحيان، عندما تقوم الغدة الدرقية بإنتاج كمية كبيرة من هرمون الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية)، وعند الإصابة بـ مرض غريفز، تقوم الأجسام المضادة التي ينتجه الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية عن طريق الخطأ، مما يتسبب في زيادة إنتاج الثيروكسين، وهذه الزيادة تتسبب في تورم الغدة.
مرض هاشيموتو
يمكن أن يحدث التضخم نتيجة عدم نشاط الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، وعند الإصابة بمرض هاشيموتو (اضطراب مناعي ذاتي)، تتضرر الغدة الدرقية، وتقوم بإنتاج كمية قليلة من الهرمون، وتشعر الغدة النخامية بإنخفاض المستوى الهرموني، فتقوم بإنتاج المزيد من هرمون التحفيز TSH لتحفيز الغدة، مما قد يتسبب في تضخم الغدة.
غدة درقية عديدة العقيدات
في هذه الحالة، تنمو كتل صلبة أو مليئة بالسوائل تُعرف بالعقيدات على جانبي الغدة الدرقية، مما يتسبب في تضخم الغدة.
العقيدات الدرقية المنفردة
أثناء الإصابة بهذه الحالة، تتطور عقيدة واحدة فقط في جزء من الغدة الدرقية، ومعظم العقيدات حميدة ولا تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية أقل انتشاراً من العقيدات الدرقية الحميدة، والقيام بخزعة لتلك العقيدات، يمكن أن يحدد إذا ما كانت سرطانية أم لا.
الحمل
يمكن أن يتسب هرمون موجه الغدد التناسلية المشيمية (HCG)، الذي يتم إنتاجه أثناء الحمل في تضخم الغدة الدرقية بصورة طفيفة.
الالتهاب
التهاب الغدة الدرقية، هي حالة تتسبب في حدوث ألم وتورم للغدة، وقد تتسبب في نقص أو زيادة إنتاج هرمون الثيروكسين.
عوامل خطر تضخم الغدة الدرقية
تضخم الغدة الدرقية يمكن أن يحدث لأي شخص، ويمكن أن يحدث عند الولادة أو في أي وقت أثناء الحياة، وتتضمن عوامل الخطر المعروفة لتضخم الغدة الدرقية ما يلي:
- نقص اليود الغذائي، فالأشخاص الذين يعيشون في مناطق تتسم بنقص امدادات اليود يكونون أكثر عرضة للإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
- النوع، لأن النساء تكن أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية، يزيد خطر إصابتهم أيضاً بتضخم الغدة.
- السن، فيكون تضخم الغدة الدرقية أكثر انتشاراً بعد تخطي عمر الأربعين.
- التاريخ الطبي، فوجود تاريخ شخصي أو عائلي من أمراض المناعة الذاتية، يُزيد من خطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
- الحمل وانقطاع الطمث، فتحدث مشاكل الغدة أثناء فترات الحمل وانقطاع الطمث، ولكن أسباب حدوث هذا غير واضحة بالكامل.
- بعض الأدوية، فبعض العلاجات الطبيبة بما في ذلك، دواء القلب اميودارون، ودواء الاضطرابات النفسية، الليثيوم، يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة.
- التعرض للإشعاعات، فيزداد خطر الإصابة عند التعرض لعلاجات الإشعاع في منطقة العنق والصدر، أو عند التعرض للإشعاع من مصدر آخر.
مضاعفات تضخم الغدة الدرقية
التضخم الصغير الذي لا يتسبب في حدوث أي مشاكل تجميلية، ولا يُثير القلق، ولكن إذا كان التضخم كبيراً، يتسبب ذلك في حدوث صعوبة في التنفس والبلع، ويمكن أن يتسبب أيضاً في حدوث سعال وبحة في الصوت.
وتضخم الغدة الدرقية الذي يحدث نتيجة حالات أخرى مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يكون مصحوباً ببعض الأعراض التي تتراوح ما بين الشعور بالإرهاق وزيادة الوزن إلى خسارة الوزن بصورة مفاجئة، سرعة الغضب ومشاكل في النوم.
تشخيص تضخم الغدة الدرقية
يمكن أن يكتشف الطبيب تضخم الغدة الدرقية عن طريق لمس العنق أو عن طريق مراقبة عملية بلع المريض أثناء الفحص الجسدي، وفي بعض الحالات، قد يستطيع الطبيب الشعور بوجود بعض العقيدات. وقد يتضمن تشخيص العقيدات ما يلي:
اختبار الهرمون
يمكن أن تحدد فحوصات الدم كمية الهرمونات التي تقوم الغدة الدرقية والنخامية بإنتاجها، وإذا كانت الغدة الدرقية غير نشطة، فسوف يكون مستوى الهرمون الغدي منخفض، وفي نفس الوقت سوف يرتفع مستوى هرمون التحفيز TSH، لأن الغدة النخامية تحاول تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من الهرمون الغدي.
وتضخم الغدة الدرقية المرتبط بفرط نشاط الغدة، يتضمن مستويات مرتفعة من الهرمون الغدي في الدم وانخفاض مستوى هرمون التحفيز.
فحص الأجسام المضادة
تتضمن بعض أسباب حدوث تضخم الغدة الدرقية، إنتاج أجسام مضادة غير طبيعية، وفحص الدم يمكن أن يؤكد وجود هذا الأجسام المضادة.
الموجات فوق الصوتية
يتم حمل جهاز يُشبه العصا عند العنق، ثم ترتد موجات الصوت من خلال العنق والظهر، مكونة صورة على جهاز الحاسب الألي، وتقوم هذه الصور بتوضيح حجم الغدة الدرقية، ووجود العقيدات التي لم يستطيع الطبيب الشعور بها أثناء الفحص الجسدي.
فحص الغدة
خلال هذا الفحص، سوف يتم ضخ مادة مشعة داخل الوريد الموجود في جانب الكوع، ثم تقوم بالاستلقاء على طاولة مع مد الرأس إلى الخلف، بينما تقوم كاميرا خاصة بإنتاج صور للغدة، والوقت اللازم لإجراء هذا الفحص يتنوع طبقاً للمدة التي تستغرقها المادة في الوصول إلى الغدة الدرقية.
وتقوم فحوصات الغدة بتوفير معلومات عن طبيعة وحجم الغدة الدرقية، لكن هذه الفحوصات تتطلب وقتاً وجهداً، وأغلى من اختبارات التصوير بالموجات فوق الصوتية.
الخزعة
أثناء القيام بالخزعة باستخدام الإبرة، يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لمعرفة الطريق لتوصيل الإبرة إلى داخل الغدة، للحصول على الأنسجة أو عينة سائلة للفحص.
علاج تضخم الغدة الدرقية
يتوقف العلاج على حجم التضخم والأعراض والسبب الكامن، وقد يقترح الطبيب ما يلي:
المراقبة
إذا كان التضخم صغيراً ولا يتسبب في حدوث أي مشاكل، وكانت الغدة تعمل بشكل طبيعي، فقد يقترح الطبيب تطبيق طريقة الانتظار.
الأدوية
إذا كنت تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، فيمكن أن يساعد استخدام بدائل الهرمون الغدي في علاج الأعراض، إلى جانب إفراز هرمون التحفيز من الغدة النخامية، مما يقلل من حجم التضخم.
ولعلاج التهاب الغدة الدرقية، قد يقترح الطبيب استخدام الاسبرين أو دواء الكورتيكوستيرويد لعلاج الالتهاب، وقد يتطلب الوضع استخدام بعض الأدوية لإعادة مستويات الهرمون إلى وضعها الطبيعي في حال تضخم الغدة المصاحب لحالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
الجراحة
إزالة جزء من الغدة الدرقية أو إزالتها كلياً هو إحدى خيارات العلاج، إذا تسبب التضخم في الشعور بعدم الراحة أو صعوبات في التنفس والبلع. ويمكن استخدام الجراحة كطريقة علاج لسرطان الغدة الدرقية. وقد تحتاج إلى استخدام الليفوثيروكسين بعد الجراحة، اعتماداً على جزء الغدة الذي تم إزالته.
اليود المشع
في بعض الحالات، يتم استخدام اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، ويتم تناول هذا اليود عن طريق الفم للوصول إلى الغدة الدرقية عن طريق مجرى الدم، للقضاء على الخلايا الغدية، وينتج عن هذه الطريقة تقليص حجم التضخم، لكن يمكن أن يتسبب في خمول الغدة الدرقية.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
إذا حدث التضخم نتيجة الحمية الغذائية، قد تساعد هذه الاقتراحات:
- الحصول على كمية كافية من اليود.
- تجنب زيادة استهلاك اليود.
الاستعداد لموعد الطبيب
إذا تم تشخيصك بتضخم الغدة الدرقية، فقد تخضع لبعض الفحوصات الإضافية لتحديد السبب، وقد يساعدك عمل قائمة بالأسئلة التي ترغب في معرفتها لطرحها على الطبيب، ومن ضمن تلك الأسئلة ما يلي:
- ما سبب حدوث هذا التضخم؟
- هل الحالة خطيرة؟
- ما الذي يمكن فعله لعلاج السبب الكامن في حدوث هذه المشكلة؟
- أعاني من مشاكل صحية أخرى، ماذ يمكنني أن أفعل للتحكم في هذه الحالات معاً؟
- هل يوجد بدائل أخرى للعلاج الموصوف؟
- ماذا سيحدث إذا قررت عدم فعل أي شئ لعلاج هذا التضخم؟
- هل سوف يزداد حجم التضخم؟
- هل سوف يحسن العلاج المقترح من شكل التضخم؟
- هل سوف اضطر إلى تناول الأدوية؟ وإلى متى؟