الألدوستيرونية الأولية Primary Aldosteronism

الألدوستيرونية الأولية Primary Aldosteronism

الألدوستيرونية الأولية هي نوع من الاضطرابات الهرمونية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، بسبب خلل في إنتاج الغدد الكظرية لعدد من الهرمونات الأساسية، ومن أهمها هرمون الألدوستيرون، والذي يوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.

ويحدث في الألدوستيرونية الأولية، زيادة لإنتاج هرمون الألدوستيرون من الغدد الكظرية، مما يسبب نقص البوتاسيوم وزيادة الصوديوم في الدم، والصوديوم الزائد بدوره يتسبب في زيادة حجم الدم وضغطه.

والتشخيص الأولى للألدوستيرونية الأولية وعلاجها أمران مهمان جداً، حيث يزيد المرض من احتمالات خطر الإصابة بـ أمراض القلب والسكتة الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم. وارتفاع ضغط الدم المرتبط بالألدوستيرونية الأولية قابل للعلاج، ويمكن علاجه من خلال الخيارات العلاجية المتاحة، وتشمل الأدوية وتعديلات نمط الحياة والجراحة.

أعراض الألدوستيرونية الأولية

أهم أعراض الألدوستيرونية الأولية هي:

  • ارتفاع ضغط الدم المتراوح بين المتوسط والشديد.
  • ارتفاع ضغط الدم الذي يتطلب العديد من الأدوية للسيطرة عليه (ارتفاع ضغط الدم المقاوم).
  • ارتفاع ضغط الدم مع انخفاض مستوى البوتاسيوم.

عوامل خطر الألدوستيرونية الأولية

يجب عليك فحص ضغط الدم بانتظام، خاصة إذا كان لديك عوامل خطورة لارتفاع ضغط الدم، ويجب عليك أن تسأل طبيبك عن إمكانية الإصابة بالألدوستيرونية الأولية، وأهم تلك العوامل ما يلي:

  • إذا كان عمرك 45 عاماً أو أكثر.
  • لديك تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم.
  • تعاني من ارتفاع ضغط الدم، بدأ في سن 44 أو أصغر.
  • إذا كنت مدخناً وتتناول التبغ باستمرار.
  • إذا كنت تتناول الكحول باستمرار.
  • إذا كان لديك اختلالات غذائية (زيادة الملح، نقص البوتاسيوم).

أسباب الألدوستيرونية الأولية

هناك بعض الحالات الشائعة التي تتسبب في زيادة إنتاج الألدوستيرون:

  • نمو أورام حميدة في الغدة الكظرية.
  • زيادة تفاعل الغدد الكظرية (زيادة عمل الغدة مجهول السبب).
  • في حالات نادرة، قد تكون الألدوستيرونية الأولية ناجمة عن سرطان القشرة الكظرية.
  • هناك نوع نادر من الألدوستيرونية الأولية يُسمى الألدوستيرونية السكرية، وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والشباب.

مضاعفات الألدوستيرونية الأولية

يمكن أن تؤدي الألدوستيرونية الأولية إلى ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى البوتاسيوم. وهذه المضاعفات بدورها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى.

  • المشاكل المتعلقة بارتفاع ضغط الدم ،حيث أن ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب والكلى، بما في ذلك، النوبات القلبية، وفشل عضلة القلب وتضخم البطين الأيسر، وهو تضخم العضلات التي تشكل جدار البطين الأيسر.
  • أمراض الكلى أو الفشل الكلوي.
  • الوفاة.

وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الألدوستيرونية الأولية يتسبب في أكبر المضاعفات للقلب والأوعية الدموية، مقارنة بالأنواع الأخرى من ارتفاع ضغط الدم. ويرجع هذا الخطر الزائد إلى زيادة الإنتاج من الألدوستيرون بصورة مستمرة.

مشاكل انخفاض مستويات البوتاسيوم

نقص بوتاسيوم الدم الخفيف قد لا يُسبب أي أعراض، ولكن عندما يتواجد البوتاسيوم بصورة كبيرة يمكن أن يؤدي إلى:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • تشنجات العضلات.
  • العطش أو التبول باستمرار.

تشخيص الألدوستيرونية الأولية

هناك مجموعة متنوعة من الاختبارات المتاحة، للمساعدة في تشخيص الألدوستيرونية الأولية. ومن المحتمل أن يُقاس مستوى الألدوستيرون والرينين في الدم. والرينين هو انزيم يخرج من الكلى ليساعد على تنظيم ضغط الدم، وعندما يكون مستوى الرينين منخفض جداً ومصاحباً لمستوى عالٍ من الألدوستيرون، فإن ذلك يشير إلى أن الألدوستيرونية الأولية قد تكون سبب ارتفاع ضغط الدم.

وإذا كان اختبار الألدوستيرون يُشير بأنه احتمال الإصابة بالألدوستيرونية الأولية موجود، فإنك سوف تحتاج إلى اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص، ومن ضمن تلك الاحتبارات:

الحصول على الملح عن طريق الفم

عليك اتباع نظام غذائي عالي من الصوديوم لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يقاس الألدوستيرون ومستوى الصوديوم في البول.

ضخ محلول ملح في الدم

يتم اختبار مستوى الألدوستيرون بعد أن يكون الصوديوم مختلطاً بالماء المالح، ويتم ضخه في مجرى الدم لعدة ساعات.

اختبار قمع الفلودروكورتيزون

بعد اتباع نظام غذائي عالي للصوديوم وتناول فلودروكورتيزون، الذي يقلل من عمل الألدوستيرون لعدة أيام، يتم قياس مستوى الألدوستيرون في الدم.

ويتم عمل فحوصات إضافية لتحديد ما إذا كان السبب هو ورم حميد منتج للألدوستيرون أو فرط النشاط من الغدد الكظرية، وقد تشمل تلك الاختبارات الإضافية ما يلي:

الأشعة المقطعية المحسوبة للبطن

يمكن أن تساعد الأشعة المقطعية المحوسبة على تحديد وجود ورم في الغدة الكظرية، أو وجود توسع يُشير إلى فرط النشاط .

أخذ العينات الوريدية

يقوم أخصائي الأشعة بتوجيه الدم من الأوردة الكظرية اليمنى واليسرى ويقارن بين العينتين، فإذا كان مستوى الألدوستيرون أعلى في جانب أكثر من الآخر، فقد يُشير ذلك إلى وجود ورم يفرز ألدوستيرون على هذا الجانب، أما إذا كانت مستويات الألدوستيرون مماثلة على كلا الجانبين فإن ذلك يشير إلى فرط النشاط في كل من الغدد.

ويشمل هذا الاختبار وضع أنبوبة في الوريد الموجود في الفخذ وتمريره إلى الأوردة الكظرية،  على الرغم من أنه ضروري لتحديد العلاج المناسب، إلا أن هذا الاختبار يمكن أن يُسبب نزيف أو تجلط للدم في الوريد.

اختبارات الألدوستيرونية الأولية

اختبارات الألدوستيرونية الأولية قد تتطلب بعض التخطيط، كما يمكنك إجراء الاختبارات أثناء تناولك لمعظم الأدوية الخاصة بضغط الدم، ولكن قد تحتاج إلى التوقف عن تناول أدوية معينة، مثل السبيرونولاكتون وإبليرينون، لمدة ستة أسابيع قبل الاختبار. وقد يطلب منك طبيبك أيضاً تجنب منتجات عرق السوس لبضعة أسابيع قبل الاختبار، لأنها يمكن أن تتسبب في حدوث تغييرات تحاكي الألدوستيرون الزائد.

علاج الألدوستيرونية الأولية

علاج الألدوستيرونية الأولية يعتمد على السبب الأساسي، ولكن هدف العلاج الأساسي، هو أن يكون مستوى الألدوستيرن طبيعي أو منع تأثير المستوى العالي من الألدوستيرون، ومنع المضاعفات المحتملة لارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى البوتاسيوم.

علاج ورم الغدة الكظرية

قد يحتاج ورم الغدة الكظرية إلى تدخل جراحي أو دوائي، إلى جانب تغيير نمط الحياة.

الجراحة

عادة ما يوصي الطبيب بالإزالة الجراحية للغدة الكظرية التي تحتوي على الورم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك غلى القضاء بشكل دائم على ارتفاع ضغط الدم ونقص البوتاسيوم، ويمكن أن تحقق المستوى الطبيعي للألدوستيرون. وعادة ما ينخفض ضغط الدم تدريجياً بعد استئصال الغدة الكظرية من جانب واحد. ويجب متابعة الطبيب عن كثب بعد الجراحة والسيطرة تدريجياً على ارتفاع ضغط الدم.

واستئصال الغدة الكظرية يحمل المخاطر المعتادة للعمليات الجراحية في البطن، بما في ذلك النزيف والعدوى، ومع ذلك، لا يُعتبر استبدال هرمون الغدة الكظرية أمراً ضرورياً بعد استئصال الغدة الكظرية من جانب واحد، لأن الغدة الكظرية الأخرى قادرة على إنتاج كميات كافية من جميع الهرمونات.

أدوية لمنع الألدوستيرون

إذا كنت غير قادر على إجراء عملية جراحية أو لا تفضل ذلك، فإن الألدوستيرونية الأولية الناجمة عن ورم حميد يمكن أيضاً أن يتم التعامل معها بالأدوية التي تحظر الألدوستيرون (مضادات لمستقبلات للألدوستيرون) مع تغيير نمط الحياة، ولكن ارتفاع ضغط الدم وانخفاض البوتاسيوم سيعود مرة أخرى.

تغيرات نمط الحياة

تُعد الأدوية أكثر فاعلية لإرتفاع ضغط الدم عندما تقترن بإتباع نظام غذائي ونمط الحياة صحي، لذلك عليك أن تتخذ القرار مع طبيبك لوضع خطة للحد من الصوديوم في النظام الغذائي الخاص بك والحفاظ على وزن الجسم، كما عليك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحد من كمية الكحول التي تتناولها مع الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يحسن من استجابتك للأدوية.

أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية

إن أسلوب الحياة الصحي ضروري للحفاظ على اعتدال ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل، وفيما يلي بعض الاقتراحات لنمط حياة صحي:

اتباع نظام غذائي صحي

يمكن اتباع نظام صحي عن طريق الحد من الصوديوم في النظام الغذائي الخاص بك والتركيز على الأطعمة الطازجة ومنتجات الصوديوم المنخفضة، وتجنب التوابل، وتقليل الملح من الطعام. واستخدام الحمية التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، بما في ذلك الحبوب والفواكه والخضار ومنتجات الألبان قليلة الدسم.

فقدان الوزن

يمكن أن يساعد فقدان الوزن في خفض ضغط الدم، لذلك عليك أن تحقق وزن صحي.

ممارسة الرياضة

يمكن للتمارين الرياضية العادية أن تساعد على خفض ضغط الدم واعتداله، لذا عليك بالمشي مع صديق في وقت الغداء، بدلاً من تناول الطعام بالخارج.

الإقلاع عن التدخين

الإقلاع عن التدخين سوف يُحسن من صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام، فالنيكوتين الموجود في التبغ يجعل قلبك يعمل بشدة من خلال شد الأوعية الدموية وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. وتحدث مع طبيبك عن الأدوية التي يمكن أن تساعدك على التوقف عن التدخين.

الحد من الكحول والكافيين

يمكن أن يرفع الكحول والنيكوتين من ضغط الدم، والكحول يمكنه أن يتداخل مع فعالية بعض أدوية ضغط الدم، لذلك اسأل طبيبك إذا كان يمكنك تناول الكحول.

الاستعداد لموعد الطبيب

أعراض الألدوستيرونية الأولية ليست واضحة دائماً، وقد يكون طبيبك هو الذي يقترح عليك إعداد موعد للحصول على فحص للحالة. وقد يشتبه طبيبك في الألدوستيرونية الأولية، إذا كنت تعاني من التالي:

  • استمرار ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر، خاصة إذا كنت تتناول 3 علاجات على الأقل.
  • ارتفاع ضغط الدم المقاوم (لديك انخفاض في البوتاسيوم في الدم)، على الرغم من أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الألدوستيرونية الأولية، لديها مستويات طبيعية من البوتاسيوم، وخاصة في المراحل المبكرة من المرض.
  • إذا كان لديك نمو في الغدد الكظرية.
  • إذا كان لديك تاريخ شخصي أو عائلي من ارتفاع ضغط الدم أو السكتة الدماغية في سن الشباب.


مواضيع مشابهه

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان هو اضطراب نادر يتضمن فرط نمو الخلايا في الغدد اللمفاوية في الجسم. ويؤثر النوع الأكثر شيوعًا من هذا

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

يحدث تضخم الغدد اللمفاوية عادة نتيجة التعرض للبكتيريا أو الفيروسات. وعندما تتضخم  الغدد اللمفاوية بسبب عدوى،

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الأنسجة والأعضاء. ويمكن أن