التوحد : الأعراض والأسباب وطرق العلاج
يُعتبر التوحد (Autism) واحد من الأمراض الشائعة في عصرنا هذا، حيث يؤثر على حياة الطفل المصاب به بصورة كبيرة، وبرغم انتشاره على مستوى العالم، إلا أن هناك حاجة كبيرة لنشر الوعي فيما يتعلق بشأن هذا المرض، وحرصاً منا على توعية الآباء والأمهات بخطورة هذا المرض، اخترنا أن يكون مقال اليوم عن مرض التوحد وأعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه، وكيف يمكن التعامل معه، فتابعونا أعزائنا القراء.
ما هو التوحد ؟
التوحد هو حالة معقدة، يظهر في الغالب في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن لهذا المرض أن يؤثر على المهارات الاجتماعية للطفل وعلى مهاراته، وكذلك قد يؤثر على قدرته على التواصل مع الآخرين، ويعرف المرض باسم آخر هو اضطراب طيف التوحد، وهو من الأمراض التي تؤثر على الأطفال الناس بدرجات متفاوتة، فقد يسبب مشكلات بسيطة يمكن التعامل معها، وفي أحياناً أخرى قد يسبب أعراض تحتاج إلى رعاية كاملة.
أعراض مرض التوحد
يمكن للأباء والأمهات اكتشاف إصابة طفلهم بهذا المرض من خلال مراقبة الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الطفل، وتتمثل أشهر علامات وأعراض هذا المرض في التالي:
المهارات الاجتماعية
- عدم قدرة الطفل على التواصل باستخدام العين.
- لا يستطيع الطفل النظر إلى الآخرين أو الاستماع إليهم
- لا يقوم الطفل بالنظر إلى الأشياء عندما يشير إليها شخص آخر.
- لا يحب أن يقوم الآخرين باحتضانه.
السلوك
يتسبب التوحد في ظهور عدد من الأنماط السلوكية، والتي يتمثل أهمها في:
- يكون اهتمام الطفل محصوراً بعدد معين من المواضيع المحددة فقط، ولا يهتم بغيرها.
- يقوم بتكرار نشاط محدد أو حركة معينة مرارًا وتكرارًا، فقد يقوم بتكرار الكلمات أو العبارات، أو قد يقوم بالتأرجح ذهابًا وإيابًا.
- يكون للطفل حساسية شديدة تجاه الأصوات، أو اللمسات، أو الروائح، وحى المشاهد التي قد تبدو عادية للأشخاص الآخرين.
- يسير على روتين محدد، ويواجه مشكلة في التكيف مع التغييرات حتى البسيط منها.
اللغة
يؤثر التوحد على لغة الطفل المصاب به، ولهذا فإن الطفل:
- يعاني من مشاكل في فهم الكلام واستخدامه، ولا يكون لديه القدرة على فهم الإيماءات، أو تعبيرات الوجه، أو نغمة الصوت.
- يقوم بالتحدث على شكل أغنية أو يتحدث بصوت يشبه الإنسان الآلي.
وقد يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من بعض نوبات، والتي قد لا تبدأ حتى سن المراهقة.
أسباب التوحد
لا يوجد سبب واضح أو محدد بالضبط لحدوث المرض، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأولاد بأربع مرات منه لدى الفتيات. وقد ينشأ المرض نتيجة لـ:
- وجود مشاكل في الدماغ، وبالتالي يؤثر على قدرات الشخص الحسية ومهاراته.
- العوامل الوراثية، حيث أن وجود عدد من الجينات المحددة، قد تزيد من خطر إصابة الطفل.
- الأب الأكبر سناً، حيث يتعرض الطفل الذي لديه والد أكبر سنًا لخطر الإصابة بالتوحد.
- التعرض لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية أثناء الحمل، فالتعامل مع الكحول أو الأدوية المضادة للنوبات، يمكن أن يسبب إصابة الطفل بالتوحد.
علاج التوحد
هناك عدد من طرق العلاج المتاحة لعلاج المرض، ويعتمد اختيار طريقة العلاج على حالة الطفل واحتياجاته، ويمكن أن يركز العلاج على تحسين النطق والسلوك، وأحيانًا استخدام الأدوية للمساعدة في علاج المرض، والهدف من العلاج هو تقليل الأعراض وتحسين قدرة الطفل على التعلم وتسهيل حياته أثناء نموه.
علاج مشاكل السلوك والتواصل
يتم علاج هذه المشكلات من خلال عدد من الخطوات هي:
تحليل السلوك التطبيقي (ABA)
وهو علاج يستخدم غالبًا في المدارس والعيادات لمساعدة الطفل على تعلم السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات السلبية، ويعتمد هذا الأسلوب على:
- استخدام التدريب التجريبي المنفصل (DTT)، وهو أسلوب يعتمد على تعليم الطفل للدروس البسيطة والإيجابية.
- التدريب على الاستجابة المحورية (PRT)، وهو أسلوب يعمل على تطوير دافع الطفل للتعلم والتواصل.
- التدخل السلوكي المكثف المبكر (EIBI)، ويُيعتبر هذا الأسلوب هو الأفضل للأطفال دون سن الخامسة.
- التدخل السلوكي اللفظي (VBI)، وهو أسلوب يركز على المهارات اللغوية الخاصة بالطفل، ويعمل على تحسينها.
تنمية العلاقات
ويركز علاج التوحد على الاختلافات التنموية، والفردية لكل طفل، وعلاقته بالآخرين، ويركز هذا النوع من العلاج على مشاركة الطفل في اللعب والقيام بالأنشطة التي يحبها، حيث يهدف إلى دعم النمو العاطفي والفكري من خلال مساعدة الطفل على تعلم المهارات اللازمة للتواصل وفهم العواطف المختلفة.
العلاج عن طريق تبادل الصور (PECS)
هذا العلاج هو أحد أنواع العلاج المرئي، حيث يعتمد على استخدام الرموز، ويعلم هذا العلاج الطفل القدرة على طرح الأسئلة والتواصل من خلال الرموز الخاصة.
العلاج الوظيفي
يساعد هذا النوع من العلاج على تعليم الطفل لمهارات الحياة مثل طريقة تناول الطعام، وطريقة ارتداء الملابس، والاستحمام ، وفهم كيفية التفاعل مع الأشخاص الآخرين، وذلك حتى يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه بقدر المستطاع.
العلاج بالأدوية
لا يوجد علاج للتوحد، ولا يوجد حاليًا دواء لعلاجه، لكن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض التوحد مثل النوبات، والأرق، وصعوبة التركيز، وقد أظهرت الدراسات أن الدواء يكون أكثر فاعلية عندما يتم دمجه مع العلاجات السلوكية.
ويُعتبر دواء ريسبيريدون هو الدواء الوحيد المعتمد من منظمة الغذاء والدواء FDA للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، ويمكن وصف هذا الدواء للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 سنة.
التغذية
لا يوصي الخبراء بأي وجبات محددة للأطفال الذين يعانون من المرض، ولكن الحصول على التغذية المناسبة أمر مهم، وتكون عظام الأطفال الذين يعانون من التوحد أرق من الأطفال الأصحاء، لذلك فإن الأطعمة التي تساعد في بناء العظام مهمة.
طريقة تعامل الوالدين مع الطفل المصاب بالتوحد
بالتأكيد الأباء والأمهات الذين رزقهم الله بطفل مصاب بهذا المرض، سيكونون بحاجة إلى بعض النصائح التي قد تساعدهم في التعامل معه، وذلك حتى تسير حياتهم بشكل أيسر، وتتمثل أبرز أهم هذه النصائح في:
- التركيز على الإيجابيات، حيث يجب أن تمدح الطفل وتشجعه، لأنه يستجيب للأمر بطريقة جيدة.
- الحفاظ على روتين ثابت، لأن الأطفال المصابون بطيف التوحد، يميلون إلى الأنماط الثابتة، وينزعجون عند تغييرها.
- وضع وقتاً للعب في الجدول الروتيني للطفل.
- الصبر، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت، حتى يتم الوصول للطريقة المثلى للتعامل مع حالة الطفل.
- محاولة مشاركة الطفل في الأنشطة المختلفة، ومشاركته في الأنشطة خارج المنزل.
- الحصول على الدعم من الأصدقاء، وأفراد العائلة، ومجموعات الدعم المختلفة.
والآن وبعد انتهائك من المقال عزيزي القارئ هل حصلت على ما تحتاج إليه من معلومات تتعلق بمرض التوحد وكل ما يخصه، والآن إن كنت تشعر أنك بحاجة لمزيد من الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.
https://www.webmd.com/brain/autism/understanding-autism-basics#1