السكري النوع الثاني Type 2 diabetes
السكري النوع الثاني هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على طريقة الجسم فى تحليل السكر (الجلوكوز)، أهم مصدر طاقة للجسم. وفي حالة الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، يقوم الجسم بمقاومة الأنسولين (هرمون يقوم بتنظيم حركة السكر داخل الخلايا) أو لا يقوم بإنتاج كمية كافية من الأنسولين تكفي للحفاظ على مستوى طبيعي من الجلوكوز.
وهذا النوع من مرض السكري أكثر انتشاراً بين البالغين، لكنه يؤثر على الأطفال الذين يعانون من السمنة بشكل متزايد. ولا يوجد علاج لمرض السكري النوع الثاني، ولكن يمكن السيطرة على المرض من خلال الأكل الصحي، أداء التمارين الرياضية، والحفاظ على وزن طبيعي.
وإذا لم تساعد الحمية الغذائية أو أداء التمارين الرياضية فى الحفاظ على مستوى سكر الدم، فقد تحتاج إلى استخدام أدوية السكري أو العلاج بالأنسولين.
أعراض السكري النوع الثاني
عادة ما تتطور أعراض السكري النوع الثاني بصورة بطيئة، ويمكن الإصابة بهذا النوع من السكري لعدة سنوات بدون معرفة ذلك. ويجب عليك الانتباه إلى التالي:
- العطش المتزايد والتبول المتكرر، نتيجة زيادة السكر المتراكم فى مجرى الدم يتسبب فى سحب السوائل من الأنسجة.
- الجوع المتزايد، فبدون كمية كافية من الأنسولين لتحريك السكر داخل الخلايا، تفتقد العضلات والأعضاء للطاقة.
- خسارة الوزن، فعلى الرغم من تناول كميات طعام أكثر من المعتاد للتقليل من شعور الجوع، فقد يفقد الجسم من وزنه، فبدون القابلية لتحليل الجلوكوز، يقوم الجسم باستخدام مصادر طاقة بديلة مخزنة فى العضلات والدهون والسعرات الحرارية المفقودة.
- الشعور بالتعب، فإذا تعرضت الخلايا لنقص فى السكر، فسوف ينتج عن هذا شعور بالتعب والارهاق بسبب فقدان مصدر الطاقة الرئيسي.
- رؤية ضبابية، فإذا كان مستوى سكر الدم مرتفع جداً، يمكن أن يتم سحب السوائل من عدسات العين، مما يؤدي إلى صعوبة فى التركيز.
- بطء شفاء الجروح والتهابات متكررة، حيث تؤثر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني على قابلية شفاء الجروح أو القدرة على مقاومة الالتهابات.
- مناطق جلدية داكنة، فبعض الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الثاني، يصابون ببقع جلدية داكنة أو بنفسجية اللون بين ثنايا وانحناءات الجسم، عادة تحت الإبطين أو فى الرقبة، وتُعرف هذه الحالة بـ الشواك الأسود، ويمكن أن تكون علامة من علامات مقاومة الأنسولين.
أسباب السكري النوع الثاني
يتطور مرض السكري النوع الثاني عندما يُصبح الجسم مقاوماً للأنسولين، أو عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين. وسبب حدوث هذا غير معروف، على الرغم من أن بعض العوامل الجينية والبيئية مثل، الوزن الزائد أو قلة النشاط، يمكن أن يكونوا من العوامل المساعدة.
طريقة عمل الأنسولين
الأنسولين هو هرمون تفرزه الغدة الموجودة خلف وأسفل المعدة والتي تُعرف بالبنكرياس:
- يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين فى مجرى الدم.
- يتحرك الأنسولين، مما يُتيح للسكر الدخول داخل الخلايا.
- يعمل الأنسولين على تقليل كمية السكر الموجودة فى مجرى الدم.
- بانخفاض مستوى سكر الدم، يقل إفراز البنكرياس للأنسولين.
دور الجلوكوز
الجلوكوز (مادة سكرية) هو المصدر الرئيسي للطاقة التى تحصل عليها الخلايا المكونة للعضلات والأنسجة:
- يأتي الجلوكوز من مصدرين مهمين: الطعام والكبد.
- يتم امتصاص السكر داخل مجرى الدم، حيث يدخل الخلايا بمساعدة الأنسولين.
- يقوم الكبد بتخزين وإفراز الجلوكوز.
- وعند انخفاض مستويات الجلوكوز، الذى يمكن أن يحدث نتيجة عدم تناول الطعام لفترة طويلة، يقوم الكبد بتكسير الغلايكوجين إلى جلوكوز للحفاظ على مستوى الجلوكوز ضمن المستوى الطبيعي.
وعند الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، لا تتم هذه العملية بشكل دقيق، فعوضاً عن الانتقال داخل الخلايا، يتراكم السكر فى مجرى الدم، وبارتفاع مستويات سكر الدم، تقوم خلايا بيتا المنتجة للأنسولين الموجودة فى البنكرياس بإفراز المزيد من الأنسولين، لكن فى النهاية تتعطل تلك الخلايا ولا تفرز كمية كافية من الأنسولين تكفي لتغطية احتياجات الجسم.
وعند الإصابة بـ مرض السكري النوع الأول، يقوم الجهاز المناعي بتدمير خلايا بيتا، تاركاً الجسم بكمية قليلة من الأنسولين أو بدون أنسولين على الإطلاق.
عوامل خطر السكري النوع الثاني
لا يستطيع الخبراء معرفة سبب حدوث مرض السكري النوع الثاني عند بعض الأشخاص، ولكن من الواضح أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض ومن ضمنها:
- الإصابة بالسمنة من إحدى عوامل الخطر الأولية للإصابة بمرض السكري النوع الثاني، ولكن لا يُشترط وجود زيادة فى الوزن لحدوث السكري النوع الثاني.
- يزيد خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني إذا قام الجسم بتخزين الدهون فى البطن عوضاً عن تخزينها فى مكان آخر مثل، الوركين أو الفخذين.
- كلما قل النشاط والحركة، كلما زاد خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، فالنشاط الجسدي يساعد فى الحفاظ على الوزن، ويساعد أيضاً فى استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، ويجعل الخلايا أكثر حساسية تجاه الأنسولين.
- يزيد خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني في حالة إصابة أحد الأبوين أو أحد الأشقاء بنفس النوع.
- يزيد خطر الإصابة كلما تقدم العمر، وخاصة بعد عمر 45، ويحدث هذا غالباً نتيجة قلة التمارين الرياضية، خسارة كتلة الوزن وزيادة الوزن بزيادة العمر.
- ما قبل السكري هو حالة مرضية تتسبب فى ارتفاع مستوى سكر الدم، ولكن ليس بالنسبة الكافية التى يمكن تصنيفها كمرض السكري. وتتطور حالة ما قبل السكري إلى السكري النوع الثاني فى حالة عدم علاجها.
- إذا تعرضتِ لـ سكري الحمل أثناء مرحلة الحمل، يزداد خطر إصابتكِ بالسكري النوع الثاني.
- إصابة النساء بـ متلازمة تكيس المبايض، وهي حالة مرضية منتشرة تكون مصحوبة بفترات حيض غير منتظمة، زيادة في نمو الشعر والسمنة، تزيد من خطر حدوث مرض السكري.
مضاعفات السكري النوع الثاني
يمكن تجاهل مرض السكري النوع الثاني بسهولة، خاصة فى مراحله الأولى، لكن يمكن أن يؤثر السكري على العديد من الأعضاء المهمة بما في ذلك، القلب، الأوعية الدموية، الأعصاب، العينين، والكليتين. والتحكم فى مستويات سكر الدم يمكن أن يساعد فى الوقاية من هذه المضاعفات.
وعلى الرغم من أن مضاعفات السكري طويلة المدى تتطور بصورة تدريجية، إلا أنها يمكن أن تُسبب عجز أو تهدد الصحة. ومن ضمن المضاعفات المحتملة لمرض السكري ما يلى:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- حدوث ضرر الأعصاب (الاعتلال العصبي).
- حدوث ضرر فى الكلية.
- حدوث ضرر فى العين مثل الاعتلال البصري السكري)، إعتام عدسة العين أو الزرق.
- حدوث ضرر فى القدم.
- حدوث مشاكل فى السمع
- حدوث بعض الأمراض الجلدية، بما فى ذلك الالتهابات الفطرية والبكتيرية.
- مرض ألزهايمر.
الوقاية من السكري النوع الثاني
اتباع أسلوب حياة صحي عن طريق القيام بحمية غذائية وأداء التمارين الرياضية يمكن أن يساعد فى الوقاية من مرض السكري النوع الثاني، على الرغم من احتمال وجود إصابة سابقة بين أفراد العائلة بهذا النوع من السكري.
وإذا تم تشخيصك بالسكري، ما زال يمكنك القيام بخيارات حياتية صحية تساعدك فى الوقاية من حدوث أي مضاعفات. وإذا كنت مصاباً بحالة ما قبل السكري، فإن القيام بهذه الخيارات الصحية يمكن أن يؤخر أو يمنع تطور المرض إلى مرض السكري النوع الثاني:
- تناول أطعمة صحية قليلة الدهون والسعرات الحرارية وغنية بالألياف، وقم بالتركيز على الفاكهة، الخضراوات ومنتجات القمح الكامل.
- النشاط الجسدي، فقم بتخصيص 30 دقيقة على الأقل كل يوم للقيام بأنشطة جسدية معتدلة مثل المشي، ركوب الدراجة أو السباحة.
- خسارة الوزن الزائد، فإذا كنت تعاني من السمنة، فيجب أن تعلم أن خسارة 7% من وزن الجسم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري.
تشخيص السكري النوع الثاني
لتشخيص الإصابة بالسكري النوع الثاني، سوف تخضع للفحوصات التالية:
اختبار الهيموجلوبين السكري (A1C)
يوضح هذا الاختبار نسبة سكر الدم خلال الشهرين أو الثلاث شهور الماضية، حيث يقوم بقياس سكر الدم المتصل بالبروتين الذي يحمل الأكسجين والذي يُعرف بالهيموجلوبين، وكلما زادت مستويات سكر الدم، كلما زدات نسبة الهيموجلوبين.
وإذا كانت نسبة الهيموجلوبين السكري 6.5% أو أعلى بعد القيام بالفحص لمرتين مختلفتين، فإن هذا يُشير إلى الإصابة بمرض السكري. وإذا كانت النتيجة تتراوح ما بين 5.7 و6.4%، فيُعتبر هذا مؤشر لحالة ما قبل السكري، مما يُزيد من خطر تحول هذه الحالة إلى مرض السكري النوع الثاني. ويكون مستوى سكر الدم فى وضع طبيعي إذا كانت قراءة الفحص أقل من 5.7%.
وفي حالة عدم توافر اختبار الهيموجلوبين السكري، أو في حالة وجود بعض الحالات المعينة التي قد تُعيق من دقة نتائج الاختبار مثل، الحمل أو وجود نوع غير معروف من الهيموجلوبين يُعرف ببديل الهيموجلوبين، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إحدى الاختبارات التالية لتشخيص المرض:
اختبار سكر الدم العشوائي
سوف يقوم الطبيب بأخذ عينة دم فى وقت عشوائي، ويتم التعبير عن نسب سكر الدم بالملليجرام / ديسيلتر أو بالملليمول / لتر. وإذا كان مستوى سكر الدم 200 ملليجرام / ديسيلتر أو أعلى، فإن هذا يُشير إلى الإصابة بمرض السكري، خاصة إذا كانت هذه النسبة مصحوبة ببعض أعراض مرض السكري مثل، التبول المتكرر أو العطش الشديد.
اختبار سكر الدم أثناء الصيام
سوف يتم أخذ عينة من الدم بعد الصيام لليلة كاملة، فإذا كانت النسبة أقل من 100 ملليجرام / ديسيلتر، فيكون مستوى سكر الدم طبيعياً. وإذا كانت النسبة تتراوح ما بين 100 إلى 125 ملليجرام / ديسيلتر، فتُشير هذه النسبة إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري، وإذا كانت النسبة 126 أو أعلى بعد القيام باختبارين منفصلين، فيتم التشخيص بمرض السكري.
اختبار تحمل الجلوكوز الفموي
للقيام بهذا الاختبار، يتم الصيام لليلة كاملة، ويتم قياس مستوى سكر الدم خلال الصيام، ثم يتم تناول سائل سكري، ويتم قياس مستويات سكر الدم بصورة دورية خلال الساعتين التاليتين. فيكون مستوى سكر الدم طبيعياً إذا كانت النسبة أقل من 140 ملليجرام/ ديسيلتر، وإذا كانت تتراوح ما بين 140 و193 ملليجرام/ ديسيلتر، فتُشير إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري. وإذا كانت 200 أو أعلى بعد مرور ساعتين، فهذا يمكن أن يُشير إلى الإصابة بمرض السكري.
وتنصح الجمعية الأمريكية للسكري بالفحص الدوري للسكري النوع الثاني بداية من عمر الخامسة والأربعين، وخاصة فى حالة الإصابة بالسمنة، فإذا كانت نتائج الفحص طبيعية، يجب تكرار الفحص كل ثلاث سنوات، وإذا كانت النتائج غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب عن العودة للقيام بفحص آخر.
ويُنصح القيام بهذا الفحص للأشخاص الأقل من 45 عاماً والذين يعانون من السمنة ويعانون من أمراض قلبية أخرى أو وجود تاريخ عائلي بالإصابة بمرض السكري أو تاريخ طبي شخصي بالإصابة بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.
وإذا تم تشخيصك بمرض السكري، سوف يقوم الطبيب ببعض الفحوصات الأخرى للتمييز ما بين النوع الأول أو النوع الثاني، حيث يتطلب النوعان طرق علاج مختلفة.
ما بعد التشخيص
يجب فحص مستوى الهيموجلوبين السكري من مرتين إلى أربعة مرات خلال السنة، وقد يختلف مستوى الهيموجلوبين السكري المطلوب اعتماداً على السن وبعض العوامل الأخرى، لكن تُوصي الجمعية الأمريكية للسكري أن يكون مستوى الهيموجلوبين السكري أقل من 7%، لذلك يجب سؤال الطبيب عن المستوى الذي يجب بلوغه.
ومقارنة بفحوصات سكر الدم اليومية والمتكررة، يستطيع اختبار الهيموجلوبين السكري توضيح مدى نجاح خطة علاج السكري المتبعة، وارتفاع مستوى سكر الدم يمكن أن يُشير إلى الحاجة للقيام ببعض التغييرات فى الأدوية التي يتم تناولها أو في نظام الغذاء المتبع أو في النشاط الجسدي.
وبجانب هذا الاختبار، سوف يقوم الطبيب بأخذ عينات من الدم والبول بصورة دورية لفحص مستوى الكوليسترول ووظائف الغدة، الكبد، والكلية. وسوف يقوم الطبيب أيضاً بتقييم ضغط الدم، وفحص العينين والقدمين بصورة منتظمة.
علاج السكري النوع الثاني
وتتضمن خطة التحكم فى مرض السكري النوع الثاني ما يلى:
الطعام الصحي
بعكس المفهوم المتعارف عليه، لا توجد حمية غذائية خاصة بمرض السكري، ولكن من المهم اتباع حمية غذائية تعتمد على بعض الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الدهون مثل:
- الفاكهة.
- الخضراوات.
- القمح الكامل.
وسوف تحتاج أيضاً إلى تقليل استخدام المنتجات الحيوانية، الكربوهيدرات المعدلة والحلويات. وتناول الأطعمة التي تعمل على خفض نسبة السكر في الدم يمكن أن يساعد أيضاً، ومؤشر الجهد السكري (مؤشر جلايسيمي) هو طريقة لمعرفة السرعة التي يحتاجها طعام ما لرفع نسبة سكر الدم.
ويمكن أن يساعدك مختص غذائي فى وضع خطة غذاء تلائم أهدافك الصحية وأطعمتك المفضلة وأسلوب حياتك. ويمكن أن يساعدك فى تعلم كيفية حساب نسبة الكربوهيدرات التي يتم تناولها أثناء الوجبات اليومية والوجبات الخفيفة للحفاظ على ثبات مستوى سكر الدم.
النشاط الجسدي
يحتاج الجميع إلى القيام ببعض التمارين الرياضية بصورة منتظمة، ولا يُستثنى من ذلك مرضى السكري النوع الثاني، لكن يجب الحصول على موافقة الطبيب قبل البدء بأي خطة رياضية. وبعد الموافقة، يمكنك اختبار الأنشطة التي تستمع بها مثل، المشي، السباحة وركوب الدراجات، ولكن من المهم جعل النشاط الجسدي جزء من روتين الحياة اليومي.
قم بتحديد 30 دقيقة لأداء التمارين الرياضية لمدة خمسة أيام فى الأسبوع، فتمارين التمديد وتمارين القوة من التمارين المهمة التي يجب القيام بها. وإذا لم تمارس الرياضية منذ فترة، يمكن البدء ببطء ثم التسريع بصورة تدريجية.
والقيام بمجموعة من التمارين المختلطة عادة ما يساعد فى التحكم فى مستوى سكر الدم بصورة فعّالة أكثر من أداء تلك التمارين على حدة. وتذكر أن أداء التمارين الرياضية يُقلل من سكر الدم، لذلك يجب فحص مستوى سكر الدم قبل القيام بأى نشاط جسدي.
مراقبة سكر الدم
طبقاً لخطة العلاج المتبعة، قد تحتاج إلى فحص وتسجيل مستويات سكر الدم من فترة لأخرى، وفي حالة استخدام الأنسولين، تزداد عدد مرات الفحص، وقم باستشارة الطبيب عن عدد مرات الفحص التي يجب القيام بها. والمراقبة الدقيقة لمستوى سكر الدم هي الطريقة الوحيدة للتأكد من بقاء نسبة سكر الدم ضمن الوضع الطبيعي.
وفي بعض الأحيان لا يمكن توقع مستويات سكر الدم، وبمساعدة الطبيب يمكنك معرفة كيف يستجيب سكر الدم لبعض الأطعمة، أداء التمارين الرياضية، الكحوليات، المرض وبعض الأدوية.
أدوية السكري وعلاج الأنسولين
بعض الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الثاني يمكن أن يحققوا مستويات سكر الدم المطلوبة باتباع حمية غذائية أو أداء التمارين الرياضية فقط، لكن العديد من الأشخاص يحتاجون إلى أدوية السكري وعلاج الأنسولين.
واختيار الأدوية المناسبة يتوقف على عدة عوامل من ضمنها مستوى سكر الدم وبعض المشاكل الصحية الأخرى. وقد يجمع الطبيب بين عدة أنواع من الأدوية للتحكم فى مستوى سكر الدم بعدة طرق مختلفة.
وبعض الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الثاني يحتاجون إلى علاج الأنسولين بجانب الأدوية، ففي الماضي كان الأنسولين يُستخدم كخيار علاجي أخير، لكن الآن يتم وصفه مبكراً نظراً لفوائده الكثيرة.
ولأن عملية الهضم تؤثر على الأنسولين الذي يتم تناوله عن طريق الفم، يجب حقن الأنسولين، وطبقاً لاحتياجاتك، فقد يقوم الطبيب بوصف خليط من أنواع الأنسولين ليتم استخدامها أثناء النهار والليل. وعادة يبدأ مرضى السكري النوع الثاني بجرعة أنسولين طويلة المفعول خلال الليل.
وبجانب أدوية السكري، قد يصف الطبيب جرعات مخفضة من الاسبرين بالإضافة إلى أدوية خفض ضغط الدم والكوليسترول، للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
جراحة تغيير مسار المعدة
إذا كنت تعاني من مرض السكري النوع الثاني ومؤشر كتلة الجسم لديك أعلى من 35، فقد تكون مرشحاً لإجراء عملية تغيير مسار المعدة لفقدان الوزن، حيث تعود مستويات سكر الدم إلى الوضع الطبيعي فى 55 إلى 95% من نسبة الأشخاص المصابين بمرض السكري بعد إجراء العملية الجراحية.
والعمليات الجراحية التي تقوم بتغيير مسار جزء من الأمعاء الدقيقة لها تأثير على مستويات سكر الدم أكبر من تأثير أى عمليات أخرى لخسارة الوزن. ومن عيوب هذا الجراحة تكلفتها المرتفعة وبعض المخاطر التي تتضمنها مثل، خطر حدوث الوفاة، وتتطلب تلك الجراحة القيام ببعض التغييرات الحياتية الجذرية، وقد تتضمن المضاعفات طويلة المدى .
الحمل
قد تحتاج النساء المصابات بالسكري النوع الثاني إلى تغيير خطة العلاج المتبعة أثناء الحمل، فتقوم العديد من النساء باستخدام الأنسولين خلال الحمل، لكن لا يمكن استخدام أدوية خفض الكوليسترول وبعض أدوية ضغط الدم أثناء الحمل.
علامات تحذيرية
وجود العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على سكر الدم، يمكن أن يتسبب في ظهور بعض المشاكل التي تتطلب الرعاية الطبية الفورية مثل:
- ارتفاع سكر الدم
يمكن أن يرتفع مستوى سكر الدم لعدة أسباب من ضمنها، الإفراط في تناول الطعام، المرض أو عدم تناول أدوية خفض الجلوكوز بشكل كافٍ، لذلك قم بفحص مستوى سكر الدم بصورة متكررة وانتبه لظهور أعراض ارتفاع سكر الدم مثل، التبول المتكرر، العطش المتزايد، جفاف الفم، رؤية مزدوجة، الشعور بالتعب والغثيان. وإذا كنت مصاباً بارتفاع سكر الدم، سوف تحتاج إلى تعديل خطة الغذاء والأدوية المتناولة أو كلاهما.
- متلازمة فرط السكر (HHNS)
تتضمن أعراض تلك المتلازمة التي تهدد الصحة، وصول مستوى سكر الدم إلى نسبة 600 ملليجرام / ديسيلتر أو أعلى، جفاف الفم، العطش الشديد، حمى تصل إلى 101 فهرنهيت (38 سليزيوس)، النعاس، فقدان الرؤية، الهلاوس وبول داكن اللون. ويمكن أن لا تُعطي أجهزة مراقبة سكر الدم قراءة دقيقة للنسبة عند حدوث هذه المتلازمة.
وتحدث هذه المتلازمة نتيجة ارتفاع سكر الدم إلى مستوى مرتفع جداً، بحيث تزداد كثافة الدم ويصبح في كثافة الشراب المركز. وتكون هذه المتلازمة أكثر انتشاراً بين كبار السن المصابون بمرض السكري النوع الثاني، وعادة ما تسبقها حدوث مرض أو عدوى، وتتطور خلال عدة أيام أو أسابيع. قم باستشارة الطبيب أو الحصول على الرعاية الطبية الفورية في حالة ظهور أياً من أعراض هذه المتلازمة.
- الحماض الكيتوني السكري
إذا تعرضت الخلايا لحدوث نقص فى الطاقة، فقد يبدأ الجسم في تكسير الدهون، مما يتسبب فى إنتاج بعض الأحماض المسممة التى تُعرف بالكيتونات.
وانتبه لظهور الأعراض المصاحبة لهذه الحالة المرضية مثل، جفاف الفم الشديد، التبول المتكرر، قصور التنفس، الشعور بالتعب ورائحة فم تُشبه رائحة الفاكهة. ويمكن فحص البول للبحث عن وجود الكيتونات، وفي حالة زيادة نسبة وجودها فى البول، قم باستشارة الطبيب على الفور.
- نقص السكر في الدم
يمكن أن يحدث نقص سكر الدم لعدة أسباب من ضمنها، عدم تناول بعض الوجبات اليومية، تناول بعض الأدوية بصورة أكثر من المعتاد أو ممارسة نشاط جسدي يحتاج إلى بذل الكثير من الطاقة. ويحدث نقص السكر في الدم نتيجة تناول أدوية خفض الجلوكوز التي تُحفز إفراز الأنسولين، أو نتيجة استخدام الأنسولين.
قم بفحص مستوى سكر الدم بصورة منتظمة، وانتبه لظهور الأعراض المصاحبة لهذه الحالة مثل، التعرق، الرعشة، الضعف الجسدي، الجوع، الدوخة، الصداع، الرؤية المزدوجة، خفقان القلب، التعثر فى الكلام، النعاس، الارتباك والتشنجات.
وإذا حدث نقص سكر الدم خلال الليل، فقد تستيقظ وأنت مصاب بالتعرق الشديد أو الصداع، ويمكن أن يتسبب حدوث نقص السكر في الدم أثناء الليل إلى ارتفاع سكر الدم بصورة غير معتادة فى الصباح الباكر بعد الاستيقاظ.
إذا كنت تعاني من أعراض نقص السكر في الدم، قم بشرب أو تناول شئ يساعد فى رفع نسبة سكر الدم بشكل سريع مثل، عصير الفاكهة، أقراص الجلوكوز، الحلوى الصلبة، الصودا العادية أو أى مصدر آخر للسكر، وقم بإعادة فحص مستوى سكر الدم بعد مرور 15 دقيقة.
وإذا لم يعد مستوى سكر الدم إلى وضعه الطبيعي، قم بتناول بعض الحلويات مرة أخرى، ثم قم بإعادة الفحص مجدداً بعد مرور 15 دقيقة. وفي حالة فقدان الوعي، قد يضطر أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء المقربين إلى إعطاءك جرعة طارئة من الغلوكاكون، وهو هرمون يحفز إفراز السكر في الدم.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
التحكم الدقيق في مرض السكري النوع الثاني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات تهدد الصحة، ويمكنك وضع النصائح التالية في عين الاعتبار:
- الالتزام بخطة التحكم في مرض السكري، وجمع جميع المعلومات عن مرض السكري النوع الثاني، وجعل الطعام الصحي والنشاط الجسدي جزء من روتينك اليومي.
- عمل فحص جسدي سنوي وفحوصات معتادة للعين، للبحث عن أي مشاكل صحية أخرى.
- ارتداء سوار يوضح أنك مصاب بمرض السكري، في حالة تواجدك وحدك في مكان عام تحسبا لحدوث أي شيء طارئ.
- الحصول على اللقاحات الضرورية باستمرار
- العناية بالأسنان، فالإصابة بمرض السكري يمكن أن يجعلك عرضة لحدوث التهابات خطيرة في اللثة، لذلك قم بغسل الأسنان مرتين على الأقل خلال اليوم، وقم بتحديد فحوص معتادة للأسنان.
- غسل القدمين يومياً بماء دافئ، وتجفيفهم بلطف، خاصة ما بين أصابع القدمين، وترطيبهم باستخدام الكريمات والمرطبات. وقم بفحص القدم يومياً للبحث عن أى جروح، تقرحات، احمرار أو تورم.
- التحكم فى مستوى ضغط الدم والكوليسترول، عن طريق تناول أطعمة صحية وأداء التمارين بشكل منتظم.
- الإقلاع عن التدخين، حيث يُزيد التدخين من خطر الإصابة بمضاعفات مختلفة متعلقة بمرض السكري.
التكيف مع المرض والمساندة
السكري النوع الثاني هو مرض خطير، واتباع خطة العلاج يتطلب التزام على مدار الساعة، فاتباع خطة العلاج يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري. والتحدث مع الطبيب أو مع طبيب نفسي يمكن أن يساعدك على التكيف مع التغيرات الحياتية المصاحبة لمرض السكري النوع الثاني.
وقد تجد المساندة والتفهم فى إحدى مجموعات المساندة المخصصة لمرض السكري، وعلى الرغم من أن هذه المجموعات ليست للجميع، لكن يمكن أن تكون مصدر جيد للمعلومات، ويمكنك إيجاد إحدى هذه المجموعات عن طريق الانترنت أو عن طريق الطبيب.
الاستعداد لموعد الطبيب
بعد التشخيص، سوف يبدأ الطبيب بمرحلة العلاج، وإذا كانت مستويات سكر الدم مرتفعة جداً ، فقد يقوم الطبيب بإرسالك إلى المشفى لتلقي العلاج. ويمكنك الاستعداد لموعد الطبيب عن طريق التالي:
- معرفة أى تعليمات سابقة للموعد مثل عدم تناول الطعام أو الشراب لعدد من الساعات للقيام ببعض الفحوصات.
- تسجيل الأعراض التي تظهر، بما في ذلك الأعراض الغير متعلقة بسبب حجزك لهذا الموعد.
- إحضار قلم ودفتر لتسجيل جميع المعلومات المهمة التي سوف يقدمها الطبيب.
- عمل قائمة بجميع الأسئلة التي ترغب بمعرفة أجوبتها ومتعلقة بمرض السكري لطرحها على الطبيب.
ومن ضمن الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على الطبيب ما يلى:
- ما هي عدد المرات اللازمة لمراقبة سكر الدم؟
- ما هو مستوى سكر الدم الذي يجب الوصول إليه؟
- كيف أستطيع استخدام المعلومات الناتجة عن مراقبة الجلوكوز للتحكم في مرض السكري بشكل أفضل؟
- ما هي التغييرات التي يجب القيام بها فيما يتعلق بالحمية الغذائية؟
- كيف يمكنني تعلم حساب نسبة الكربوهيدرات الموجودة في الطعام؟
- هل يجب أن أستعين بخبير غذائي ليساعدني فى وضع خطة الغذاء التي يجب اتباعها؟
- ما هي المدة التي يجب تخصيصها لأداء التمارين الرياضية بشكل يومي؟
- هل أحتاج إلى استخدام الأدوية؟ وما هى نوع هذه الأدوية؟ وما هو مقدارها؟
- هل يجب تناول الدواء في وقت معين أثناء اليوم؟
- هل أحتاج إلى استخدام الأنسولين؟
- أعاني من مشاكل صحية اخرى، كيف يمكنني التحكم في هذه الحالات الصحية معاً؟
- ما هي أعراض نقص السكر في الدم؟
- كيف أقوم بمعالجة نقص السكر في الدم؟
- ما هي أعراض ارتفاع السكر في الدم؟
- متى يجب إجراء الفحص المتعلق بإيجاد الكيتونات؟ وكيف أقوم بعمل هذا الفحص؟
- كم عدد الفحوصات اللازمة لمراقبة مضاعفات السكري؟ ومن هم المختصين الذين يجب أن أستعين بهم؟
- هل هناك أى مواد تعليمية مطبوعة يمكنني الاستعانة بهم؟ وما هى المواقع التي تنصح بزيارتها؟
وسوف يقوم الطبيب بطرح عدد من الأسئلة الخاصة به. ومن ضمن تلك الأسئلة ما يلى:
- هل تفهم خطة العلاج التي سوف يتم اتباعها؟ وهل أنت على يقين من أنك تستطيع الالتزام بهذه الخطة؟
- كيف تتعامل وتتكيف مع مرض السكري؟
- هل عانيت من أي انخفاض فى سكر الدم؟
- ما هي الحمية الغذائية التي تقوم باتباعها؟
- هل تقوم بأداء التمارين الرياضية؟ وإذا كنت تمارسها، ما هى أنواع التمارين التي تقوم بها؟ وكم مرة تتمرن؟
- ما هى التحديات التي تواجهها أثناء التحكم فى مرض السكري؟
وإذا استمر مستوى سكر الدم فى الخروج عن نطاق المستوى المطلوب، أو إذا لم تكن تعرف ما يجب فعله عند مواجهة موقف ما، قم بالتواصل مع الطبيب وطلب المساعدة.