الشرى ومرض الوذمة الوعائية Hives and angioedema
الشرى أو ما يعرف بـ الأرتكاريا ومرض الوذمة الوعائية هما مرضان جلديان، فالشرى هو رد فعل تحسسي من الجلد يتسبب في ظهور كدمات تشعرك بالحكة، ويتراوح حجمها ما بين البقع الصغيرة إلى البقع الكبيرة التي يتراوح قطرها ما بين عدة سنتيمترات. ويحدث الشرى نتيجة التعرض لبعض أنواع الطعام، أو الأدوية، أو بعض المواد الأخرى.
الوذمة الوعائية هو نوع من تورم الجلد الذي يؤثر على الطبقات العميقة منه، وعادة ما تظهر على الوجه والشفتين. وفي أغلب الحالات يعتبر الشرى ومرض الوذمة الوعائية من الأمراض غير المؤذية، والتي لا تترك أية علامات حتى دون الخضوع للعلاج. والعلاج الأكثر شيوعاً للشرى والوذمة الوعائية هو الأدوية المخدرة، ويمكن أن تكون الوذمة الوعائية خطر يهدد حياة الشخص، وذلك في حالة تسبب تورم الحلق أو اللسان في غلق مجرى التنفس.
أعراض الشرى ومرض الوذمة الوعائية
أعراض الشرى
يمكن أن تكون الكدمات الناتجة عن الشرى:
- حمراء أو بلون الجلد.
- تشعرك بالرغبة الشديدة في الحكة.
- ذات شكل بيضاوي حاد أو شكل يشبه الدودة.
- يمكن أن يتراوح عرضها ما بين 2.5 سم إلى عدة سنتيمترات في العرض.
عادة ما يختفي الشرى خلال أربع وعشرين ساعة، ولكن الشرى المزمن يمكن أن يستمر لعدة أشهر أو سنوات.
أعراض الوذمة الوعائية
الوذمة الوعائية هي رد فعل مشابه للشرى، وتؤثر على الطبقات العميقة من الجلد، وغالباً ما تظهر حول العينين، وعلى الخدود، والشفتين. ويمكن أن يحدث الشرى ومرض الوذمة الوعائية بصورة منفصلة أو بنفس الوقت.
ومن الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بالوذمة الوعائية:
- كدمات كبيرة، سميكة، وصلبة.
- التورم والاحمرار.
- ألم أو دفء في المناطق المصابة.
متى يجب زارة الطبيب
يمكن علاج الحالات المتوسطة من الشرى ومرض الوذمة الوعائية بالمنزل، لكن قم بزيارة الطبيب في حالة استمرت الأعراض لأكثر من عدة أيام. ويجب أن تتوجه للطواريء في حالة شعرت بوجود تورم في الحلق أو شعرت بمشاكل في التنفس.
مضاعفات الشرى ومرض الوذمة الوعائية
يمكن أن تكون الوذمة الوعائية الشديدة خطراً يهدد حياة الشخص، وذلك في حالة تسبب التورم في أن يقوم اللسان والحلق بسد مجرى التنفس.
أسباب الشرى ومرض الوذمة الوعائية
- الطعام، يمكن أن تتسبب العديد من الأطعمة في حدوث حساسية لدى بعض الأشخاص، ومن الأطعمة التي قد تسبب الحساسية الأسماك الصدفية، والأسماك، والفول السوداني، والمكسرات، والبيض، واللبن.
- الأدوية، يمكن لأي نوع من أنواع الأدوية أن يتسبب في ظهور الشرى أو الوذمة الوعائية، ومن الأدوية المعروفة والتي قد تسبب الأمر البنسلين، الأسبرين، الأيبوبروفين، نابروكسين، وأدوية علاج ضغط الدم.
- الحساسية الشائعة، من المواد الشائعة والتي قد تسبب الشرى أو الوذمة الوعائية حساسية ضد حبوب اللقاح، وحساسية الحيوانات، وحساسية اللاتكس، وحساسية تجاه لدغات الحشرات.
- العوامل البيئية، وهذا يتضمن الحرارة، والبرودة، وضوء الشمس، والماء، والضغط على الجلد، والضغط العاطفي، وممارسة التمارين.
- بعض الحالات الطبية الأخرى، فيمكن أن يحدث كلاً من الشرى أو الوذمة الوعائية نتيجة لعمليات نقل الدم، أو أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، أو بسبب بعض أمراض السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية، وكذلك نتيجة لبعض مشكلات الغدة الدرقية، أو نتيجة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية مثل التهابات الكبد، وفيروس نقص المناعة، وعدوى الفيروس المضخم للخلايا، وفيروس أبشتاين بار.
- الجينات، تعتبر الوذمة الوراثية نوع نادر من الحالة، وترتبط عادة بإنخفاض في مستوى بعض بروتينات الدم أو وجود مشكلة غير طبيعية بها، حيث تلعب هذه البروتينات دوراً في استجابة جهاز المناعة وقيامه بوظيفته.
عوامل خطر الشرى ومرض الوذمة الوعائية
يعتبر كلاً من الشرى والوذمة الوعائية من الأنواع الشائعة، وربما تكون معرض للإصابة بهما إذا كنت:
- سبق وأصبت بالشرى أو الوذمة الوعائية سابقاً.
- سبق وتعرضت لرد فعل تحسسي من نوع آخر.
- تعرضت لمرض مرتبط بالشرى والوذمة الوعائية، مثل الذئبة، أو سرطان الغدد الليمفاوية، أو أمراض الغدة الدرقية.
- كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالشرى، أو الوذمة الوعائية، أو الوذمة الوعائية الوراثية.
الوقاية من الشرى ومرض الوذمة الوعائية
لتقليل خطر إصابتك بالشرى والوذمة الوعائية، قم بالإجراءات التالية:
- تجنب المحفزات، وقد تتضمن المحفزات بعض أنواع الطعام، والأدوية، وبعض الأشياء مثل ارتفاع درجات الحرارة الشديد، والذي كان يلعب دوراً في الإصابة بالشرى والوذمة الوعائية في الماضي.
- احتفظ بمفكرة، في حالة كنت تشك أن الطعام هو السبب في حدوث الأمر، ولكنك غير متأكد أي من أنواع الطعام هو السبب، فقم بكتابة قائمة بالأطعمة والأعراض داخل مفكرة واحتفظ بها.
تشخيص الشرى ومرض الوذمة الوعائية
سيقوم الطبيب بفحص الكدمات وأماكن التورم في حالة كانت ما تزال موجودة، وسيقوم بفحص تاريخك الصحي من أجل التعرف على الأسباب المحتملة للإصابة. وفي بعض الحالات سيقترح الطبيب القيام بـ اختبار حساسية الجلد، ويمكن أن يطلب أيضاً القيام ببعض فحوصات الدم من أجل فحص مستوى ووظيفة بعض بروتينات الدم، ولمعرفة إن كنت مصاباً بالوذمة الوعائية الوراثية أو لا.
علاج الشرى ومرض الوذمة الوعائية
في حالة كانت الأعراض متوسطة، ربما لن تكون بحاجة للعلاج، والعديد من حالات الشرى ومرض الوذمة الوعائية تختفي من تلقاء نفسها ودون علاج، ولكن يمكن أن يساعد العلاج في تخفيف الحكة الشديدة، والشعور بعدم الراحة، والأعراض المستمرة.
الأدوية
علاج الشرى والوذمة الوعائية ربما يتضمن الأدوية الموصوفة مثل:
- مضادات الحكة، وهذه العلاجات المستخدمة تعتبر من الأدوية المخدرة، والتي تقلل الحكة، والتورم، وأعراض الحساسية الأخرى.
- الأدوية المضادة للالتهابات، وتستخدم هذه الأدوية في الحالات الشديدة من الشرى والوذمة الوعائية، حيث يقوم الأطباء بوصف الكورتيكوستيرويد مثل البريدنيزون، وذلك من أجل تقليل التورم، والاحمرار، والحكة.
- الأدوية المثبطة للمناعة، في حالة لم يكن استخدام الكورتيكوستيريد والأدوية المخدرة فعالاً، فسيقوم الطبيب بوصف أحد الأدوية المثبطة لجهاز المناعة.
- الأدوية التي تقلل الألم والتورم، يمكن علاج الشرى المزمن والوذمة الوعائية من خلال مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- التحكم في بروتينات الدم، في حالة الإصابة بالوذمة الوعائية االوراثية، يمكن لعدد من الأدوية تنظيم مستويات بعض بروتينات الدم، كما يمكنها تخفيف الأعراض والعلامات.
الأوضاع الطارئة
في حالة الإصابة بحالة شديدة من الشرى أو الوذمة الوعائية، توجه للطواريء. وهناك سيتم إعطائك حقنة من الايبنفرين، وهو عبارة عن نوع من الأدرنالين. وفي حالة تعرضت لهجوم خطير أو عاد الهجوم للتكرار برغم استخدام الدواء، ربما يقوم الطبيب بجعلك تحمل آلة تشبه القلم لتقوم بحقن نفسك بالأيبنفرين عند الحاجة.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
في حالة تعرضت لحالة خفيفة من الشرى أو الوذمة الوعائية، يمكن أن تساعد الخطوات التالية في تخفيف الأعراض:
- تجنب المحفزات، وهذا يتضمن بعض أنواع الطعام، والأدوية، وحبب اللقاح، والحيوانات، واللاتكس، ولدغات الحشرات.
- استخدام مضادات الحكة التي لا تحتاج لوصفة طبية، فيمكن استخدام اللوراتادين، والسيتريزين، و ديفينهيدرامين من أجل تخفيف الحكة.
- وضع كمادات باردة مبللة، حيث أن تغطية المناطق المصابة بالكمادات الباردة، يساعد على تهدئة الجلد ومنع الحكة.
- الحصول على حمام مهديء، حيث أن الحصول على حمام مهديء من خلال إضافة القليل من صودا الخبز، أو الشوفان المطحون إلى الحمام من أجل الحصول على بعض الاسترخاء.
- ارتداء الملابس الناعمة والقطنية، حيث أن ارتداء الملابس الخشنة سيزيد من حكة الجلد، لذا تجنب الملابس المصنوعة من الصوف.
الاستعداد لموعد الطبيب
بسبب الأعراض التي تشعر بها ستقوم بزيارة طبيب الجلدية أو متخصص في أمراض الحساسية.
ما يمكنك فعله
- قم بكتابة أعراضك حتى تلك الأعراض التي قد لا ترتبط بسبب زيارتك للطبيب، ومتى حدثت، وكم استمرت.
- قم بكتابة قائمة بالأدوية التي تتناولها حتى لو كانت عبارة عن مجموعة من المكملات أو الفيتامينات. وسيكون من الأفضل أن تأخذ الزجاجات الأصلية وقائمة بجرعات هذه الأدوية.
- قم بكتابة الأسئلة التي ستحتاج لسؤال الطبيب عنها.
أسئلة ستسألها للطبيب
- ما سبب ظهور أعراضي؟
- بغض النظر عن السبب الرئيسي، ما هي الأسباب الأخرى المحتملة لظهور أعراضي؟
- ما الفحوصات التي سأكون بحاجة لإجرائها لتأكيد التشخيص؟
- ما هو أفضل تصرف يجب القيام به؟
- هل حالتي مؤقتة أو مستمرة؟
- ما البدائل المتاحة للعلاج الذي تقترحه؟
- هل سأكون بحاجة لاستخدام الأدوية الطبية الموصوفة، أم هل بإمكاني استخدام المسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية لتخفيف الألم؟
- ما النتائج التي يجب توقعها؟
- هل بإمكاني الانتظار لأرى إن كانت الحالة ستزول من تلقاء نفسها؟
وإن تبادر إلى ذهنك أي من الأسئلة لا تتردد في سؤال الطبيب.
ما يجب توقعه من الطبيب
سيقوم الطبيب بسؤالك مجموعة من الأسئلة من بينها:
- متى بدأت أعراضك بالظهور؟
- كيف كان شكل الجلد عندما بدأ الأمر بالحدوث لأول مرة؟
- هل تغيرت أعراضك بمرور الوقت؟
- ماذا لو كان هناك أي شيء يساعد في تحسن أعراضك؟
- هل هناك شيء يزيد من سوء الأعراض؟
- هل تشعر أن الحبوب بوجهك تجعلك تشعر بالحكة، أو الحرقة، أو الوخز؟
- هل تذهب هذه الحبوب تماماً دون أن تترك كدمة أو علامة؟
- هل تعاني من أي من أنواع الحساسية المعروفة؟
- هل تعرضت لهذا النوع من الحساسية حالياً؟
- هل جربت تناول نوع جديد من الطعام لأول مرة، أو هل جربت منتجات جديدة للغسيل، أو هل تبنيت حيوان أليف مؤخراً؟
- ما هي الأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة التي تستخدمها؟
- هل بدأت بتناول دواء جديد مؤخراً؟ أو هل عدت لتناول نوع من الأدوية كنت تتناوله سابقاً؟
- هل حدث تغير في حالتك الصحية مؤخراً؟ هل تعرضت لأي نوع من أنواع الحمى أو فقدت الوزن مؤخراً؟
- هل تعرض أي من أفراد عائلتك لهذا النوع من حساسية الجلد؟ هل يعاني أفراد العائلة من أي من أنواع الحساسية المعروفة؟
- ما هي العلاجات المنزلية التي قمت باستخدامها؟