الصداع النصفي Migraine
تُسبب الصداع النصفي أو الشقيقة ألم الخفقان أو الإحساس النبضي، وعادةً ما يكون على جانب واحد فقط من الرأس. وغالباً ما يصاحبه الغثيان، والقئ، والحساسية الشديدة للضوء والصوت. ويمكن أن تُسبب نوبات الصداع النصفي الألم الشديد لمدة تتراوح من ساعات إلى أيام، وقد تكون شديدة جداً لدرجة التعطيل.
وقد تحدث الأعراض التحذيرية المعروفة بإسم الأورة قبل الصداع أو معه. ويمكن أن تتضمن هذه الأعراض ومضات ضوئية، أو بقع عمياء، أو وخز على جانب واحد من الوجه، أو في الذراع أو الساق.
ويمكن أن تساعد الأدوية على منع بعض أنواع الصداع النصفي وجعلها أقل إيلاماً. تحدث مع طبيبك بشأن الخيارات العلاجية المختلفة للشقيقة إذا لم تتمكن من الشعور بالراحة. قد يساعدك العلاج الصحيح بالاشتراك مع تدابير الرعاية الذاتية، وتغييرات أسلوب الحياة.
أعراض الصداع النصفي
غالباً ما يبدأ هذا المرض في مرحلة الطفولة، أو المراهقة، أو مرحلة البلوغ المبكرة، وقد يمر الصداع النصفي من خلال أربعة مراحل، وهي البادرة (أو مقدمة المرض)، والأورة والصداع، والأعراض النهائية، على الرغم من أنك قد لا تعاني من جميع المراحل.
البادرة
قد تلاحظ قبل يوم، أو يومين من هذا المرض وجود تغيرات طفيفة تحذر من حالة الصداع النصفي القادمة، وتتضمن ما يلي:
- الإمساك.
- تغيرات الحالة المزاجية، من الاكتئاب إلى الابتهاج.
- الرغبة الملحة في تناول الطعام.
- تصلب الرقبة.
- زيادة العطش والتبول.
- تكرار التثاؤب.
الأورة
قد تحدث الأورة (أو الهالة) قبل، أو أثناء الصداع النصفي. ويُصاب معظم الأشخاص بالصداع النصفي بدون الأورة، وتُعتبر الأورة هي أعراض الجهاز العصبي، وعادةً ما تكون اضطرابات بصرية، مثل ومضات الضوء، أو الرؤية المتعرجة المتموجة. وقد تكون الهالات في بعض الأحيان اضطرابات حسية (أحاسيس اللمس) أو حركية أو نطقية (متعلقة بالكلام)، وقد تصبح عضلاتك ضعيفة، أو قد تشعر كما لو أن شخصاً يلمسك.
وعادةً ما تبدأ كل من هذه الأعراض تدريجياً، وتتراكم على مدار عدة دقائق، وتستمر لمدة تتراوح من 20 إلى 60 دقيقة. وتتضمن أمثلة هالات الصداع النصفي ما يلي:
- الظواهر البصرية، مثل رؤية أشكال مختلفة، بقع ساطعة، أو ومضات ضوئية.
- فقدان الرؤية.
- شعور بوخز الدبابيس أو الإبر في الذراع أو الساق.
- الضعف أو الخدر في الوجه، أو أحد جانبي الجسم.
- صعوبة الكلام.
- سماع أصوات أو موسيقى.
- الهزة، أو الحركات الأخرى التي لا يمكن السيطرة عليها.
وقد يكون الصـداع النصفي المصاحب بهالة في بعض الأحيان مرتبطاً بضعف الأطراف.
النوبة
عادةً ما تستمر نوبة الصداع النصفي من أربعة إلى 72 ساعة في حالة عدم علاجها. ويختلف تكرار حدوث الصداع من شخص إلى آخر، وقد تكون النوبات نادرة، أو تحدث عدة مرات في الشهر، وقد تعاني أثناء الإصابة بالصداع النصفي مما يلي:
- الألم على جانب واحد من الرأس، أو كلا الجانبين.
- الألم الذي يبدو كالخفقان أو النبض.
- الحساسية للضوء والأصوات، وفي بعض الأحيان الروائح واللمس.
- الغثيان والقيء.
- عدم وضوح الرؤية.
- الدوخة، ويتلوها في بعض الأحيان الإغماء.
الأعراض النهائية
تحدث المرحلة النهائية بعد نوبة الصداع النصفي، وقد تشعر بالتعب والإرهاق، في حين يشعر بعض الأشخاص بالابتهاج. وقد تعاني أيضاً لمدة حوالي 24 ساعة مما يلي:
- الارتباك.
- تقلب المزاجية.
- الدوار.
- الضعف.
- الحساسية للضوء، والصوت.
ضرورة استشارة الطبيب
لا يتم تشخيص وعلاج هذا المرض غالباً، وإذا كنت تعاني من علامات وأعراض هذه النوبات بانتظام، قم بتسجيل نوباتك، وكيفية علاجك لها، ثم حدد موعداً مع طبيبك لمناقشة حالات الصداع الخاصة بك. وإذا كان لديك تاريخ من الصداع، يجب أن ترى طبيبك إذا تغيرت الأنماط، أو شعرت بأن صداعك مختلف فجأة.
ويجب أن ترى طبيبك على الفور، أو تذهب إلى غرفة الطواريء إذا كنت تعاني من أي علامات وأعراض تالية، والتي قد تُشير إلى مشكلة طبية أكثر خطورة:
- الصداع المفاجيء، والشديد مثل الرعد.
- الصداع مع الحمى، أو تصلب الرقبة، أو الارتباك العقلي، أو النوبات، أو ازدواج الرؤية، أو الضعف، أو الخدر، أو صعوبة الكلام.
- الصداع بعد إصابة الرأس، خاصةً إذا تفاقم الصداع.
- الصداع المزمن الذي يتفاقم بعد السعال، أو المجهود، أو التوتر، أو الحركة المفاجئة.
- ألم الصداع الجديد إذا كنت أكبر من 50 سنة.
أسباب الصداع النصفي
على الرغم من عدم فهم أسباب الإصابة بالصداع النصفي، إلا أنه يبدو أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً في ذلك، وقد تنتج عن تغيرات في جذع الدماغ وتفاعلاته مع العصب الثلاثي التوائم، وهو المسار الرئيسي للألم. قد يشارك أيضاً في حدوثه الاختلالات في المواد الكيميائية في الدماغ، بما في ذلك السيروتونين، والذي يساعد على تنظيم الألم في الجهاز العصبي. ولا يزال الباحثون يدرسون دور السيروتونين في الإصابة بالصداع النصفي.
وتنخفض مستويات السيروتونين أثناء نوبات هذا المرض، وقد يُسبب ذلك إفراز العصب الثلاثي التوائم للمواد التي تُسمى الببتيدات العصبية، والتي تنتقل إلى الغشاء الخارجي للدماغ (السحايا)، وتكون النتيجة هي ألم الصداع النصفي. وتلعب الناقلات العصبية الأخرى دوراً في ألم هذا الصداع، بما في ذلك الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين.
مسببات الصداع النصفي
قد تُسبب عدد من العوامل الإصابة بالصداع النصفي، وتتضمن ما يلي:
- التغيرات الهرمونية لدى النساء، فيبدو أن التقلبات في هرمون الإستروجين تُسبب الصداع لدى العديد من النساء. وغالباً ما تسجل النساء اللاتي لديهن تاريخ من الصداع النصفي الإصابة بالصداع على الفور بعد أو أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الحمل أو سن اليأس.
- الأطعمة، فقد تُسبب الأجبان القديمة، والأطعمة المالحة والأطعمة المعالجة، الإصابة بالصداع النصفي. ويمكن أن يؤدي تخطي الوجبات أو الصيام أيضاً إلى حدوث النوبة.
- الإضافات الغذائية، فقد يُسبب مُحلى الأسبارتام، والمادة الحافظة التي تُسمى الجلوتاميت أحادي الصوديوم التي توجد في العديد من الأطعمة، الإصابة بالصداع النصفي.
- المشروبات، فقد يُسبب الكحول والمشروبات عالية الكافيين الإصابة بالصداع النصفي.
- الإجهاد، فيمكن أن يُسبب الإجهاد في العمل أو المنزل الإصابة بالصداع النصفي.
- المحفزات الحسية، فيمكن أن يحفز الضوء الساطع ووهج الشمس الإصابة بالصداع النصفي، كما تفعل أيضاً الأصوات العالية. وقد تُسبب الروائح القوية، بما في ذلك العطور والطلاء والتدخين السلبي، وغيرها الإصابة بالصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.
- التغيرات في نمط النوم والاستيقاظ، فقد يؤدي عدم النوم، أو الحصول على الكثير من النوم إلى الإصابة بالصداع النصفي، كذلك أيضاً الإرهاق بعد السفر.
- العوامل الجسدية، فقد يُسبب المجهود البدني الشديد، بما في ذلك النشاط الجنسي، الإصابة بالصداع النصفي.
- التغيرات في البيئة، فيمكن أن يعزز التغير في الطقس، أو الضغط الجوي الإصابة بالصداع النصفي.
- الأدوية، فيمكن أن تُسبب حبوب منع الحمل، وموسعات الأوعية، مثل نيتروجليسرين، تفاقم الصداع النصفي.
عوامل خطر الصداع النصفي
تتضمن العوامل التي قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي ما يلي:
- التاريخ العائلي بالإصابة بالصداع النصفي.
- السن، فغالباً ما تحدث النوبة الأولى أثناء المراهقة، وتصل النوبات إلى ذروتها أثناء عمر 30 سنة، وتصبح أقل شدة وتكراراً تدريجياً في العقود التالية.
- الجنس، فتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الرجال بثلاثة مرات. ويميل الصداع إلى أن يؤثر على الفتيان أكثر من الفتيات أثناء مرحلة الطفولة، ولكن تتأثر الفتيات بشكل أكبر في وقت البلوغ، وما يليه.
- التغيرات الهرمونية، فإذا كنتِ امرأة ومصابة بالصداع النصفي، فقد تجدين أن الصداع يبدأ فقط قبل بداية فترة الحيض، أو بعدها بفترة وجيزة. وقد يتغير أيضاً أثناء الحمل أو سن اليأس.
مضاعفات الصداع النصفي
في بعض الأحيان تُسبب مجهوداتك للسيطرة على ألم الصداع النصفي المشاكل، وتتضمن ما يلي:
مشاكل البطن
قد تُسبب مسكنات الألم المعينة التي تُسمى الأدوية اللا ستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل الإيبوبروفين، الإصابة بألم البطن والنزيف، والتقرحات والمضاعفات الأخرى، خاصةً إذا تم تناولها بجرعات عالية أو لفترات طويلة.
الصداع الناجم عن الإفراط في الدواء
قد يؤدي تناول أدوية الصداع دون وصفة طبية أو الموصوفة طبياً أكثر من عشرة أيام في الشهر لمدة ثلاثة شهور أو بجرعات عالية، إلى الإصابة بالصداع الخطير الناجم عن فرط استخدام الدواء. ويحدث صداع فرط استخدام الدواء عندما تتوقف الأدوية عن تخفيف الألم، وتبدأ في التسبب في الصداع، ثم تستخدم بعد ذلك المزيد من أدوية الألم، وتستمر الدورة.
متلازمة السيروتونين
تُعتبر متلازمة السيروتونين حالة نادرة، ومهددة للحياة تحدث عندما يحتوي جسمك على الكثير جداً من المادة الكيميائية للجهاز العصبي التي تُسمى السيروتونين، وقد يؤدي تناول أدوية الصداع النصفي التي تُسمى تريبتانات، ومضادات الاكتئاب المعروفة بإسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنور إبينيفرين، إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة السيروتونين. وترفع هذه الأدوية مستويات السيروتونين بشكل طبيعي، ومن المحتمل أن يُسبب الدمج بينهم ارتفاع المستويات بشكل أكبر.
وقد يتم استخدام التريبتانات ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنور إبينيفرين معاً، ولكن من المهم مراقبة الأعراض المحتملة لمتلازمة السيروتونين، مثل التغيرات في الإدراك والسلوك، والسيطرة على العضلات (مثل الاهتزاز اللا إرادي).
وتتضمن التريبتانات الأدوية، مثل سوماتريبتان أو زولميتريبتان. وتتضمن بعض مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الشائعة سيرترالين، وفلوكستين، وباروكستين. وتتضمن مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنور إبينيفرين دولوكستين، وفينلافاكسين.
وقد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من مضاعفات للشقيقة مثل ما يلي:
- الصداع النصفي المزمن، فإذا كانت النوبة تستمر لمدة 15 يوم، أو أكثر في الشهر لأكثر من ثلاثة شهور، فقد تعاني من الصداع النصفي المزمن.
- الحالة الشقيقية، فالأشخاص المصابين بهذه الحالة يعانون من نوبات شديدة للشقيقة تستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
- الأورة المستمرة بدون احتشاء، فعادةً ما تختفي الأورة بعد نوبة الصداع النصفي، ولكن في بعض الأحيان تستمر الأورة لأكثر من أسبوع بعد ذلك. قد يكون للأورة المستمرة أعراض مشابهة للنزيف في الدماغ (السكتة الدماغية)، ولكن بدون علامات النزيف في الدماغ، أو تلف الأنسجة، أو المشاكل الأخرى.
- الاحتشاء الشقيقي، فيمكن أن تُشير أعراض الأورة المستمرة لأكثر من ساعة واحدة إلى فقدان إمداد الدم إلى منطقة في الدماغ (السكتة الدماغية)، ويجب تقييمها. ويمكن أن يقوم الأطباء بإجراء اختبارات تصوير الأعصاب لتحديد النزيف في الدماغ.
الوقاية من الصداع النصفي
كان يُوصي الخبراء حتى وقت قريب بتجنب مسببات الصداع النصفي الشائعة، ولكن لا يمكن تجنب بعض المسببات، ولا يكون التجنب فعالاً دائماً؛ قد تساعدك بعض هذه التغييرات في أسلوب الحياة، واستراتيجيات التعامل على تقليل عدد، وشدة النوبات.
تحفيز العصب
يشبه هذا الجهاز عصابة الرأس المزودة بالأقطاب الكهربائية، وتمت الموافقة عليه بواسطة إدارة الغذاء والدواء كعلاج وقائي للشقيقة. وأثبتت الأبحاث أن أولئك الذين استخدموا الجهاز واجهوا نوبات أقل من الصداع النصفي.
تعلم كيفية التعامل
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الاستراتيجية المعروفة بتعلم كيفية التعامل لمنع النوبات قد تساعد، حيث يتم في هذا التدريب تعريضك تدريجياً لمسببات الصداع للمساعدة على إزالة حساسيتك تجاههم. وقد يتم الدمج بين تعلم كيفية التعامل، والعلاج السلوكي الإدراكي. هناك حاجة إلى المزيد من البحث لفهم فعالية هذه الاستراتيجية بشكل أفضل.
إنشاء جدول زمني يومي منتظم
قُم بإنشاء روتين يومي مع أنماط نوم منتظمة، ووجبات منتظمة، بالإضافة إلى محاولة السيطرة على التوتر.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تقلل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة من التوتر، ويمكن أن تساعد على منع نوبات الصداع النصفي. وإذا وافق طبيبك، اختار أي تمارين رياضية تستمتع بها، بما في ذلك المشي والسباحة وركوب الدراجات. وقُم بزيادتها تدريجياً، لأنه يمكن أن تُسبب التمارين الرياضية المكثفة، والمفاجئة الإصابة بالصداع.
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أيضاً على فقدان الوزن، أو الحفاظ على الوزن الصحي، حيث يُعتقد أن السمنة قد تكون أحد عوامل الإصابة بالصداع النصفي.
تقليل تأثيرات الإستروجين
إذا كنتِ امرأة مصابة بالصداع النصفي، ويبدو أن الإستروجين يُسبب الصداع، أو يؤدي إلى تفاقمه، قد ترغبين في تجنب أو تقليل الأدوية التي تتناولينها، والتي تحتوي على الإستروجين. وتتضمن هذه الأدوية حبوب منع الحمل والعلاج باستبدال الهرمونات. تحدثي مع طبيبكِ بشأن البدائل، والجرعات المناسبة لكِ.
تشخيص الصداع النصفي
إذا كنت تعاني من هذا المرض، أو لديك تاريخ عائلي منه، فمن المرجح أن يقوم الطبيب المدرب على علاج الصداع (طبيب الأعصاب) بتشخيص الإصابة بالصداع النصفي اعتماداً على تاريخك الطبي، وأعراضك، والفحص الجسدي والعصبي.
وقد يُوصي طبيبك أيضاً بالمزيد من الاختبارات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للألم الذي تعاني منه إذا كانت حالتك غير عادية، أو معقدة، أو تصبح شديدة فجأة. وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
- تحاليل الدم، فقد يطلب طبيبك إجرائها للتحقق من مشاكل الأوعية الدموية، والعدوى في النخاع الشوكي أو الدماغ، والسموم في جهازك.
- أشعة الرنين المغناطيسي، حيثت يتم استخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات راديو لإنتاج صور مفصلة للدماغ والأوعية الدموية.
- الأشعة المقطعية التي تستخدم سلسلة من الأشعة السينية لخلق صور مستعرضة مفصلة للدماغ، وذلك لمساعدة الأطباء على معرفة المشاكل الطبية المحتملة التي قد تُسبب الصداع.
- الصنبور الشوكي (البزل القطني)، ويتم في هذا الإجراء إدخال إبرة رفيعة بين فقرتين في أسفل الظهر؛ لإزالة عينة من السائل الدماغي الشوكي لتحليلها في المعمل.
علاج الصداع النصفي
يمكن أن تساعد علاجات هذه الحالة على وقف الأعراض، ومنع النوبات المستقبلية. وتم تصميم العديد من الأدوية لعلاج الصداع النصفي. غالباً ما قد تساعد بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات أخرى على تخفيف ومنع هذه الحالة. ويتم تصنيف الأدوية التي تُستخدم لمكافحة الصداع النصفي في فئتين رئيسيتين كما يلي:
- أدوية تخفيف الألم، ويتم تناول هذه الأنواع من الأدوية أثناء النوبات، وهي مصممة لوقف الأعراض.
- الأدوية الوقائية، ويتم تناول هذه الأنواع من الأدوية بانتظام، غالباً على أساس يومي، لتقليل شدة أو تكرار نوبات المرض.
وتعتمد استراتيجية علاجك على تكرار وشدة الصداع، ودرجة العجز الذي يُسببه، والحالات الطبية الأخرى، ولا يتم التوصية ببعض الأدوية إذا كنتِ حامل، أو تقومين بالرضاعة الطبيعية، ولا يتم تقديم بعض الأدوية إلى الأطفال، لذا يمكن أن يساعدك الطبيب في إيجاد الدواء المناسب.
أدوية تخفيف الألم
تناول أدوية تخفيف الألم في أقرب وقت ممكن، وبمجرد أن تعاني من علامات وأعراض هذا المرض للحصول على أفضل نتائج. وقد يساعدك إذا كنت تستريح، النوم في غرفة مظلمة بعد تناولها. وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:
مسكنات الألم
قد يساعد الأسبرين، أو الإيبوبروفين على تخفيف نوبات الصداع النصفي البسيطة. وقد يساعد الأسيتامينوفين أيضاً على تخفيف النوبات البسيطة لدى بعض الأشخاص. وقد تساعد أيضاً الأدوية التي يتم تسويقها خصيصاً لعلاج الصداع النصفي، مثل تركيبة من الأسيتامينوفين، والأسبرين، والكافيين، على تخفيف الألم المعتدل. ولا تكون فعالة وحدها في حالة النوبات الشديدة.
يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إذا تم تناولها أكثر من اللازم، أو لفترة طويلة إلى التقرحات، والنزيف المَعدي المعوي، والصداع الناجم عن فرط استخدام الدواء.
وقد يساعد مسكن الألم الموصوف طبياً إندوميثاسين على تخفيف هذا الصداع، ويتوافر على هيئة لبوس، والذي قد يفيدك إذا كنت تعاني من الغثيان.
التريبتانات
غالباً ما يتم استخدام هذه الأدوية في علاج الصداع النصفي، وتعمل التريبتانات على تقلص الأوعية الدموية، وغلق مسارات الألم في الدماغ، وتخفف التريبتانات الألم، والأعراض الأخرى المرتبطة بالصداع النصفي بفعالية. وتتوافر على هيئة أقراص، وبخاخ أنفي، وعلى هيئة حقن. وتتضمن هذه الأدوية سوماتريبتان، وريزاتريبتان، وألموتريبتان، وناراتريبتان، وزولميتريبتان، وفروفاتريبتان، وإيليتريبتان.
وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية حدوث ردود الفعل في موقع الحقن، والغثيان، والدوار، والنعاس، وضعف العضلات. ولا يتم التوصية بها للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والأزمة القلبية.
قلويدات الإرغوت
تعتبر الأدوية المركبة من الإرغوتامين والكافيين هي أقل فعالية عن التريبتانات، ويبدو أن قلويدات الإرغوت تكون أكثر فعالية لدى أولئك الذين يستمر الألم لديهم لأكثر من 48 ساعة. وتكون أكثر فعالية عندما يتم تناولها في أقرب وقت ممكن بعد بدء أعراض هذا المرض.
وقد يُسبب الإرغوتامين تقافم الغثيان، والقيء المرتبط بالصداع النصفي، وقد يؤدي أيضاً إلى الصداع الناجم عن فرط استخدام الدواء. ويعتبر ديهيدروإرغوتامين مشتق من الإرغوت، وهو أكثر فعالية، وله آثار جانبية أقل عن الإرغوتامين، وهو أقل احتمالية للتسبب في الصداع الناجم عن فرط استخدام الدواء. ويتوافر على هيئة بخاخ أنفي، وفي هيئة حقن.
الأدوية المضادة للغثيان
عادةً ما يتم دمج الأدوية المضادة للغثيان مع الأدوية الأخرى، وتتضمن الأدوية التي يتم وصفها بشكل متكرر كلوربرومازين، أو ميتوكلوبراميد، أو بروكلوربيرازين.
الأدوية الأفيونية
تحتوي الأدوية الأفيونية على المخدرات، وخاصةً كودين، ويتم استخدامها في بعض الأحيان لعلاج ألم الصداع النصفي للأشخاص الذين لا يمكنهم تناول التريبتانات، أو قلويدات الإرغوت. وتُسبب المخدرات الإدمان، وعادةً ما يتم استخدامها فقط إذا لم توفر العلاجات الأخرى الراحة.
هرمونات الستيرويد القشرية
قد يتم استخدام هذه الأدوية مع الأدوية الأخرى لتحسين التخلص من الألم، ولا يجب استخدامها بشكل متكرر؛ لتجنب الآثار الجانبية.
الأدوية الوقائية
قد تكون مؤهلاً للعلاج الوقائي إذا كنت:
- تعاني من أربعة أو أكثر من النوبات الشديدة في الشهر.
- تستمر النوبات لأكثر من 12 ساعة.
- لا تساعد أدوية تخفيف الألم.
- تتضمن علامات وأعراض الصداع النصفي الأورة لفترة طويلة، أو الخدر، والضعف.
ويمكن أن تقلل الأدوية الوقائية من تكرار وشدة ومدة النوبات، وقد تُسبب زيادة فعالية الأدوية المسكنة للأعراض المستخدمة أثناء النوبات. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع لرؤية التحسينات في الأعراض. وقد يُوصي طبيبك بالأدوية الوقائية يومياً، أو فقط عند اقتراب المسبب المتوقع، مثل فترة الحيض.
ولا توقف الأدوية الوقائية الأعراض تماماً، وتُسبب بعض الأدوية الآثار الجانبية الخطيرة. إذا حصلت على نتائج جيدة من العلاج الوقائي، وتتم السيطرة على الصداع النصفي بشكل جيد، قد يُوصي طبيبك بالامتناع عن استخدام الدواء؛ لرؤية إذا ما كان الصداع النصفي سيعود بدونه. وتتضمن الأدوية الوقائية للشقيقة ما يلي:
- أدوية القلب والأوعية الدموية.
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المضادة للصرع.
- مسكنات الألم.
- ذيفان السجقية (البوتوكس).
- ايرينوماب- أوو.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
يمكن أن تساعدك تدابير الرعاية الذاتية على تخفيف ألم الصداع النصفي، وتتضمن ما يلي:
- ممارسة تمارين استرخاء العضلات، فقد تتضمن تقنيات الاسترخاء استرخاء العضلات التقدمي، أو التأمل، أو اليوجا.
- الحصول على قسط كافي من النوم، ولكن لا تفرط في النوم، احصل على التوازن الصحيح للنوم كل ليلة، وتأكد من الذهاب إلى الفراش، والاستيقاظ في أوقات ثابتة.
- الراحة والاسترخاء، فحاول أن تستريح في غرفة مظلمة، وهادئة عندما تشعر ببدء الصداع. ضع مكعبات ثلج ملفوفة في قطعة قماش على الجزء الخلفي من عنقك، وقم بتطبيق الضغط على المناطق المؤلمة على فروة الرأس.
- قم بالاحتفاظ بمذكرات يومية للصداع، واستمر في التسجيل في المذكرة اليومية للصداع الخاصة بك حتى بعد رؤية طبيبك. سوف تساعدك على معرفة مسببات الصداع النصفي، للحصول على العلاج الأكثر فعالية.
الصداع النصفي والعلاج البديل
قد تكون العلاجات الغير تقليدية مفيدة إذا كنت تعاني من ألم الصداع النصفي المزمن. وتتضمن ما يلي:
- الوخز بالإبر.
- الارتجاع البيولوجي.
- العلاج بالتدليك.
- العلاج السلوكي الإدراكي.
- الأعشاب، والفيتامينات والمعادن.
وقد تمنع أو تقلل أيضاً جرعة عالية من الريبوفلافين (فيتامين ب2) من تكرار الصداع، وقد يُسبب مرافق الإنزيم Q10 انخفاض تكرار النوبات، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى دراسات أكبر.
وتنخفض مستويات الماغنيسيوم لدى بعض الأشخاص المصابين بالصداع النصفي، لذلك يتم استخدام مكملات الماغنيسيوم لعلاج الصداع النصفي، ولكن مع اختلاط النتائج.
اسأل طبيبك إذا ما كانت هذه العلاجات مناسبة لك. ولا تستخدمي الأقحوان، الريبوفلافين، أو butterbur إذا كنتِ حامل، أو بدون التحدث أولاً مع الطبيب.
الاستعداد لموعد الطبيب
من المحتمل أن تبدأ برؤية الطبيب العام، ولكن قد تتم إحالتك إلى طبيب مدرب على تقييم وعلاج الصداع، ومن الأفضل الإعداد لموعدك لأن هذه المواعيد تكون موجزة، ويكون هناك الكثير من الأمور لمناقشتها. وسوف تساعدك هذه المعلومات للاستعداد لموعدك، ومعرفة ما يمكن أن تتوقعه من طبيبك.
ماذا يجب أن تفعل؟
- اكتب الأعراض التي تعاني منها، حتى إذا كانت تبدو ليس لها علاقة بالصداع النصفي.
- اكتب المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك أي ضغوط كبيرة، أو تغيرات الحياة الجديدة.
- اكتب قائمة بجميع الأدوية، أو الفيتامينات، أو المكملات الغذائية التي تتناولها، ومن المهم كتابة الأدوية والجرعات التي تستخدمها لعلاج الصداع.
- اصطحب معك أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك إن أمكن، لمساعدتك على تذكر المعلومات المقدمة لك أثناء الموعد.
- اكتب الأسئلة التي قد تريد سؤال طبيبك عنها.
وتتضمن بعض الأسئلة الرئيسية التي قد تريد سؤال طبيبك عنها ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً للشقيقة التي أعاني منها؟ هل هناك أسباب أخرى محتملة؟
- ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل الصداع النصفي الذي أعاني منه مؤقت، أم مزمن؟
- ما هو أفضل علاج؟
- ما هي البدائل لطريقة العلاج الأولية التي تقترحها؟
- ما هي تغييرات أسلوب الحياة، أو النظام الغذائي التي تُوصي بها؟
- لدي هذه الحالات الصحية الأخرى، كيف يمكنني أن أتعامل معهم جميعاً؟
- هل توجد بدائل طبيعية للعلاج الذي تصفه لي؟
- هل توجد أي كتيبات، أو مواد أخرى مطبوعة يمكنني أخذها معي؟ وما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ولا تتردد في السؤال عن أي أسئلة أخرى أثناء الموعد.
ماذا تتوقع من طبيبك؟
من المحتمل أن يسألك طبيبك عدد من الأسئلة التالية:
- متى بدأت تعاني من الأعراض لأول مرة؟
- هل تكون أعراضك مستمرة، أم مؤقتة؟
- ما مدى شدة أعراضك؟
- هل هناك أي شيء آخر، إن وُجد، يمكنه أن يُحسن أعراضك، أو يزيدها سوءاً؟
- هل يعاني أي فرد من أفراد عائلتك من الصداع النصفي؟
ما يمكنك فعله في هذه الأثناء
- احتفظ بمذكرات يومية للصداع، حيث يمكن أن تساعدك على تحديد المسببات. ولاحظ وقت بدء الصداع، ومدة استمراره، وأي شئ يوفر الراحة. وتأكد من تسجيل استجابتك لأي أدوية تتناولها للصداع. ولاحظ أيضاً الأطعمة التي تناولتها في الساعات الـ 24 السابقة للنوبات، وأي ضغط غير عادي، وكيفية شعورك، وما تقوم به عند إصابتك بالصداع.
- تقليل التوتر؛ حاول تجنب المواقف المجهدة بشكل عام، أو استخدم تقنيات تقليل التوتر، مثل التأمل.
- الحصول على قسط كافي من النوم، يجب أن تستهدف جدول زمني منتظم للنوم، واحصل على كمية كافية من النوم.