تعفن الدم Sepsis

تعفن الدم Sepsis

تعفن الدم هو أحد المضاعفات المهددة للحياة الناتجة عن العدوى. ويحدث تعفن الدم عندما تؤدي المواد الكيميائية التي تنطلق في مجرى الدم لمحاربة العدوى، إلى حدوث الاستجابات الالتهابية في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يُسبب هذا الالتهاب سلسلة من التغييرات التي يمكن أن تؤدي إلى تلف العديد من أنظمة الأعضاء، مما يُسبب فشلها.

وإذا تطور تعفن الدم إلى الصدمة الإنتانية، ينخفض ضغط الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن يُصاب أي شخص بتعفن الدم، ولكنه أكثر شيوعاً، وأكثر خطراً لدى كبار السن، أو أولئك المصابين بضعف الجهاز المناعي.

أعراض تعفن الدم

ينظر العديد من الأطباء إلى تعفن الدم كمتلازمة ثلاثية المراحل، بدءاً بتعفن الدم، والتطور من خلال تعفن الدم إلى الصدمة الإنتانية. والهدف هو علاج هذه الحالة أثناء مرحلتها المبكرة قبل أن تصبح أكثر خطورة.

تعفن الدم

يجب أن يظهر اثنين على الأقل من الأعراض التالية، بالإضافة إلى العدوى المحتملة، أو المؤكدة؛ لتشخيص إصابتك بتعفن الدم:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجة مئوية)، أو انخفاضها عن 96.8 درجة فهرنهايت (36 درجة مئوية).
  • ارتفاع معدل ضربات القلب عن 90 نبضة في الدقيقة.
  • ارتفاع معدل التنفس عن 20 نفس في الدقيقة.

تعفن الدم الشديد

سوف يتم تطوير تشخيصك للإصابة بتعفن الدم الشديد إذا كنت تعاني من أحد العلامات، والأعراض التالية على الأقل، والتي تشير إلى فشل أحد الأعضاء:

  • الانخفاض الشديد في كمية البول.
  • التغيير المفاجئ في الحالة العقلية.
  • الانخفاض في عدد الصفائح الدموية.
  • صعوبة التنفس.
  • وظيفة ضخ القلب الغير طبيعية.
  • ألم البطن.

الصدمة الإنتانية

يجب أن تعاني من علامات وأعراض تعفن الدم الشديد، بالإضافة إلى انخفاض ضغط الدم الشديد الذي لا يستجيب بشكل كافي إلى استبدال السوائل البسيط؛ لتشخيص إصابتك بالصدمة الإنتانية.

ضرورة استشارة الطبيب

تحدث هذه الحالة في كثير من الأحيان لدى الأشخاص الذين يتم علاجهم في المستشفى. ويكون الأشخاص في وحدة العناية المركزة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والتي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى الإصابة بتعفن الدم. ويجب أن تبحث عن العناية الطبية الطارئة إذا تمت إصابتك بالعدوى، أو إذا عانيت من علامات وأعراض تعفن الدم بعد العملية الجراحية، الإقامة في المستشفى، أو العدوى.

أسباب تعفن الدم

في حين أنه يمكن أن يؤدي أي نوع من العدوى، البكتيرية، الفيروسية أو الفطرية، إلى الإصابة بتعفن الدم، إلا أن الأنواع الأكثر احتمالاً تتضمن ما يلي:

  • الالتهاب الرئوي.
  • عدوى البطن.
  • عدوى الكلى.
  • عدوى مجرى الدم (تجرثم الدم).

وقد تتضمن أسباب زيادة الإصابة بتعفن الدم ما يلي:

  • الشيخوخة، فتتضمن الفئات العمرية الأكثر عرضة للخطر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
  • البكتيريا المقاومة للعقاقير، فيمكن أن تقاوم العديد من أنواع البكتيريا تأثيرات المضادات الحيوية التي قتلتهم ذات مرة. وتُعتبر هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية هي السبب الجذري للعدوى التي تُسبب الإصابة بتعفن الدم.
  • ضعف الجهاز المناعي، والذي ينتج عن فيروس العوز المناعي البشري، علاجات السرطان، أو أدوية زرع الأعضاء.

عوامل خطر تعفن الدم

يُعتبر هذا المرض أكثر شيوعاً، وأكثر خطراً إذا كنت:

  • صغير السن جداً، أو كبير السن جداً.
  • تعاني من ضعف الجهاز المناعي.
  • مريض جداً بالفعل، وغالباً تقيم في وحدة العناية المركزة بالمستشفى.
  • تعاني من الجروح، أو الإصابات، مثل الحروق.
  • خضعت للأجهزة الغزوية، مثل القسطرة الوريدية، أو أنابيب التنفس.

مضاعفات تعفن الدم

يتراوح هذا المرض من الأقل إلى الأكثر شدة. ومع تفاقم تعفن الدم، يتدهور تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ، والقلب، والكلى. ويمكن أن يُسبب هذا المرض أيضاً تكوين جلطات الدم في الأعضاء، وفي الذراعين، والساقين، وأصابع اليدين، وأصابع القدمين، مما يؤدي إلى درجات متفاوتة من فشل العضو، وموت الأنسجة (الغنغرينا).

ويشفى معظم الأشخاص من تعفن الدم البسيط، ولكن يقرب معدل الوفيات بسبب الصدمة الإنتانية من 50%. وقد يؤدي الإصابة بتعفن الدم الشديد إلى زيادة خطر إصابتك بالعدوى المستقبلية.

تشخيص تعفن الدم

يصعب تشخيص الإصابة بتعفن الدم؛ لأن علاماته وأعراضه يمكن أن تنتج عن الاضطرابات الأخرى. وغالباً ما يطلب الأطباء إجراء مجموعة من الاختبارات لمحاولة تحديد العدوى الكامنة.

تحاليل الدم

يتم سحب عينة من الدم من موقعين مختلفين، واختبارهما للتحقق مما يلي:

  • دليل على العدوى.
  • مشاكل التجلط.
  • وظيفة الكبد، أو الكلى الغير طبيعية.
  • نقص توافر الأكسجين.
  • اختلال الإلكتروليت.

الفحوصات المعملية الأخرى

قد يرغب طبيبك في إجراء الاختبارات على واحد أو أكثر من السوائل الجسدية التالية؛ اعتماداً على أعراضك:

  • البول، فإذا كان طبيبك يشتبه في أنك تعاني من عدوى المسالك البولية، فقد يرغب في فحص البول للتحقق من علامات البكتيريا.
  • إفرازات الجرح، فإذا كنت تعاني من الجرح الذي يبدو أنه مصاباً بالعدوى، يمكن أن يساعد اختبار عينة من إفرازات الجرح على توضيح نوع المضاد الحيوي الذي قد يعمل بشكل أفضل لك.
  • إفرازات الجهاز التنفسي، فإذا كنت تعاني من السعال مع المخاط (البلغم)، فقد يتم فحصه لتحديد نوع الجرثومة التي تُسبب العدوى.

فحوصات التصوير

إذا كان موقع العدوى غير واضح، فقد يطلب طبيبك واحد أو أكثر من الفحوصات التالية:

  • الأشعة السينية، حيث تستخدم مستويات منخفضة من الإشعاع، وهي جيدة لتصور المشاكل في الرئتين.
  • الأشعة المقطعية، حيث يسهل رؤية العدوى في الزائدة الدودية، البنكرياس، أو الأمعاء على الأشعة المقطعية. وتأخذ هذه التقنية الأشعة السينية من زوايا مختلفة، وتدمجها لتكوين صور مستعرضة للهياكل الداخلية للجسم.
  • فحص الموجات فوق الصوتية، فتستخدم هذه التقنية الموجات الصوتية لإنتاج صور في الوقت الفعلي على شاشة الفيديو. وقد يكون فحص الموجات فوق الصوتية مفيداً بشكل خاص للتحقق من العدوى في المرارة، أو المبايض.
  • أشعة الرنين المغناطيسي، والتي قد تفيد في تحديد عدوى الأنسجة الرخوة، مثل الخراجات داخل العمود الفقري. ,تستخدم هذه التقنية موجات راديو، ومجال مغناطيسي قوي لإنتاج صور مستعرضة للهياكل الداخلية.

علاج تعفن الدم

يعزز العلاج المبكر العدواني من فرص التعافي من هذه الحالة. ويحتاج الأشخاص المصابين بتعفن الدم الشديد إلى المراقبة، والعلاج عن قرب في وحدة العناية المركزة بالمستشفى. وإذا كنت مصاباً بتعفن الدم الشديد، أو الصدمة الإنتانية، فقد تكون تدابير إنقاذ الحياة لازمة لتحقيق الاستقرار في وظيفة التنفس، والقلب.

الأدوية

يتم استخدام عدد من الأدوية لعلاج هذه الحالة، وتتضمن ما يلي:

المضادات الحيوية

يجب أن يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية على الفور، في خلال الساعات الستة الأولى، أو قبل ذلك. وسوف تتلقى أولاً المضادات الحيوية واسعة الطيف، والتي تكون فعالة ضد مجموعة مختلفة من البكتيريا. ويتم تطبيق المضادات الحيوية عن طريق الوريد.

وقد يقوم طبيبك بعد معرفة نتائج تحاليل الدم بالتبديل إلى مضاد حيوي مختلف، والذي يكون مناسباً بشكل أكبر ضد البكتيريا المحددة المسببة للعدوى.

قابضات الأوعية

إذا ظل مستوى ضغط دمك منخفضاً جداً حتى بعد تلقي السوائل الوريدية، فقد يتم إعطائك الدواء قابض الأوعية، والذي يُسبب تقلص الأوعية الدموية، ويساعد على زيادة ضغط الدم.

وتتضمن الأدوية الأخرى التي قد تتلقاها الكورتيكوستيرويدات منخفضة الجرعة، والأنسولين للمساعدة في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، والأدوية التي تعمل على تعديل استجابات الجهاز المناعي، والمسكنات، أو المهدئات.

الرعاية الداعمة

عادة ما يتلقى الأشخاص المصابين بتعفن الدم الشديد الرعاية الداعمة، بما في ذلك الأكسجين، والكميات الكبيرة من السوائل الوريدية. وقد تحتاج اعتماداً على حالتك إلى الحصول على جهاز يساعدك على التنفس، أو جهاز آخر لتوفير الغسيل الكلوي للفشل الكلوي.

العملية الجراحية

قد تكون العملية الجراحية لازمة لإزالة مصادر العدوى، مثل تجمعات الصديد (الخراجات).


مواضيع مشابهه

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان هو اضطراب نادر يتضمن فرط نمو الخلايا في الغدد اللمفاوية في الجسم. ويؤثر النوع الأكثر شيوعًا من هذا

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

يحدث تضخم الغدد اللمفاوية عادة نتيجة التعرض للبكتيريا أو الفيروسات. وعندما تتضخم  الغدد اللمفاوية بسبب عدوى،

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الأنسجة والأعضاء. ويمكن أن