داء القرص التنكسي Degenerative Disc Disease
داء القرص التنكسي هو الحالة التي تفقد فيها واحدة أو أكثر من الأقراص في الظهر قوتها. ولا يُعتبر داء القرص التنكسي مرضاً من الناحية الفنية، ولكنه حالة تقدمية تحدث مع مرور الوقت بسبب التمزق والتآكل أو الإصابة.
وتقع الأقراص في الظهر بين فقرات العمود الفقري، وهي تعمل كوسائد وممتصات للصدمة. وتساعد الأقراص على الوقوف بشكل مستقيم، كما أنها تساعد أيضاً على التحرك أثناء ممارسة الحركات اليومية، مثل الالتواء والانحناء.
ويمكن أن يتفاقم داء القرص التنكسي مع مرور الوقت، ويمكن أن يُسبب الألم البسيط إلى المعتدل الذي قد يتداخل مع الأنشطة اليومية.
أعراض داء القرص التنكسي
تتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لداء القرص التنكسي الألم الذي:
- يؤثر في في المقام الأول على أسفل الظهر.
- يمتد إلى الساقين والأرداف.
- يمتد من الرقبة إلى الذراعين.
- بتفاقم بعد الالتواء أو الانحناء.
- يتفاقم مع الجلوس.
- يحدث ويختفي في أيام قليلة، وتصل إلى عدة شهور.
وقد يعاني الأشخاص المصابين بداء القرص التنكسي من ألم أقل بعد المشي، وممارسة التمارين الرياضية. ويمكن أن تُسبب هذه الحالة أيضاً ضعف عضلات الساق، بالإضافة إلى الخدر في الذراعين أو الساقين.
أسباب داء القرص التنكسي
تنتج هذه الحالة في المقام الأول عن تمزق وتآكل أقراص العمود الفقري. وتميل الأقراص بشكل طبيعي مع مرور الوقت إلى الجفاف، وتفقد دعمها ووظيفتها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الألم والأعراض الأخرى لداء القرص التنكسي. ويمكن أن يبدأ داء القرص التنكسي في الحدوث في عمر 30 أو 40 سنة، ثم يتفاقم بشكل تدريجي.
ويمكن أن تحدث هذه الحالة أيضاً بسبب الإصابة وفرط الاستخدام، والذي قد ينتج عن الرياضات أو الأنشطة المتكررة. وبمجرد تلف القرص، فإنه لا يمكنه إصلاح نفسه.
عوامل خطر داء القرص التنكسي
يُعتبر السن هو عامل الخطر الأكبر لداء القرص التنكسي، حيث تتقلص الأقراص الموجودة بين الفقرات بشكل طبيعي، وتفقد دعمها مع التقدم في العمر. ويعاني تقريباً كل شخص بالغ يزيد عمره عن 60 سنة من شكل من أشكال داء القرص التنكسي. ولا تُسبب جميع الحالات الألم.
وقد تكون عرضة لزيادة خطر الإصابة بداء القرص التنكسي أيضاً إذا كنت تعاني من إصابة شديدة في الظهر، كما تؤدي الأنشطة المتكررة على المدى الطويل التي تُسبب الضغط على بعض الأقراص إلى زيادة الخطر أيضاً. وتتضمن عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- حوادث السيارات.
- زيادة الوزن (البدانة).
- أسلوب الحياة المستقر.
ويمكن أن تُسبب ممارسة التمارين الرياضية المجهدة في عطلة نهاية الأسبوع أيضاً زيادة الخطر، وبدلاً من ذلك استهدف ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة اليومية للمساعدة على تقوية الظهر، بدون التسبب في أي إجهاد لا داعي له على العمود الفقري والأقراص. وهناك أيضاً تمارين تقوية أخرى لأسفل الظهر.
مضاعفات داء القرص التنكسي
يمكن أن تؤدي الأشكال المتقدمة من داء القرص التنكسي إلى تهشش العظام في الظهر. وفي هذا الشكل من هشاشة العظام يتم احتكاك الفقرات ببعضها، لأنه لا توجد أقراص باقية لتفصل بينهم، مما يؤدي إلى الألم، والتصلب في الظهر، ويحد بشكل كبير من أنواع الأنشطة التي يمكنك إنجازها بشكل مريح.
وتُعتبر ممارسة التمارين الرياضية ضرورية لصحتك العامة، ولكنها مهمة بشكل خاص إذا كنت تعاني من ألم الظهر المرتبط بتآكل العظام. وقد تميل إلى الاستلقاء بسبب الألم، لذا قد يُسبب انخفاض الحركة، أو عدم الحركة زيادة خطر إصابتك بما يلي:
- تفاقم الألم.
- انخفاض التوتر العضلي.
- انخفاض المرونة في الظهر.
- جلطات الدم في الساقين.
- الاكتئاب.
تشخيص داء القرص التنكسي
يمكن أن تساعد أشعة الرنين المغناطيسي في الكشف عن داء القرص التنكسي. وقد يطلب طبيبك هذا النوع من اختبارات التصوير اعتماداً على الفحص الجسدي، بالإضافة إلى التحقيق في أعراضك العامة، وتاريخك الصحي. ويمكن أن تُظهر اختبارات التصوير الأقراص التالفة، وتساعد على استبعاد الأسباب الأخرى للألم.
علاج داء القرص التنكسي
خيارات العلاج
يمكن أن يتضمن علاج هذه الحالة واحد، أو أكثر من الخيارات التالية:
العلاج بالحرارة أو البرودة
يمكن أن تساعد الكمادات الباردة على تقليل الألم المرتبط بتلف الأقراص، في حين أنه يمكن أن تساعد الكمادات الساخنة على تقليل الالتهاب الذي يُسبب الألم.
الأدوية دون وصفة طبية
يمكن أن يساعد الأسيتامينوفين على تسكين الألم الناتج عن داء القرص التنكسي. ويمكن أن يساعد الإيبوبروفين على تقليل الألم، وتخفيف الالتهاب. ويمكن أن يُسبب كلا الدوائين الآثار الجانبية عند تناولهما مع الأدوية الأخرى، لذا يجب أن تسأل طبيبك عن الأفضل بالنسبة لك.
مسكنات الألم الموصوفة طبياً
عندما لا تنجح مسكنات الألم دون وصفة طبية، فقد تفكر في تجربة الأنواع الموصوفة طبياً. ويجب استخدام هذه الأنواع بحذر حيث أنها تحمل مخاطر الإدمان، ويجب استخدامها في حالات الألم الشديد فقط.
العلاج الطبيعي
سوف يرشدك المعالج الخاص بك بشأن الروتينات التي تساعدك على تقوية عضلات ظهرك، وتخفيف الألم أيضاً. ومع مرور الوقت من المرجح أن تلاحظ تحسن في الألم والوضعية والحركة العامة.
العملية الجراحية
قد يُوصي طبيبك اعتماداً على شدة حالتك إما باستبدال القرص الاصطناعي، أو دمج الفقرات. وقد تحتاج إلى العملية الجراحية إذا كان الألم الذي تعاني منه لا يشفى، أو يزداد سوءاً بعد ستة شهور.
ويتضمن استبدال القرص الاصطناعي استبدال القرص المكسور بقرص آخر جديد مصنوع من البلاستيك والمعدن. ومن ناحية أخرى يربط دمج الفقرات الفقرات المصابة ببعضها كوسيلة لتعزيز قوتها.
التمارين الرياضية لداء القرص التنكسي
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية على استكمال علاجات داء القرص التنكسي، عن طريق تقوية العضلات التي تحيط بالأقراص التالفة. ويمكن أن تزيد أيضاً من تدفق الدم؛ للمساعدة على تحسين التورم المؤلم، وكذلك زيادة إمداد المواد الغذائية، والأكسجين إلى المنطقة المصابة.
وتُعتبر تمارين التمدد هي الشكل الأول من التمارين الرياضية التي يمكن أن تساعد في علاج داء القرص التنكسي. ويساعد القيام بذلك على إيقاظ ظهرك، لذلك قد يفيدك ممارسة بعض تمارين التمدد البسيطة قبل بدء يومك. ومن المهم أيضاً ممارسة التمدد قبل القيام بأي نوع من التمارين الرياضية.
وتُفيد اليوجا في علاج ألم الظهر، كما أن لها فوائد إضافية في زيادة المرونة والقوة عن طريق الممارسة المنتظمة. ويمكن ممارسة تمارين التمدد على مكتبك لتخفيف ألم الظهر، والرقبة المرتبط بالعمل.
توقعات سير المرض
يمكن أن يتقدم داء القرص التنكسي بدون علاجه، ويُسبب المزيد من الأعراض. وفي حين أن العملية الجراحية هي الخيار العلاجي لداء القرص التنكسي، إلا أنه هناك علاجات أخرى أقل توسعاً قد تكون مفيدة للغاية وبتكلفة أقل بكثير. وتحدث مع طبيبك بشأن جميع خيارات علاج داء القرص التنكسي. وفي حين أن أقراص العمود الفقري لا تُصلح نفسها، إلا أنه توجد مجموعة مختلفة من العلاجات التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على نشاطك، وحمايتك من الألم.