لبن الابل وفوائد لن تصدقها.. وهل له أضرار؟
هل قمت بتجربة لبن الابل من قبل؟ إنه أحد أنواع الحليب التي يتم الحصول عليها من حيوان الجَمل، إن حليب الإبل يقدم العديد من الفوائد المهمة لصحة الإنسان، فما هي تلك الفوائد؟ وهل هناك آثار جانبية أو أضرار للبن الإبل؟ تابعوا هذا المقال أعزائي القراء لتتعرفوا على إجابات هذه التساؤلات.
ما هو لبن الابل ؟
منذ قرون مضت، كان حليب الإبل مصدراً هاماً للتغذية عند الثقافات البدوية في البيئات القاسية مثل الصحاري، والآن يتم إنتاج هذا اللبن وبيعه تجاريًا في العديد من البلدان، بالإضافة إلى أنه قد يكون متوفراً عبر الإنترنت في إصدارات على هيئة مسحوق أو حليب مجمد.
ولكن مع وجود حليب البقر وأنواع الحليب النباتية والحيوانية المختلفة بشكل متوافر، قد تتساءل لماذا يختار بعض الناس حليب الإبل تحديداً دوناً عن غيره؟ تابع الفقرات القادمة لتتعرف على الإجابة.
القيمة الغذائية للبن الإبل
إن لبن الابل غني بالعديد من العناصر الغذائية المهمة للصحة العامة، عندما يتعلق الأمر بالمحتوى من السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات، فإن حليب الإبل مشابه لحليب الأبقار، ومع ذلك، فهو يحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة ويوفر المزيد من فيتامين C، وفيتامين B، والكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم.
كما أنه مصدر جيد للدهون الصحية، مثل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة، وحمض اللينوليك، والأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي قد تدعم صحة الدماغ والقلب.
يحتوي نصف كوب (120 مل) من حليب الإبل على العناصر الغذائية التالية:
- 50 سعر حراري.
- 3 جرام من البروتين.
- 3 جرام من الدهون.
- 5 جرام من الكربوهيدرات.
- 29% من المدخول اليومي الموصى به من الثيامين.
- 8% من المدخول اليومي الموصى به من الريبوفلافين.
- 16% من المدخول اليومي الموصى به من الكالسيوم.
- 6% من المدخول اليومي الموصى به من البوتاسيوم.
- 6% من المدخول اليومي الموصى به من الفسفور.
- 5% من المدخول اليومي الموصى به من فيتامين C.
لبن الابل بديل رائع لمرضى حساسية اللاكتوز
- عدم تحمل اللاكتوز هو حالة شائعة سببها نقص اللاكتاز، وهو الإنزيم اللازم لهضم السكر في منتجات الألبان المعروفة باسم اللاكتوز، يمكن أن تسبب هذه الحالة الانتفاخ والإسهال وآلام في البطن بعد استهلاك منتجات الألبان.
- يحتوي حليب الإبل على نسبة لاكتوز أقل من حليب البقر، مما يجعله أكثر تحملاً لكثير من الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
- وجدت إحدى الدراسات التي شملت 25 شخصًا يعانون من هذه الحالة أن اثنين فقط من المشاركين كان لديهم رد فعل خفيف لما يقرب من 1 كوب (250 مل) من حليب الإبل، في حين لم يتأثر الباقون.
- يحتوي حليب الإبل أيضًا على شكل بروتين مختلف عن حليب البقر، ويبدو أنه يتحمله الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه حليب البقر.
- لاحظت إحدى الدراسات التي أجريت على 35 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و10.5 عامًا والذين يعانون من حساسية حليب البقر، أن 20٪ فقط كانوا حساسين لحليب الإبل من خلال اختبار وخز الجلد.
- تم استخدام حليب الإبل لعلاج الإسهال الناجم عن فيروس الروتا لمئات السنين، تشير الأبحاث إلى أن الحليب يحتوي على أجسام مضادة تساعد في علاج مرض الإسهال.
خفض نسبة السكر والأنسولين في الدم
لقد ثبت أن حليب الإبل يخفض نسبة السكر في الدم ويحسِّن حساسية الأنسولين لدى المصابين بـ داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني، يحتوي هذا الحليب على بروتينات شبيهة بالأنسولين، والتي قد تكون مسؤولة عن نشاطه المضاد لمرض السكر، الأنسولين هو هرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
تشير الدراسات إلى أن لبن الابل يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين لكل حوالي 4 أكواب (1 لتر)، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الزنك، مما قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
في دراسة استمرت لمدة شهرين على 20 شخصًا بالغًا مصابين بداء السكري من النوع 2، تحسنت حساسية الأنسولين بين هؤلاء الذين يتناولون 2 كوب (500 مل) من حليب الإبل، ولكن لم تتحسن بين مجموعة حليب البقر.
وجدت دراسة أخرى أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع 1 الذين شربوا 2 كوب (500 مل) من حليب الإبل يوميًا، بالإضافة إلى النظام الغذائي والتمرين وعلاج الأنسولين شهدوا انخفاضًا في مستويات السكر في الدم والأنسولين مقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوا حليب الإبل، ثلاثة أشخاص لم تعد هناك لديهم حاجة للأنسولين.
في الواقع، توصلت مراجعة 22 مقالة بحثية إلى أن 2 كوب (500 مل) يوميًا هي الجرعة الموصى بها من حليب الإبل، لتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري.
لبن الابل لتعزيز المناعة
يحتوي حليب الإبل على مركبات يبدو أنها تحارب مختلف الكائنات المسببة للأمراض، المكونان الرئيسيان النشطان في حليب الإبل هما اللاكتوفيرين والغلوبيولين المناعي، وهي بروتينات قد تعطي حليب الإبل خواصه المعززة للمناعة.
لاكتوفيرين له خصائص مضادة للجراثيم، ومضادة للفطريات والفيروسات والالتهابات، ومضادة للأكسدة. إنه يمنع نمو أنواع بكتيريا وفطريات مثل إيكولاي E. coli وK. pneumoniae، وClostridium، وH.pylori، وS. aureus، وC. albicans، وهي من أهم الكائنات الحية التي يمكن أن تسبب التهابات حادة.
كما وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، أن حليب الإبل محمي من قلة الكريات البيض (انخفاض عدد كريات الدم البيضاء) والآثار الجانبية الأخرى للسيكلوفوسفاميد، وهو عقار مضاد للسرطان، هذه النتائج تدعم الخواص المناعية المعززة للحليب.
فوائد لبن الابل للصحة النفسية
تمت دراسة حليب الإبل لتأثيراته على الحالات السلوكية لدى الأطفال، وقد أشار الناس إلى أنه قد يساعد المصابين بالتوحد، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات الصغيرة تشير إلى الفوائد المحتملة لتحسين سلوكيات التوحد، ولكن لا زلنا بحاجة للكثير من الأدلة.
وجدت إحدى الدراسات أن حليب الإبل قد يحسن سلوك طيف التوحد عند الأطفال، ومع ذلك، استخدمت هذه الدراسة حليب البقر كعلاج وهمي ولاحظت أن العديد من المشاركين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية اللبن.
لاحظت دراسة أخرى شملت 65 طفلاً مصابًا بالتوحد تتراوح أعمارهم بين 2 و 12 عامًا، أن تناول لبن الابل لمدة أسبوعين أدى إلى تحسن كبير في أعراض السلوك التوحدي، والتي لم تظهر في المجموعة الثانية.
على الرغم من أن الأبحاث تبشر بالخير، إلا أنه لا يوصى باستبدال المعالجات القياسية للتوحد بحليب الإبل فقط، بالإضافة إلى ذلك، تحذر إدارة الغذاء والدواء (FDA) من أن هذه الادعاءات ليست مبررة وتفتقر إلى الأدلة الكافية.
أخيراً، قد يستفيد من حليب الإبل ذوي الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الشلل الرعاش والزهايمر، ولكن عددًا قليلاً فقط من الدراسات التي أجريت على الحيوانات قد بحثت في هذه الإمكانية.
مميزات لبن الابل
- حليب الإبل يمكن أن يحل دائمًا محل أنواع أخرى من الحليب.
- يمكن أن يُستهلك بسهولة أو يُستخدم في القهوة والشاي والعصائر.
- حليب الإبل صالح للاستخدام أيضاً في السلع المخبوزة، والصلصات، والشوربات، وصنع الجبن والفطائر.
- قد تكون هناك اختلافات طفيفة وتنوع في المذاق حسب المكان الذي يأتي منه الحليب، يقال إن حليب الإبل الأمريكي ذو مذاق حلو ومملح قليل الدسم، بينما يحتوي حليب الإبل من الشرق الأوسط على نكهة مدخنة أكثر.
عيوب لبن الابل
على الرغم من أنه يقدم العديد من الفوائد، إلا أن حليب الإبل له بعض الجوانب السلبية أيضًا كما يلي:
- حليب الإبل أغلى بكثير من حليب البقر، لأسباب مختلفة مثل صعوبة الحصول عليه وتوقيت إنتاج الإبل للحليب.
- تقليديًا، يتم استهلاك حليب الإبل الخام بدون علاجات حرارية أو بسترة، لا ينصح العديد من الأطباء بتناول الحليب الخام بشكل عام بسبب ارتفاع مخاطر التسمم الغذائي.
- الكائنات الحية في الحليب الخام غير المبستر قد تسبب التهابات، أو فشل كلوي، وحتى التسمم الخطير، هذا الخطر قد يزيد بشكل خاص عند النساء الحوامل، والأطفال، وكبار السن، والذين يعانون من ضعف أجهزة المناعة.
- على وجه الخصوص، وجد أن حليب الإبل قد يحتوي على كائنات حية تسبب متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط، والسل، وداء البروسيلات (حمى البحر الأبيض المتوسط)، وهي حالات عدوى شديدة تنتقل من منتجات الألبان غير المبسترة إلى البشر.
والآن أعزائي القراء، بعد أن تعرفتم على فوائد لبن الابل المختلفة وأضراره المحتملة أيضاً، إذا كانت لديكم أي استفسارات أخرى، يمكنكم استشارة أحد أطبائنا .