لدغة العقرب Scorpion sting
تُعتبر لدغة العقرب مؤلمة، ولكنها نادراً ما تكون مهددة للحياة. والأطفال الصغار، وفي بعض الأحيان كبار السن، أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة. ومع وجود الملايين من لدغات العقرب التي تحدث كل عام في المناطق التي تفتقر للرعاية الطبية غالباً، فإن الوفيات الناتجة عن لدغات العقرب تُعتبر مشكلة صحية عامة كبيرة في أجزاء من المكسيك، وشمال أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، والهند.
ولا يحتاج البالغين الأصحاء عادة إلى علاج للدغة العقرب، ولكن إذا تعرض الطفل للدغة، فقد يكون لنفس كمية السم عواقب خطيرة، لذا يجب طلب المساعدة الطبية الفورية.
أعراض لدغة العقرب
تُسبب معظم لدغات العقرب علامات وأعراض موضعية فقط، مثل الألم، والدفء في موقع اللدغة. وقد تكون هذه الأعراض في بعض الأحيان شديدة قليلاً، حتى إذا لم يظهر احمرار، أو تورم. وتتضمن العلامات والأعراض في موقع اللدغة ما يلي:
- الألم الذي يمكن أن يكون شديداً.
- الخدر، والوخز في المنطقة حول اللدغة.
- تورم بسيط في المنطقة حول اللدغة.
وعادة ما تظهر العلامات والأعراض المرتبطة بتأثيرات السم، بشكل منتشر على أجسام الأطفال الذين يتعرضون للدغ، وقد تتضمن ما يلي:
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالوخز في العضلات.
- حركات غير طبيعية للرأس، والرقبة، والعين.
- سيلان اللعاب.
- التعرق.
- الغثيان، والقئ.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تسارع معدل ضربات القلب، أو اضطرابات نبضات القلب.
- ارتباك، انفعال، أو بكاء بدون سبب (لدى الأطفال).
ويمكن أن يُصاب الأشخاص الذين تعرضوا للدغات العقرب بردود أفعال تحسسية تجاه اللدغات اللاحقة، كما هو الحال بالنسبة للدغات الحشرات الأخرى، مثل النحل، والدبابير. وقد تكون هذه اللدغات اللاحقة في بعض الأحيان شديدة بما يكفي لتكون حالة مهددة للحياة تُسمى الحساسية المفرطة. وتكون العلامات والأعراض في هذه الحالات مماثلة لتلك التي تحدث في حالة الحساسية المفرطة الناتجة عن لدغات النحل، وتتضمن خلايا النحل، وصعوبة في التنفس، والغثيان، والقئ.
ضرورة استشارة الطبيب
يجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية للطفل الذي يتعرض للدغة العقرب. واتصل بمركز مكافحة السموم المحلي للحصول على المشورة إذا كنت قلقاً بشأن لدغة العقرب. واطلب أيضاً الرعاية الطبية الفورية إذا تعرضت للدغة العقرب، وبدأت تعاني من أعراض بدأت في الانتشار بشكل كبير.
أسباب لدغة العقرب
تعتبر العقارب من فئة المفصليات، وهي من نفس فصيلة الحشرات، والعناكب، والقشريات. ويبلغ متوسط طول العقرب حوالي 3 بوصات (7.6 سم)، وله ثمانية أرجل، وزوج من المخالب (الكماشات) مشابهة لمخالب سرطان البحر، وذيل يمكن أن ينحني. وتقوم العقارب باللدغ بدلاً من العض باستخدام الشوكات الموجودة في ذيولها. ويحتوي السم نفسه على خليط معقد من السموم الذي يؤثر على الجهاز العصبي (السموم العصبية).
والعقارب هي مخلوقات ليلية تقاوم اللدغ ما لم يتم إثارتها، أو مهاجمتها. ويمكنهم كذلك التحكم في كمية السم الذي تفرزه اعتماداً على مدى تعرضهم للتهديد، لذلك قد تكون بعض اللدغات تقريباً شبه سامة.
عوامل خطر لدغة العقرب
يمكن أن تؤدي بعض العوامل التالية إلى زيادة خطر الإصابة بلدغة العقرب:
الجغرافيا
توجد العقارب في جميع أنحاء العالم، ويتم العثور عليها في معظم الأحيان في المكسيك، وشمال أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، والهند.
البيئة
يعيش العقرب القشري تحت الصخور، وجذوع الأشجار، ولحاء الشجر، لذلك من المحتمل أن تصادف أحدهم أثناء المشي، أو التخييم. وتعتبر العقارب القشرية أيضاً هي العقارب المنزلية الأكثر شيوعاً، وتختبئ في الحطب، والقمامة، وأغطية السرير، والأحذية.
السفر
من المحتمل أن تصادف العقارب الأكثر خطورة أثناء سفرك في أجزاء معينة من العالم، ولكن ليس هذا فقط، بل يمكنك إعادتها معك إلى المنزل، حيث يمكن أن تختبئ العقارب في الملابس، والأمتعة، وحاويات النقل.
مضاعفات لدغة العقرب
من المحتمل أن يتوفى كبار السن، وصغار السن بسبب لدغة العقرب التي لا يتم معالجتها، ويكون سبب ذلك عادة فشل القلب، أو الجهاز التنفسي الذي يحدث بعد بضعة ساعات من اللدغة. وتُعتبر الحساسية المفرطة من المضاعفات الأخرى المحتملة الناتجة عن لدغة العقرب، على الرغم من ندرتها، ويمكن أن تكون شديدة
الوقاية من لدغة العقرب
تميل العقارب إلى تجنب الاتصال، فإذا كنت تعيش في منطقة تنتشر بها العقارب، يجب عليك اتباع النصائح التالية لمنع فرصة مصادفتهم:
- إزالة أكوام الصخور، والخشب من حول منزلك، وعدم تخزين الحطب في المنزل، أو حوله.
- قطع، أو قص العشب القريب، وتشذيب الأشجار، وأغصان الأشجار المتدلية التي يمكن أن توفر طريق لصعود العقارب إلى سقف منزلك.
- سد الشقوق، وإغلاق الفتحات في الأبواب، والنوافذ، وإصلاح الشاشات الممزقة.
- فحص قفازات البستنة، والأحذية، والملابس التي لم يتم استخدامها منذ فترة، ويجب دائماً ارتداء الأحذية.
- ارتداء أكمام طويلة، وسراويل أثناء المشي، أو التخييم، والتحقق من وجود العقارب في حقائب النوم قبل استخدامها.
- نفض أو هز ملابسك، وفراشك بقوة، أثناء السفر في المناطق التي تكون فيها العقارب شائعة، خاصة إذا قمت بالتخييم، أو الإقامة في مساكن ريفية. ويُفضل النوم تحت شبكة للبعوض (ناموسية)، وإذا كنت تعاني من حساسية تجاه لدغات الحشرات، يجب عليك أن تحمل معك حاقن أدرينالين، مثل قلم إيبنفرين. وإذا عثرت على عقرب بالقرب من منزلك، أو مكان التخييم، استخدم الملقط لإبعاد العقرب بعيداً عن الأشخاص.
تشخيص لدغة العقرب
عادة ما يكون تاريخك الطبي، وأعراضك هي كل ما يعتمد عليه طبيبك لتشخيص حالتك. وإذا عانيت من أعراض شديدة، فقد تخضع لإجراء تحليل الدم، أو اختبارات التصوير للتحقق من تأثيرات السم على الكبد، والقلب، والرئتين، والأعضاء الأخرى.
علاج لدغة العقرب
لا تحتاج معظم علامات لدغة العقرب إلى علاج طبي، ولكن إذا كانت الأعراض شديدة، فقد تحتاج إلى تلقي الرعاية في المستشفى. وقد يتم إعطائك مهدئات لتشنجات العضلات، وعقاقير من خلال الوريد لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والتهيج، والألم.
ولا يزال استخدام مضادات سموم للعقرب (الترياق) أمراً مثيراً للجدل بسبب المخاوف بشأن فعاليته، والآثار الجانبية (ويكون القلق أكبر بشأن التركيبات القديمة الأقل تطوراً)، والتكلفة، والحصول على الرعاية. وتكون مضادات السموم أكثر فعالية إذا تم إعطائهم قبل ظهور الأعراض، لذا فإن الأطفال الذين تتم مشاهدتهم في غرف الطوارئ الريفية النائية حيث يصعب الوصول إلى المراكز الطبية، ووحدات العناية المركزة، يتم علاجهم غالباً باستخدام مضادات السموم كإجراء وقائي.
وإذا كنت تعاني من أعراض أكثر شدة، فقد يُوصي طبيبك أيضاً بمضادات السموم. وسوف يعتمد علاجك أيضاً على إذا ما كانت علاماتك، وأعراضك ناتجة عن رد فعل تحسسي بدلاً من تأثيرات السم، وفقاً لتشخيص الطبيب.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
إذا تعرضت أنت أو طفلك للدغة عقرب، يجب اتباع النصائح التالية، فقد لا يحتاج البالغين الأصحاء إلى المزيد من العلاج، ويمكن أن تساعد النصائح التالية على الحفاظ على أطفالك في أمان حتى موعد زيارة الطبيب:
- تنظيف الجرح باستخدام صابون وماء.
- وضع ضمادة باردة على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق، وإزالتها لمدة 10 دقائق، ثم وضعها مرة أخرى. يمكن أن يساعد ذلك على تخفيف الألم، وإبطاء انتشار السم. ويعتبر ذلك أكثر فعالية في خلال أول ساعتين بعد لدغة العقرب.
- عدم تناول الطعام، أو السوائل إذا كنت تعاني من صعوبة البلع.
- تناول مسكنات الألم دون وصفة طبية إذا لزم الأمر، حيث يمكن استخدام الإيبوبروفين للمساعدة في تخفيف الانزعاج.
وتحقق من سجلات التطعيم الخاصة بطفلك للتأكد من تحديث لقاح مرض التيتانوس.