متلازمة فرط تنشيط المبايض Ovarian hyperstimulation syndrome
تُصيب متلازمة فرط تنشيط المبايض النساء اللاتي تأخذ الأدوية الهرمونية عن طريق الحقن، لتحفيز نمو البويضات في المبايض. وقد يحدث ذلك للنساء اللاتي يخضعن للتلقيح الصناعي، حث عملية التبويض، أو التلقيح داخل الرحم.
ويمكن أن يؤدي وجود المزيد من الأدوية الهرمونية داخل الجسم، إلى الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض، التي تصبح فيها المبايض متورمة، ومؤلمة. وقد يُصاب عدد قليل من النساء بمتلازمة فرط تنشيط المبايض، مما يؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن، وألم في البطن، والقئ، وضيق التنفس.
أعراض متلازمة فرط تنشيط المبايض
تبدأ أعراض متلازمة فرط تنشيط المبايض غالباً في خلال 10 أيام من استخدام الأدوية عن طريق الحقن لتحفيز عملية التبويض، ويمكن أن تتراوح الأعراض من البسيطة إلى الشديدة، ويمكن أن تزداد سوءاً، أو تتحسن بمرور الوقت.
متلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة إلى المتوسطة
تتضمن أعراض متلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة إلى المتوسطة ما يلي:
- ألم البطن البسيط إلى المتوسط.
- انتفاخ البطن، أو زيادة حجم الخصر.
- الغثيان.
- القئ.
- الإسهال.
- آلام في منطقة المبايض.
- زيادة الوزن المفاجئ لأكثر من ثلاث كيلوجرامات.
ويمكن أن تُصاب بعض النساء اللاتي يستخدمن عقاقير الخصوبة عن طريق الحقن بمتلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة، التي تختفي بعد حوالي أسبوع تقريباً، ومع ذلك إذا حدث الحمل، قد تتفاقم أعراض متلازمة فرط تنشيط المبايض، وتستمر من عدة أيام إلى أسابيع.
متلازمة فرط تنشيط المبايض الشديدة
يمكن أن تعاني من الأعراض التالية مع متلازمة فرط تنشيط المبايض الشديدة:
- سرعة اكتساب الوزن، مثل تقريباً من 15 إلى 20 كيلوجرام في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام.
- ألم البطن الشديد.
- الغثيان، والقئ الشديد، والمستمر.
- جلطات الدم في الساقين.
- قلة التبول.
- ضيق التنفس.
- ضيق، أو تضخم البطن.
ضرورة استشارة الطبيب
يجب أن تخبري طبيبكِ إذا كنتِ تستخدمين علاجات الخصوبة، وتعانين من أعراض متلازمة فرط تنشيط المبايض. وسوف يرغب طبيبكِ في مراقبتكِ للتحقق من زيادة الوزن المفاجئ، أو تفاقم الأعراض حتى إذا كنتِ تعانين من متلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة.
واتصلي بطبيبكِ على الفور إذا عانيتِ من مشاكل في التنفس، أو ألم في الساقين أثناء علاج الخصوبة، حيث يمكن أن يشير ذلك إلى حالة مُلحة تحتاج إلى عناية طبية طارئة.
أسباب متلازمة فرط تنشيط المبايض
سبب الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض غير مفهوم بشكل كامل، على الرغم من أن وجود مستوى عالي من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية أو هرمون الحمل، وهو الهرمون الذي يتم إفرازه عادة أثناء الحمل، يمكن أن يلعب دوراً في حدوث الأعراض، حيث تتفاعل الأوعية الدموية للمبايض بشكل غير طبيعي مع هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، وتبدأ في تسريب السائل، ويؤدي هذا السائل إلى تورم المبايض، وتنتقل كميات كبيرة منه أحياناً إلى البطن.
ويمكن إعطاء هرمون الحمل كمحفز أثناء علاجات الخصوبة، لكي يتم تحفيز حويصلة (جُريب) ناضجة لإخراج البويضة الموجودة بداخلها. وتحدث متلازمة فرط تنشيط المبايض عادة في خلال أسبوع بعد تلقي حقن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية. وإذا أصبحتِ حاملاً أثناء دورة العلاج، قد تتفاقم الحالة حيث يكون جسمكِ بدأ في إفراز هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية الخاص به كرد فعل للحمل.
ومن الممكن أن تتسبب أدوية الخصوبة عن طريق الحقن في الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض، أكثر من العلاج باستخدام كلوميفين، وهو الدواء الذي يتم إعطائه كحبوب عن طريق الفم.
عوامل خطر متلازمة فرط تنشيط المبايض
تتضمن عوامل زيادة خطر الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض ما يلي:
- متلازمة تكيس المبايض المتعدد، وهو اضطراب تناسلي شائع يُسبب فترات حيض غير منتظمة، وزيادة نمو الشعر، وظهور المبايض بشكل غير طبيعي على فحص الموجات فوق الصوتية.
- وجود عدد كبير من الحويصلات (الجُريبات).
- أن يكون العُمر أقل من 30 سنة.
- انخفاض وزن الجسم.
- ارتفاع، أو زيادة حادة في مستوى إستراديول (الإستروجين) قبل تناول جرعة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية المحفز.
- وجود إصابات سابقة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض.
ويمكن أن تُصيب هذه المتلازمة في بعض الحالات، النساء اللاتي لا تعانين من أي عوامل خطر على الإطلاق.
مضاعفات متلازمة فرط تنشيط المبايض
يعاني حوالى 1 إلى 2% من نسبة النساء اللاتي يخضعن لتحفيز المبايض من متلازمة فرط تنشيط المبايض الشديدة، والتي يمكن أن تكون مهددة للحياة. وقد تتضمن المضاعفات ما يلي:
- تجمع السوائل في البطن، وأحياناً الصدر.
- جلطات الدم في الأوعية الدموية الكبيرة، وعادة في الساقين.
- الفشل الكلوي.
- التواء المبيض.
- تمزق الكيس في المبيض مما يؤدي إلى نزيف خطير.
- مشاكل في التنفس.
- فقدان الحمل الناتج عن الإجهاض، أو إنهاء الحمل بسبب المضاعفات.
- وفي بعض الحالات النادرة، الوفاة.
الوقاية من متلازمة فرط تنشيط المبايض
لتقليل فرص الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض، قد تحتاجين إلى خطة محددة لأدوية الخصوبة، لذلك توقعي مراقبة طبيبكِ بدقة لكل دورة علاج، بما في ذلك إجراء الموجات فوق الصوتية المتكررة للتحقق من نمو الجُريبات (الحويصلات)، وإجراء تحاليل الدم للتحقق من مستويات الهرمون. وتتضمن الاستراتيجيات التي تساعد على الوقاية من الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض ما يلي:
تعديل أو تغيير الدواء
يستخدم طبيبكِ أقل جرعة ممكنة من غونادوتروبينات (المحرضات التناسلية) لتحقيق أهداف تحفيز المبايض، وإثارة عملية التبويض. ويقوم بإعطاء النساء اللاتي تعانين من متلازمة تكيس المبايض المتعدد دواء ميتفورمين أثناء تحفيز المبيض، لمساعدتها في منع فرط التنشيط.
وقف الدواء والانتظار
إذا كان مستوى هرمون الإستروجين عالي، أو لديكِ عدد كبير من الجُريبات المتطورة، قد يقوم طبيبكِ بإيقاف الأدوية عن طريق الحقن، والانتظار لبضعة أيام قبل إعطائك هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية الذي يحفز عملية التبويض.
تجنب استخدام جرعات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية المحفزة
غالباً ما تحدث متلازمة فرط تنشيط المبايض بعد الحصول على جرعة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، لذلك تم تطوير بدائل للتحفيز باستخدام مضادات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، مثل ليوبروليد كطريقة لمنع حدوث متلازمة فرط تنشيط المبايض أو الحد منها.
تجميد الأجنة
إذا كنتِ تخضعين لعملية التلقيح الصناعي، فقد تتم إزالة جميع الجُريبات (الناضجة، والغير ناضجة) من المبايض لتقليل فرص الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض، ويتم تخصيب الجُريبات الناضجة، وتجميدها، ثم يتم السماح للمبايض بالراحة، ثم يمكن متابعة عملية التلقيح الصناعي في وقت لاحق عندما يكون جسمكِ مستعداً.
تشخيص متلازمة فرط تنشيط المبايض
قد يقوم طبيبكِ بتشخيص هذه المتلازمة اعتماداً على ما يلي:
الفحص الجسدي
سوف يقوم طبيبكِ بملاحظة أي زيادة في الوزن أو زيادة في حجم الخصر، أو ألم في البطن.
الموجات فوق الصوتية
إذا كنتِ تعانين من متلازمة فرط تنشيط المبايض، قد تُظهر الموجات فوق الصوتية حجم المبايض أكبر من الطبيعي، مع وجود الأكياس المملوءة بالسوائل في مكان نمو الجُريبات. وسوف يقوم طبيبكِ بإجراء تشخيصات منتظمة للمبايض باستخدام اختبار الموجات فوق الصوتية المهبلي أثناء العلاج بواسطة عقاقير الخصوبة.
تحليل الدم
تسمح بعض تحاليل الدم لطبيبكِ بالتحقق من تركيز الدم، وإذا ما كانت وظيفة الكلى ضعيفة، بسبب الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبايض.
علاج متلازمة فرط تنشيط المبايض
تختفي هذه المتلازمة عادة من تلقاء نفسها في فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، أو فترة أطول من ذلك في بعض الأحيان إذا كنتِ حاملاً. ويهدف العلاج للحفاظ على راحتكِ، وتقليل نشاط المبايض، وتجنب المضاعفات.
متلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة إلى المتوسطة
تختفي متلازمة فرط تنشيط المبايض البسيطة من تلقاء نفسها، ويتضمن علاج المتلازمة المتوسطة ما يلي:
- دواء مضاد للغثيان، مسكنات للألم ذات وصفة طبية، أو كليهما.
- الفحص الجسدي المتكرر، والموجات فوق الصوتية.
- متابعة قياس الوزن يومياً، وقياسات الخصر للتحقق من التغيرات الجذرية.
- قياس كمية البول بشكل يومي.
- تحاليل الدم لمراقبة الجفاف، وعدم توازن الإلكتروليتات، والمشاكل الأخرى.
- الحصول على السوائل بكمية كافية.
- صرف سوائل البطن الزائدة باستخدام إبرة يتم إدخالها في تجويف البطن.
- جوارب داعمة للمساعدة في منع جلطات الدم.
متلازمة فرط تنشيط المبايض الشديدة
قد تحتاجين إلى دخول المستشفى من أجل المراقبة، والعلاج المكثف بالنسبة لحالة المتلازمة الشديدة، بما في ذلك السوائل الوريدية. وقد يقوم طبيبكِ بإعطائكِ دواء يُسمى كابرجولين لتخفيف أعراضكِ. قد يقوم أيضاً بإعطائكِ دواء آخر في بعض الحالات معروف بإسم مضاد الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، للمساعدة في قمع نشاط المبيض.
وقد تتطلب المضاعفات الخطيرة علاجات إضافية، مثل العملية الجراحية لكيس المبيض الممزق، أو العناية المركزة لمضاعفات الكبد، أو الرئة. وقد تحتاجين أيضاً إلى مضادات التخثر، لتقليل خطر حدوث جلطات الدم في الساقين.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
إذا كنتِ تعانين من متلازمة فرط تنشيط المبايض، فقد تكونين قادرة على مواصلة روتينكِ اليومي، ويجب أن تتبعي نصائح طبيبكِ التي قد تتضمن التوصيات التالية:
- تجربة مسكنات الألم التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين لألم البطن، ولكن تجنبي الإيبوبروفين، أو نابروكسين الصوديوم، حيث أن هذه الأدوية قد تتداخل مع الزرع الحديث لأي بويضة مخصبة.
- تجنب العلاقة الجنسية، حيث أنه يمكن أن تكون مؤلمة، ويمكن أن تتسبب في تمزق الكيس في المبيض.
- الحفاظ على مستوى بسيط من النشاط البدني، وتجنب الأنشطة الشاقة، أو عالية الكثافة.
- معرفة الوزن على نفس الميزان، وقياس محيط البطن كل يوم، وإبلاغ طبيبكِ بالزيادة الغير عادية.
- الاتصال بطبيبكِ إذا تفاقمت علاماتكِ، وأعراضكِ.
الاستعداد لموعد الطبيب
اعتماداً على مدى شدة متلازمة فرط تنشيط المبايض، قد يكون موعدكِ الأول مع الطبيب العام، طبيب أمراض النساء، أخصائي العقم، أو ربما الطبيب المعالج في غرفة الطوارئ. وسوف تساعدكِ هذه المعلومات للاستعداد لموعدكِ.
ماذا يجب أن تفعلين؟
- اكتبي أي أعراض تعانين منها، بما في ذلك الأعراض التي تعتقدين أن ليس لها علاقة بحالتكِ.
- اكتبي قائمة بجميع الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي تتناولينها، واكتبي الجرعات، وعدد مرات تناولهم.
- اصطحبي معكِ أحد أفراد عائلتكِ، أو أصدقائكِ إن أمكن، لمساعدتكِ في تذكر المعلومات المقدمة لكِ أثناء الموعد.
- يجب أن تأخذي معك دفتر ملاحظات لتسجيل المعلومات الهامة أثناء الزيارة.
- قومي بإعداد الأسئلة التي قد تريدين سؤال طبيبكِ عنها، وترتيبها من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية.
وتتضمن الأسئلة الرئيسية التي قد تريدين سؤال طبيبكِ عنها ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً لأعراضي؟
- ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل تختفي متلازمة فرط تنشيط المبايض عادة من تلقاء نفسها، أم سوف أحتاج إلى علاج؟
- هل لديك أي مواد مطبوعة، أو كتيبات يمكنني أخذها معي؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ولا تترددين في طلب تكرار المعلومة من طبيبكِ، أو السؤال عن أي أسئلة أخرى لتتأكدين أنكِ تفهمين كل شئ بشكل كامل.
ماذا تتوقعين من طبيبكِ؟
من المرجح أن يسألكِ طبيبكِ عدد من الأسئلة التالية:
- متى بدأت أعراضكِ؟
- ما مدى شدة أعراضكِ؟
- هل هناك أي شئ يبدو أنه يُحسن أعراضكِ، أو يزيدها سوءاً؟