مرض الذئبة الحمراء Systemic lupus erythematosus
مرض الذئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وهي الأمراض التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة الجسم عن طريق الخطأ باعتباره شيئاً غريباً، والجهاز المناعي في العادة يقوم بمحاربة العدوى الخطيرة والبكتيريا التي تهاجم الجسم، وذلك بهدف الحفاظ على صحة الجسم.
ويستخدم مفهوم الذئبة للتعرف على عدد من أمراض المناعة الذاتية، والتي تتشابه في الخصائص المعملية والطبية، ولكن يعتبر مرض الذئبة الحمراء هو النوع الأكثر شيوعاً للذئبة، وعادة ما يقصد الأشخاص مرض الذئبة الحمراء عندما يقولون إنهم مصابون بـ الذئبة.
ومرض الذئبة الحمراء هو أحد الأمراض المزمنة التي تزداد أعراضها سوءاً في فترات بالتبادل مع وجود الأعراض الخفيفة في أوقات أخرى، وأغلب الأشخاص المصابين بمرض الذئبة الحمراء يعيشون حياة طبيعية باستخدام العلاج.
أسباب مرض الذئبة الحمراء
لا يوجد سبب محدد معروف لمرض الذئبة الحمراء، ولكن يمكن أن يكون لعدد من العوامل تأثيرها على المرض.
الجينات
لا يرتبط مرض الذئبة الحمراء بوجود جين محدد، ولكن أغلب المصابين بالذئبة عادة ما يتواجد داخل عائلتهم أشخاص مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
البيئة
من المحفزات البيئية التي قد تسبب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء:
- الأشعة فوق البنفسجية.
- بعض الأدوية.
- الفيروسات.
- الإرهاق النفسي والجسدي.
- التعرض للصدمات.
الجنس والهرمونات
تؤثر مرض الذئبة الحمراء على النساء بصورة أكبر من الرجال، ويمكن أن تختبر النساء المزيد من الأعراض الحادة أثناء الحمل وأثناء فترة الحيض. وبسبب هذا الأمر يعتقد بعض الباحثين أن هرمون الأنوثة الأستروجين يلعب دوراً كبيراً في حدوث مرض الذئبة الحمراء، ولكن ما زال الأمر بحاجة لمزيد من الأبحاث لإثبات النظرية.
أعراض مرض الذئبة الحمراء
يمكن أن تختلف الأعراض وتتغير بمرور الوقت، ومن الأعراض الشائعة عند حدوث الإصابة:
- الإرهاق الشديد.
- ألم المفاصل.
- تورم المفاصل.
- الصداع.
- طفح جلدي على الخدود والأنف، والذي يسمى بطفح الفراشة.
- فقدان الشعر.
- الأنيميا.
- مشكلات تجلط الدم.
- تحول الأصابع باللون الأبيض أو الأزرق، والشعور بالخدر في الأصابع عند الشعور بالبرد فيما يعرف باسم متلازمة رينود.
وتعتمد الأعراض الأخرى على المكان الذي يقوم فيه المرض بمهاجمة الجسم مثل الجهاز الهضمي، أو القلب أو الجلد. وتتشابه أعراض الذئبة مع أعراض العديد من الأمراض، وبالتالي يكون من الصعب القيام بالتشخيص. وفي حالة كنت تعاني من أي من الأعراض، قم بزيارة الطبيب، وسيقوم الطبيب بالفحوصات اللازمة من أجل القيام بالتشخيص المناسب.
مضاعفات مرض الذئبة الحمراء
بمرور الوقت يمكن أن يتسبب مرض الذئبة الحمراء في تلف أي من الأجهزة الموجودة داخل الجسم، ومن المضاعفات التي قد تحدث:
- الجلطات الدموية أو التهاب الأوعية الدموية.
- التهاب القلب أو التهاب التامور.
- الأزمة القلبية.
- السكتة الدماغية.
- تغير في الذاكرة.
- تغير في السلوك.
- النوبات.
- التهابات الأنسجة الرئة والأنسجة المبطنة لها أو مرض ذات الجنب.
- التهابات الكلى.
- تناقص في قدرة الكلى على أداء وظيفتها.
- الفشل الكلوي.
ومرض الذئبة الحمراء له تأثير سلبي على الجسم أثناء الحمل، ويمكن أن يتسبب في حدوث مضاعفات الحمل، وقد يؤدي إلى الاجهاض، وتحدث مع الطبيب بشأن المضاعفات الممكنة لمرض الذئبة الحمراء وكيفية تقليلها.
وبعد معرفتك مضاعفات مـرض الذئبة الحمراء قد يتبادر إلى ذهنك سؤالين:
- هل مرض الذئبة الحمراء معدي؟ وتجد الإجابة هنا
- هل مرض الذئبة الحمراء مميت؟ وتجد الإجابة هنا
تشخيص مرض الذئبة الحمراء
سيقوم الطبيب بالفحص الجسدي بهدف فحص أعراض وعلامات مرض الذئبة، ومن الأعراض التي قد يقوم الطبيب بالبحث عنها:
- الطفح الجلدي الناتج عن حساسية الشمس، مثل طفح الفراشة أو وجود الطفح على الوجنتين.
- قرح الغشاء المخاطي، والتي قد تحدث في الفم أو الأنف.
- التهاب المفاصل، وهو عبارة عن ألم وتورم في المفاصل الصغيرة في اليدين، والقدمين، والركبتين، والرسغين.
- فقدان الشعر.
- ضعف الشعر.
- علامات ومؤشرات على وجود مشاكل في القلب أو الرئة مثل لغط القلب، وضربات القلب الغير منتظمة، وأصوات احتكاك.
ولا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص مرض الذئبة الحمراء، ولكن يمكن أن تساعد أشعة التصوير في التوصل إلى تشخيص، ومن الفحوصات التي قد يتم إجرائها:
- فحوصات الدم مثل فحوصات الأجسام المضادة وفحص الدم الكامل.
- تحليل البول.
- الأشعة السينية على الصدر.
وربما ستكون بحاجة للتوجه لطبيب مختص في علاج التهابات المفاصل وعلاج الأنسجة وأمراض المناعة الذاتية.
علاج مرض الذئبة الحمراء
لا يوجد علاج للذئبة الحمراء، والهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض، ويمكن أن يختلف العلاج اعتماداً على مدى حدة الأعراض والمكان المصاب في الجسم، ومن طرق العلاج المستخدمة:
- الأدوية المضادة للالتهابات من أجل ألم المفاصل.
- كريمات الستيرويد من أجل الطفح الجلدي.
- الكورتيكوستيرويد من أجل تقليل الاستجابة المناعية.
- مضادات الملاريا من أجل مشكلات الجلد والمفاصل.
- الأدوية المحسنة والتي تستهدف نظام المناعة من أجل الحالات الشديدة.
وتحدث مع الطبيب بشأن نظامك الغذائي وأساليب الحياة، وربما ينصح الطبيب بتناول بعض الأطعمة أو تجنبها، وتقليل التوتر والأعراض، وربما ينصح الطبيب بالعناية الوقائية مثل تحصينات المناعة الآمنة للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية وأشعة القلب.
ما بعد تشخيص المرض
يؤثر مرض الذئبة الحمراء على الأشخاص بطريقة مختلفة، وتكون الأدوية أكثر فاعلية عندما يتم استخدامها مبكراً مع بدء ظهور الأعراض، ومن المهم تحديد موعد مع الطبيب في حالة شعرت بأي من الأعراض التي قد تقلقك. والتعايش مع الأمراض المزمنة قد يكون صعباً، لذلك تحدث مع الطبيب بشأن مجموعات الدعم في منطقتك (إن وجدت)، حيث أن العمل مع مجموعات الدعم قد يساعدك في تقليل التوتر، والحفاظ على حالتك النفسية، والتعامل مع المرض.