مرض دودة غينيا Guinea worm disease
مرض دودة غينيا أو التنينات هو عدوى ناتجة عن الإصابة بطفيل يسمى التنينة المدينية، ويمكن أن يصاب أي شخص بالمرض نتيجة شرب المياه الملوثة بالمرض. وقد أبلغت أربع دول فقط في عام 2011 عن وجود حالات للإصابة بمرض دودة غينيا هم جهاد، وأثيوبيا، ومالي، وجنوب السودان.
أعراض مرض دودة غينيا
عادة لا تظهر أعراض المرض إلا بعد سنة من حدوث العدوى، وقبل أيام لساعات قليلة من خروج الدودة من الجلد، قد تظهر بعض الأعراض مثل الحمى، والتورم، وألم في المنطقة. ويخرج أكثر من 90% من الديدان عن طريق القدم أو الرجل، ولكن يمكن أن تظهر الديدان بمكان آخر في الجسم.
وعادة ما يصاب به الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن النائية، والتي لا تصل إليها الرعاية الطبية. وعندما تخرج أنثى الدودة البالغة من الجلد، يمكن أن تسبب إعاقة مؤلمة وبطيئة، وعادة ما يتحول الجرح الناتج عن خروج الدودة إلى عدوى بكتيرية ثانوية. ويتسبب هذا في زيادة الألم وزيادة الوقت الذي لا يستطيع فيه الشخص القيام بوظائفه، وقد يستمر الوقت لعدة أسابيع أو أشهر. وقد يكون التلف الناتج عن العدوى دائم، وذلك في حالة وصلت العدوى للمفاصل وأصبحت غير قادرة على أداء وظائفها.
أسباب مرض دودة غينيا
السبب في حدوث الإصابة هو طفيل يسمى التنينة المدينية، والطفيل هو كائن يتغذى على آخر من أجل البقاء. وينتشر مرض دودة غينيا من خلال استهلاك المياه الملوثة بيرقات دودة غينيا، ويؤثر مرض دودة غينيا على الأماكن النائية الموجودة بأفريقيا، والتي لا تتواجد بها مياه صالحة للشرب، وقد أعتبرته منظمة الصحة العالمية من الأمراض الاستوائية المهملة، حيث يعتبر أول مرض طفيلي تم القضاء عليه. وتساعد الكثير من المنظمات الخاصة والدولية في القضاء على المرض في الدول التي يظهر فيها المرض، وفي عام 2014 انخفضت عدد حالات الإصابة بالمرض إلى 126 بدلاً من 3.5 مليون حالة في عام 1986.
طريقة انتشار المرض
يصاب الأشخاص بمرض دودة غينيا بسبب شرب المياه التي تحتوي على براغيث الماء، والتي تحتوي على يرقات دودة غينيا، حيث تقوم براغيث الماء بتناول اليرقات، والتي تعيش داخل هذه المياه. وبمجرد شرب تلك المياه تنطلق اليرقات داخل المعدة، تمر خلال المجرى الهضمي، وخلال الـ 10 أشهر : 14 شهراً التالية تنمو أنثى دودة غينيا لدودة بالغة، ويبلغ طول الديدان البالغة حوالي 60 : 100 سم ويكون قطرها بقطر عود الاسباجتي المطبوخ.
وعندما تكون الأنثى البالغة مستعدة للخروج، تقوم بعمل فقاعة على سطح الجلد، وعادة ما تتكون تلك الفقاعة على الساق أو القدم وتتسبب هذه الفقاعة في الشعور بالحرقة، وتنفجر تلك الفقاعة خلال 24 : 72 ساعة. وقد يساعد غمر الجزء المصاب بالماء في تخفيف الألم، كما يساعد على خروج دودة غينيا من الجرح وخروج سائل أبيض يحتوي على ملايين اليرقات الغير بالغة. وتصبح هذه المياه ملوثة باليرقات، وتبدأ دورة حياة الدودة مرة أخرى، ويمكن لأنثى دوددة غينيا البالغة أن تطلق العديد من اليرقات كلما حدث تواصل بينها وبين الماء.
عوامل خطر مرض دودة غينيا
الأشخاص الأكثر عرضة للأصابة بمرض دودة غينيا هم:
- الأشخاص الذين يشربون المياه الملوثة بيرقات دودة غينا.
- الأشخاص الذين يعيشون بالقرى التي ينتشر فيها مرض دودة غينيا.
الوقاية من مرض دودة غينيا
يمكن الوقاية من مرض دودة غينيا من خلال تجنب شرب المياه الغير نظيفة، ويمكن أن يساعد تعليم هذه الطرق البسيطة الأشخاص في الوقاية من المرض ومنع انتشاره:
- شرب المياه من أماكن نظيفة مثل الآبار التي لا تحتوي على ملوثات.
- منع الأشخاص المصابون بتورم أو جروح من الدخول إلى الآبار ومصادر المياه المستخدمة للشرب.
- تنقية المياه القادمة من مصادر غير نظيفة من خلال استخدام الفلاتر، وذلك من أجل إزالة براغيث الماء الحاملة ليرقات دودة غينيا.
- تزويد المجتمعات البدائية بمصادر بديلة للمياه الصالحة للشرب وإصلاح مصادر المياه الملوثة إن أمكن.
علاج مرض دودة غينيا
لا يوجد علاج لعلاج دودة غينيا، ولا يوجد لقاح لمنع الإصابة بالمرض. فمجرد خروج جزء من الدودة من الجرح، يمكن سحب جزء من الدودة خارجاً كل يوم من خلال لفها حول عصا صغيرة أو حول قطعة من الشاش، ويمكن سحب الدودة بأكملها خارجاً خلال أيام قليلة، ولكن عادة ما تستغرق عملية استخراج الدودة أسابيع. ويمكن أن يساعد استخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين والايبوبروفين في تخفيف الألم والتورم، ويمكن أن تساعد المضادات الحيوية الموجودة في شكل مرهم على منع حدوث العدوى البكتيرية الثانوية. ويمكن أن يقوم أحد الأطباء بإخراج الدودة جراحياً في واحدة من المؤسسات الطبية، وذلك قبل أن تتكون الفقاعة على الجلد. ولا أحد محصن من هذا المرض، فيمكن أن يعاني الأشخاص المصابون به لسنوات.
خطر مرض دودة غينيا
يعتبر مرض دودة غينيا من الأمراض الخطيرة، والتي تسبب معاناة للمصابين به، كما أنه يتسبب في ظهور العوائق المادية والاجتماعية في المجتمعات التي يظهر بها. وعند خروج الدودة البالغة من الجلد فأنها تسبب ألماً لا يحتمل، وتسبب إعاقة للمصاب، لذا فإن الآباء المصابين بها، لن يكونوا قادرين على العناية بأطفالهم.
وعادة ما تخرج دودة غينيا في مواسم الزرع والحصاد، ولهذا السبب قد يتجنب بعض الأشخاص العمل داخل الحقول، مما يتسبب في حدوث المشاكل الاقتصادية المختلفة. وقد يلجأ الأطفال في هذه المجتمعات للعمل بدلاً من آبائهم المرضى داخل الحقول، وبالتالي عدم الذهاب للمدارس. ولهذه الأسباب يعتبر مرض دودة غينيا مرض الفقر وأحد أسباب حدوثه، وذلك نظراً لما يسببه إعاقات.