مفاتيح فوز الجزائر على ألمانيا من الناحية الطبية
كان الجمهور العربي المتابع لكأس العالم على موعد مع مفاجأة سعيدة في ختام مباريات الدور الأول من كأس العالم؛ حيث فجرت الجزائر مفاجأة بتعادلها مع روسيا لتتأهل لدور الستة عشر لأول مرة كمنتخب عربي منذ سنوات طويلة، وذلك في تتويج لأداء مشرف للاعبيها خلال الدور الأول.
لكن الفرحة كانت متبوعة بقلق عندما كشفت النتائج النهائية عن مواجهتها للماكينات الألمانية في الدور القادم في مباراة مصيرية لكلا الفريقين؛ حيث يسعى الفريق الألماني لإكمال مشواره نحو اللقب بعد أن خلت الطريق من كثير من الفرق المنافسة المرشحة للكأس، وفي نفس الوقت يسعى الجزائريون لترك بصمة بأكبر انجاز ممكن.
ولكن الأمل يبقى كبير للمنتخب الجزائري حيث واجه الألمان قبيل كأس العالم العديد من الإصابات التي حرمتهم من عدة لاعبين مميزين في صفوفهم.. وهذا هو موضوعنا في هذا المقال حيث سنأخذ جولة طبية جول أهم إصابات المنتخب الألماني قبيل كأس العالم ونناقش مدى تأثيرها على أداء هؤلاء اللاعبين خلال مباراة منتخبهم المقبلة مع الجزائر.
1) باستيان شفاينشتايغر:
– العمر:
29 سنة.
– نوع الإصابة:
إصابة في وتر الركبة.
– تاريخ الإصابة:
مايو 2014.
– كيفية الإصابة:
في معسكر التدريب الخاص باستعداد المنتخب الألماني لكأس العالم تعرض شفاينشتايغر لإصابة في وتر الركبة تم الاشتباه في كونها قطعًا في الوتر، ونقل على إثرها جوًا إلى ألمانيا للفحوصات والعلاج.
وبعد ذلك أفاد الفريق الطبي أن الإصابة طفيفة وأن اللاعب سيكون مستعدًا في المباراة الافتتاحية لمنتخبه في لكأس العالم.
– الخلفية التشريحية للإصابة:
أوتار الركبة هي بمثابة امتداد لعضلات الفخذ الأمامية؛ حيث تعمل معها على تحريك مفصل الركبة للأمام بشكل طبيعي، مما يساعد على فرد الركبة من وضع الانثناء دون مشاكل، تكثر إصابات وتر الركبة بشكل خاص في حالات الجري والقفز، وتعتبر إصابة قطع وتر الركبة إصابة قوية يستحيل معها الحركة، وغالبًا ما تحتاج عملية جراحية لإعادة ترميم الوتر المقطوع.
– العلاج المتاح:
إصابات وتر الركبة الطفيفة لا تتطلب تدخل جراحي حيث تحتاج بشكل أساسي الراحة وتثبيت الركبة بدون حركة لحين التئام الإصابة، وبعدها يتم اللجوء لبرنامج تدريجي للتأهيل يضمن عدم عودة الإصابة، قطع وتر الركبة الكامل يحتاج عملية جراحية لإعادة ترميم الإصابة، وبعدها يحصل المصاب على فترة راحة وعدم حركة، ثم يبدأ بالتدريج في برنامج التأهيل، والمبدأ الأساسي لعلاج إصابات وتر الركبة بأنواعه يتمثل في عدم تحريك الركبة قبل التئام الإصابة بما يكفي، وعدم تحميل وزن على القدم المصابة؛ لذلك يتم استعمال عكاز للقدم المصابة.
– مدة العلاج:
الإصابات الطفيفة مثلما أعلن عن حالة شفاينشتايغر تتطلب 3 – 6 أسابيع للتعافي بشكل كامل، أما الإصابات المتقدمة التي تشمل قطعًا كاملاً في وتر الركبة فقد تحتاج مدة تصل إلـى 6 شهور من أجل التعافي الكامل.
– الحالة في كأس العالم:
دخل اللاعب قائمة المنتخب الألماني في كأس العالم.
لم يشارك في المباراة الافتتاحية أمام البرتغال على عكس ما أعلنت عنه التقارير الطبية السابقة لكأس العالم.
شارك في مباراة غانا، وتعادل الفريقين 2 – 2.
شارك في مباراة أمريكا، وفاز المنتخب الألماني 1 – 0.
لعب في الدور الأول إجمالي 95 دقيقة.
لم يحرز أي أهداف حتى الآن.
2) ماتس هوميلس:
– العمر:
25 سنة.
– نوع الإصابة:
شد في عضلات الفخذ.
– تاريخ الإصابة:
16 يونيو 2014.
– كيفية الإصابة:
في نهاية المباراة الافتتاحية للمنتخب الألماني أمام البرتغال عانى هوميلس من شد عضلي في منطقة الفخذ في الدقيقة 70.
– الخلفية التشريحية للإصابة:
عضلات الفخذ بمجموعتيها الأمامية والخلفية تعتبر المحرك الرئيسي للقدمين لدى لاعبي كرة القدم خلال ممارسة الجري؛ لذا فإنه في حالة الإرهاق الزائد الناتج عن تحميل عضلي مستمر قد تعاني العضلات من شد عضلي مؤلم يعيق حركة اللاعب الطبيعية.
في بعض الحالات التي يصاحبها شد مفاجئ و شديد للعضلات قد يحدث مزق جزئي أو كلي، وهو مشكلة طبية جادة تتطلب تدخل جراحي في كثير من الأحيان.
– العلاج المتاح:
الشد العضلي البسيط يمكن علاجه بسهولة من خلال الراحة والكمادات الباردة مع رفع القدم لأعلى، بالإضافة إلى استخدام أدوية مضادات الالتهابات لتسكين الألم، بعد تحسن الألم يبدأ برنامج العلاج الفيزيائي بتمارين شد العضلات المتدرجة.
– مدة العلاج:
الشد العضلي الطفيف الناتج عن إرهاق زائد يحتاج مدة تتراوح بين 1 – 3 أسابيع من أجل التعافي بشكل كامل، والاستعجال في ممارسة الرياضة قد تعافي العضلات قد يؤدي غلى تفاقم الإصابة، الجدير بالذكر أن إصابات المزق العضلي المتقدمة قد تحتاج إلى شهور من أجل التعافي بشكل كامل.
– الحالة في كأس العالم:
شارك في المباراة الافتتاحية أمام البرتغال، وفاز فريقه 4 – 0.
شارك في مباراة غانا، وتعادل الفريقين 2 – 2.
شارك في مباراة أمريكا، وفاز المنتخب الألماني 1 – 0.
لعب في الدور الأول إجمالي 250 دقيقة.
أحرز هدف في المباراة الأولى للمنتخب الألماني أمام البرتغال.
3) مانويل نوير:
– العمر:
28 سنة.
– نوع الإصابة:
إصابة في الكتف الأيمن (نقص في مجال حركة المفصل).
– تاريخ الإصابة:
17 مايو 2014.
– كيفية الإصابة:
في مباراة فريقه بايرن ميونخ في نهائي كأس ألمانيا تعرض مانويل نوير لإصابة في الكتف.
– الخلفية التشريحية للإصابة:
تمثل القدرة على تحريك الذراعين والكتفين شيئًا أساسيًا بالنسبة للاعب كرة قدم في حراسة المرمى، مفصل الكتف يتكون بشكل أساسي من تلاقي عظام الترقوة ولوح الكتف والعضد، ويعتبر المفصل ذا أكبر نطاق حركي طبيعي في الجسم، يتم تثبيت نقطة التلاقي بين هذه العظام الثلاثة مع نطاق الحركة الواسع بفضل عدد كبير من العضلات والأربطة المحيطة بمفصل الكتف، العديد من الإصابات تؤدي إلى نقص في مجال حركة مفصل الكتف مثل الكسور، الخلع، المزق، التهابات الأوتار.
– العلاج المتاح:
لم تشير التقارير الطبية المتاحة إلى تفاصيل إصابة مفصل الكتف لدى نوير، ولكن بشكل عام فإنها كانت إصابة طفيفة وقد خضع اللاعب لبرنامج علاجي مكثف سمح له باللحاق بالمباراة الأولى في كأس العالم، تمثل الراحة وتثبيت المفصل مع الانتظام على الأدوية الحل الأساسي للإصابات البسيطة في الكتف.
– مدة العلاج:
تختلف مدة علاج إصابات الكتف بشكل كبير وفقًا لسبب الإصابة ودرجة شدتها، في حالة نوير فإن الإصابة خضعت لعلاج في حدود أسبوعين تم بعدها إعلان مشاركته مع المنتخب الألماني في كأس العالم.
– الحالة في كأس العالم:
شارك في المباراة الافتتاحية أمام البرتغال، وفاز فريقه 4 – 0.
شارك في مباراة غانا، وتعادل الفريقين 2 – 2.
شارك في مباراة أمريكا، وفاز المنتخب الألماني 1 – 0.
لعب في الدور الأول إجمالي 270 دقيقة – ثلاث مباريات كاملة.
دخل مرماه هدفين فقط خلال الدور الأول في مباراة غانا.
4) ماركو رويس:
– العمر:
25 سنة.
– نوع الإصابة:
تمزق جزئي في أربطة الكاحل الأيسر.
– تاريخ الإصابة:
مايو 2014.
– كيفية الإصابة:
في مباراة للمنتخب الألماني أثناء معسكر الاستعداد لكأس العالم تعرض اللاعب ماركو رويس لإصابة في كاحله الأيسر نقل على إثرها للمستشفى حيث تم تشخيص إصابته بتمزق في أربطة الكاحل.
– الخلفية التشريحية للإصابة:
مفصل الكاحل يتكون من العديد من العظام الصغيرة والتي يضمن بقاؤها في مكانها الصحيح مجموعة من الأربطة المرنة، هذه الأربطة المرنة في مفصل الكاحل تسمح بتحريك المفصل في كافة الاتجاهات ضمن نطاق معين، وإذا تعرضت هذه الأربطة لشد زائد نتيجة التواء شديد في المفصل فإنها تتعرض للتمزق الذي يختلف في درجته وفق شدة الإصابة.
– العلاج المتاح:
الدرجات الخفيفة من المزق في أربطة الكاحل لا تتطلب أكثر من الراحة، ووضع كمادات باردة، مع ربط الكاحل ورفع القدم لأعلى، الحالات المتوسطة من التواء الكاحل قد تتطلب تثبيت المفصل بجبيرة صلبة أو مرنة لفترة من الوقت لحين التئام الأربطة المصابة.
– مدة العلاج:
التمزق الجزئي في أربطة الكاحل الذي تم تشخيصه في حالة رويس يحتاج فترة علاج أكثر من 4 أسابيع.
– الحالة في كأس العالم:
تم استبعاده من القائمة النهائية للمنتخب الألماني في كأس العالم.
هكذا يتضح لنا كيف أن شبح الإصابات قد خيم بقوة على المنتخب الألماني قبيل بدأ مبارياته في كأس العالم، وتراوحت الإصابات بين حراس المرمى وبين المهاجمين مرورًا بالعديد من أصحاب المراكز والخبرة، لكن يبقى الذخيرة الكبيرة للمنتخب الألماني من لاعبين محترفين عونًا له على تخطي أزمة الإصابات بسهولة، تُرى هل ينجح الجزائريون في فعل المعجزة ويأخذون العرب لدور الثمانية؟؟
اخترنا لك أيضًا:
- أسبانيا..هل الإصابات وراء خروج حامل اللقب ؟
- السر وراء خروج انجلترا وإيصاليا من كأس العالم..
- الرياضة فى رمضان قبل أم بعد الإفطار؟
إعداد د. كريم عادل مكاوي
تدقيق لغوي. محمد عصام
فريق كل يوم معلومة طبية
اقرأ المزيد في قسم اللياقة البدنية