هل الصدفية معدية من شخص لآخر؟ وهل يمكن أن تنتشر لبقية الجسم؟
إذا كنت تعرف مريضاً بالصدفية، فقد تتساءل كثيراً هل الصدفية معدية أم لا؟ وهل من الممكن أن تنتقل من شخص لآخر؟ وماذا عن انتشار الصدفية خلال أجزاء الجسم؟ إذا ما العوامل التي تهيجها وتؤدي إلى انتشارها؟ وكيف يمكن التعامل مع أعراض مرض الصدفية بطريقة لا تؤدي لانتشارها؟ سنجيب على هذه التساؤلات عزيزي القارئ في هذا المقال، فتابع معنا.
ما هو مرض الصدفية؟
مرض الصدفية هو حالة مزمنة تصيب الجلد، تحدث بسبب خلل يصيب الجهاز المناعي، يؤدي لزيادة إنتاج خلايا الجلد، مما يجعلها تنمو وتموت بسرعة أكبر، ويؤدي لتراكم خلايا الجلد الميتة، التي تظهر على شكل بقع حمراء جافة وسميكة، وتثير الحكة، وتغطيها القشور.
ما هي أسباب مرض الصدفية؟
يحدث مرض الصدفية بسبب خلل في الجهاز المناعي أو بسبب العوامل الوراثية، مما يؤثر على الجسم كله، ويؤدي لظهور الصدفية في الجسم، وأكثر المناطق الشائعة التي تظهر فيها الصدفية، هي فروة الرأس، والركبتين والمرفقين، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان غيرهم.
تختلف حالات الصدفية وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، في الحالات الخفيفة، تغطي بقع الصدفية أقل من 3 % من الجسم، وفي الحالات الشديدة تغطي أكثر من 10%، ومن الممكن أن تصبح الصدفية أكثر أو أقل حدة مع مرور الوقت، وقد تبدو الصدفية مختلفة حسب المكان الذي تظهر فيه، وقد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا أصبح المرض أشد، ولكن في الواقع، هناك ما أدى إلى تهيجها.
هل الصدفية معدية أم لا؟
بصفتها مرض جلدي شهير، كثيراً ما يتساءل الناس، هل الصدفية معدية من شخص لآخر؟ والإجابة أن الصدفية ليست معدية، نعم رغم غرابة ذلك وعلى عكس أغلب الأمراض الجلدية الأخرى مثل الجرب أو القوباء، فالصدفية لا تسببها بكتيريا معدية أو أي نوع آخر من أنواع العدوى.
الصدفية تكون اضطراب في المناعة الذاتية وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، ويقول الأطباء أن الصدفية لا تنتقل بالتقبيل، أو ممارسة الجنس، أو السباحة في نفسالمساء، فالصدفية تحدث بسبب الجينات وليست بسبب عدم النظافة أو عدوى معينة، ومع ذلك فقد يكون صعباً على معريض الصدفية أن يشعر بتجنب الناس النظر إليه أو التعامل معه وملامسته، لذلك يجب على الطبيب توضيح ذلك لأفراد عائلته والمقربين منه.
العوامل التي تؤدي لتهيج وانتشار الصدفية
بعد أن أجبنا على تساؤل هل الصدفية معدية أم لا، يجب أيضاً النظر في العوامل التي تثير أعراضها، يعتقد الباحثون أن المصابين بالصدفية بسبب عوامل وراثية ووجود جينات المرض في أجسامهم، هم الأكثر عرضة لتطوير المرض وانتشاره، وأن وجود مجموعة من المحفزات الوراثية والبيئية، تجعل الصدفية موجودة، وأيضا اختفائها وظهورها أكثر سوءا مع مرور الوقت.
مهيجات الصدفية
- عدوى في أي مكان في الجسم.
- التدخين.
- إصابة الجلد بجرح، بسبب قطع، أو خدش، أو حرق.
- التعرض لضغط عصبى.
- الهواء الجاف، سواء كان بسبب الطقس أو لتواجده في غرفة ساخنة.
- بعض الأدوية.
- نقص فيتامين (د).
- البدانة.
- الإفراط في تناول الكحول.
كيفية الوقاية من انتشار الصدفية وتهيجها
يركز العلاج على منع إنتاج خلايا الجلد بسرعة كبيرة جدا، ولكن هناك أيضا بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في منع انتشار الصدفية وتهيجها، مثل:
نظام غذائي صحي
الالتزام بنظام غذائي صحي مهم للجميع، ولكنه قد يساعد أيضا في الحد من الصدفية، إذ أشارت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن المرضى بالصدفية تحسنت أعراضهم بعد الحد من تناولهم للكحول والجلوتين، وتناول الأطعمة في وقت متأخر من الليل، كما لوحظ تحسن في أولئك الذين أضافوا أوميغا3 وزيت السمك والخضروات ومكملات فيتامين (د) إلى نظامهم الغذائي.
ولكن لازالت الدراسات العلمية قليلة عن آثار النظام الغذائي على مرض الصدفية، تحدث مع طبيبك حول النظام الغذائي المثالي لك.
تجنب التدخين والكحول
وهذا أمر سهل يمكن القيام به، ويؤدي التدخين والكحول إلى تفاقم الصدفية، لذا يمكنك الحد منهما قدر الإمكان لمنع الصدفية من أن تزداد سوءا، تحدث إلى طبيبك إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في الإقلاع عن التدخين، فيمكنهم التوصية ببرامج للإقلاع عن التدخين والكحول.
حماية بشرتك
حروق الشمس، والجروح، وحتى التطعيمات يمكن أن تؤدي لانتشار الصدفية، هذا النوع من الصدمة على الجلد يمكن أن يسبب استجابة تسمى ظاهرة كوبنر (Koebner phenomenon) يمكن أن تسبب بقع الصدفية في أماكن لا توجد بها عادة، ولتجنب حدوث ذلك، جرب هذه النصائح:
- استخدام واقي الشمس إذا كنت ستتعرض للشمس لفترات طويلة من الزمن.
- اتخاذ المزيد من الحذر لتجنب الجروح أو الخدوش.
- انتبه للقاحات التي تحصل عليها.
تقليل الإجهاد
ليس من السهل دائما التعامل مع الإجهاد وتخفيفه، ويمكن أن يكون لا مفر منه في بعض الأحيان، فأي تغيير مفاجئ في الحياة، مثل الانتقال الوظيفي، أو فقدان أحد أفراد الأسرة، يؤدي إلى الإجهاد المزمن وهو يرتبط بزيادة الصدفية.
إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها في محاولة للحد من الإجهاد:
- الحفاظ على جدول زمني مرن يمكنك التحكم فيه، لتنظيم مهامك.
- البحث عن الوقت للقيام بالأنشطة التي تستمتع بها.
- قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم.
- حافظ على صحة جسمك.
- خذ بضع لحظات كل يوم فقط للتنفس والتأمل.
النوم
الحصول على قسط كافِ من النوم يمكن أن يدعم الجهاز المناعي الخاص بك، ويمكن أن يساعدك على الحفاظ على صحة و وزن الجسم، والتعامل مع الإجهاد، كل هذه الأمور مهمة حتى لا تتهيج الصدفية.
ينصح البالغين بالحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميا، راجع طبيبك إذا كان لديك أي مشكلة في الحصول على قسط كافِ من النوم.
إعادة النظر في بعض الأدوية
الأدوية التالية قد تؤدي لتهيج الصدفية:
- الليثيوم (lithium).
- اللقاحات المضادة للملاريا.
- بروبرانولول (propranolol).
- كينيدين (quinidine).
- إندوميثاسين (indomethacin).
تحدث مع طبيبك إذا كنت تعتقد أن أحد هذه الأدوية يؤثر على مرض الصدفية لديك، وتحدث دائما إلى طبيبك قبل الإقلاع عن التدخين أو تغيير أي من الأدوية الخاصة بك.
ترطيب الجلد
جفاف الجلد بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى الصدفية، تجنب الاستحمام الساخن بشكل مفرط، والذي قد يؤدي لجفاف بشرتك، بعد الاستحمام، جفف بشرتك بشكل جيد، وضع عليها اللوشن غير المعطر لترطيب بشرتك ومنع جفافها.
نتمنى أن يكون المقال ساعدك في التعرف على إجابة التساؤل المطروح، هل الصدفية معدية أم لا، وأسباب انتشار الصدفية، وكيفية الوقاية من ذلك، وإذا كان لديك أي استفسار طبي، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.