القذف المبكر Premature ejaculation
يحدث القذف المبكر عندما يقوم الرجل بإخراج أو قذف المنى مبكراً أثناء الجماع، وهو أمر لا تفضله الشريكة. ويُعتبر القذف المبكر شكوى جنسية معروفة، حيث تتنوع حدة هذه المشكلة، لكن شخص من كل 3 أشخاص تعرضوا لهذه المشكلة في وقت من الأوقات.
ولا تمثل هذه الحالة مشكلة إذا حدثت بشكل نادر، ولكن يمكن أن يتم تشخيصك بهذه الحالة إذا تعرضت للتالي:
- تقوم بالقذف بعد مرور دقيقة من الإيلاج.
- عدم القدرة على تأخير القذف أثناء الجماع في أغلب الأوقات.
- الشعور بالتوتر والإحباط، والميل لتجنب الحميمية الجنسية كنتيجة لذلك.
ويمكن أن تلعب العوامل النفسية والبيولوجية دوراً في حدوث القذف المبكر. وعلى الرغم من أن أغلب الرجال قد تشعر بالحرج أثناء التحدث عن هذه المشكلة، إلا أنها حالة منتشرة ويمكن علاجها.
أعراض القذف المبكر
العرض الرئيسي للقذف المبكر هو عدم القدرة على تأخير القذف لأكثر من دقيقة بعد الإيلاج، ولكن يمكن أن تتكرر هذه المشكلة في جميع المواقف الجنسية، حتى أثناء الاستمناء. ويمكن تصنيف القذف المبكر كالتالي:
مستمر لمدى الحياة (أولي)
يحدث القذف المبكر الأولي في معظم مرات الجماع أو كلها، بِدءً من أول علاقة جنسية حميمية.
المكتسب (الثانوي)
يمكن أن يحدث القذف المبكر المكتسب بعد المرور بعدة تجارب جنسية سابقة بدون حدوث أي مشاكل في عملية قذف المنى. والعديد من الرجال يشعرون أنهم يعانون من الأعراض المصاحبة لهذا الحالة، لكن أعراضهم لا تتطابق مع المعايير التشخيصية لحالة القذف المبكر. وعوضاً عن ذلك، قد يعاني هؤلاء الرجال من حالات قذف مبكر طبيعية ومتغيرة، والتي تتضمن فترات من القذف السريع، بالإضافة إلى فترات من القذف الطبيعي.
ضرورة استشارة الطبيب
تحدث مع طبيبك إذا قمت بالقذف في وقت أبكر عما ترغب به أثناء الجماع. ومن المعتاد أن يشعر الرجال بالحرج بشأن مناقشة مخاوفهم المتعلقة بصحتهم الجنسية، لكن لا تدع ذلك يمنعك من التحدث مع الطبيب، فالقذف المبكر مشكلة منتشرة ويمكن علاجها.
والتحدث مع الطبيب يمكن أن يساعد في تقليل المخاوف التي تشعر بها بشأن هذه الحالة، فيمكن أن تشعر بالطمأنينية عندما تسمع من الطبيب أن القذف المبكر أمر طبيعي، وأن متوسط وقت القذف منذ بداية العلاقة الحميمية، هو 5 دقائق.
أسباب القذف المبكر
السبب الرئيسي لحدوث القذف المبكر غير معروف، على الرغم من أن بعض الخبراء كانوا يعتقدون أن هذه المشكلة تحدث نتيجة سبب نفسي فقط، لكن الأطباء الآن أصبحوا على دراية بأن حالة القذف المبكر تحدث نتيجة عدة عوامل نفسية وبيولوجية.
الأسباب النفسية
تتضمن العوامل النفسية التي يمكن أن تساهم في حدوث هذه الحالة ما يلي:
- الدخول إلى الحياة الجنسية في عمر مبكر.
- العنف الجنسي.
- عدم الثقة في النفس، وخاصة الشكل الخارجي.
- الاكتئاب.
- القلق بشأن القذف المبكر.
- شعور بالذنب، يجعلك تميل إلى سرعة تجربة الأمور الجنسية.
ومن ضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تساهم في حدوث هذه المشكلة ما يلي:
عدم القدرة على الانتصاب
يمكن أن يتعرض بعض الرجال للقذف المبكر، نتيجة شعورهم بالقلق حيال الحفاظ على انتصاب القضيب أثناء الجماع. وقد يكون من الصعب تغيير هذا النمط بعد حدوثه.
القلق
العديد من الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف المبكر، يعانون أيضاً من القلق والتوتر، إما بشأن الأداء الجنسي أو بشأن بشأن أمور أخرى.
مشاكل في العلاقة
إذا كنت تحصل على علاقة جنسية مرضية، وبدون حدوث مشاكل في القذف أو حدوثها بشكل نادر، مع أشخاص آخرين، فمن المحتمل أن تكون المشاكل الشخصية بينك وبين زوجتك أو شريكتك الحالية، سبباً في حدوث القذف المبكر.
الأسباب البيولوجية
يوجد عدد من العوامل البيولوجية التي يمكن أن تساهم في حدوث القذف المبكر، ومن ضمنها:
- وجود خلل في مستويات الهرمونات.
- مستويات غير طبيعية من المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ والتي تُعرف بإسم الناقلات العصبية.
- وجود التهاب أو عدوى في البروستاتا أو الإحليل (قناة مجرى الدم).
- صفات معينة موروثة.
عوامل خطر القذف المبكر
توجد عدة عوامل يمكن أن تُزيد من خطر حدوث القذف المبكر، ومن ضمنها:
- عدم القدرة على الانتصاب.
- التوتر.
مضاعفات القذف المبكر
يمكن أن تتسبب حالة القذف المبكر في حدوث مشاكل في الحياة الشخصية، ومن ضمنها ما يلي:
- التوتر ومشاكل في العلاقة.
- مشاكل في الخصوبة، خاصة لدى الأزواج الذين يحاولون الحصول على طفل، نتيجة عدم حدوث القذف داخل المهبل.
تشخيص القذف المبكر
سوف يقوم الطبيب بالسؤال عن تاريخك الصحي، وقد يقوم بعمل فحص جسدي، إلى جانب السؤال عن حياتك الجنسية. وإذا كنت تعاني من القذف المبكر وصعوبة في الانتصاب، فقد يقوم الطبيب بطلب بعض فحوصات الدم، للتحقق من مستوى هرمون الذكورة لديك (التستوستيرون)، أو بعض الفحوصات الأخرى.
وفي بعض الحالات، قد يقترح الطبيب أن تذهب لاستشارة طبيب متخصص في المسالك البولية أو طبيب صحة عقلية متخصص في علاج حالات ضعف الانتصاب الجنسي.
علاج القذف المبكر
تتضمن خيارات العلاج المعروفة لعلاج القذف المبكر بعض التقنيات السلوكية والمخدر الموضعي والأدوية والمشورة الطبية. وتذكر أن إيجاد العلاج المناسب لك يمكن أن يتطلب وقتاً. والعلاج السلوكي إلى جانب علاج الأدوية يمكن أن يكون أكثر الطرق فاعلية.
التقنيات السلوكية
يمكن أن يتضمن علاج القذف المبكر في بعض الحالات، اتباع بعض الخطوات البسيطة مثل الاستمناء لمدة ساعة أو ساعتين قبل الجماع، حتى تستطيع تأخير القذف أثناء العلاقة. وقد يقترح الطبيب أيضاً تجنب الجماع لمدة من الوقت، والتركيز على بعض المداعبات الجنسية الأخرى، لتخفيف الضغط الذي تشعر به أثناء العلاقة.
تمارين قاع الحوض
يمكن أن تؤثر عضلات قاع الحوض الضعيفة على قدرتك على القذف، وتمارين قاع الحوض والتي تُعرف بـ تمارين كيجل، يمكن أن تساعد في تقوية هذه العضلات. ولأداء هذه التمارين يجب القيام بالتالي:
إيجاد العضلات المناسبة
لمعرفة عضلات قاع الحوض، توقف عن التبول في المنتصف أو قم بشد العضلات التي تساعدك على عدم إطلاق الغازات، فهذه الطرق تقوم باستخدام عضلات قاع الحوض. وبمجرد تعرفك على هذه العضلات، يمكنك القيام بتلك التمارين في أي وضعية، على الرغم من أنك ستجد أن القيام بهم أثناء الاستلقاء في بداية الأمر أسهل .
إتقان التقنية
قم بشد عضلات قاع الحوض، وحافظ على تركيزك لمدة ثلاث ثواني، ثم استرخي لمدة ثلاث ثواني. وقم بتجربة ذلك عدة مرات متتالية، وعندما تُصبح عضلاتك أقوى، قم بتجربة تمارين كيجل أثناء الجلوس أو الوقوف أو المشي.
الحفاظ على التركيز
للحصول على نتائج أفضل، قم بالتركيز على شد عضلات قاع الحوض، واحرص على عدم ثني العضلات في البطن، الفخذين أو الأرداف. وتجنب إمساك تنفسك، وعوضاً عن ذلك، قم بالتنفس بحرية أثناء القيام بالتمارين.
التكرار
قم بتكرار تلك التمارين 3 مرات في اليوم، وحاول القيام بثلاثة مجموعات، وتكرارهم عدة مرات أثناء اليوم.
تقنية التوقف والضغط
يمكن أن يقوم الطبيب بتوجيهك أنت وشريكك لتعلم طريقة تُعرف بتقنية التوقف والضغط، وتعمل هذه التقنية كالتالي:
- بدء النشاط الجنسي بالطريقة المعتادة، بما في ذلك تحفيز القضيب، حتى تشعر أنك مستعد للقذف.
- جعل الشريكة تضغط على نهاية القضيب، والحفاظ على هذا الضغط لعدة ثواني، لحين زوال الرغبة في القذف.
- جعل الشريكة تقوم بتكرار عملية الضغط، عند الحاجة.
وتكرار هذه التقنية كلما تطلب الوضع ذلك، يمكن أن يجعلك تصل لمرحلة الإيلاج بدون حدوث أي قذف مبكر. وبعد عدة مرات، يمكن أن تُصبح طريقة تأخير القذف عادة، ولا يتطلب الوضع تنفيذ تقنية التوقف والضغط مرة أخرى.
وإذا تسببت هذه التقنية في حدوث ألم أو شعور بعدم الراحة، فيمكن تجربة تقنية أخرى تُعرف بتقنية التوقف والبدء، حيث تعنمد هذه التقنية على وقف التحفيز الجنسي مباشرة قبل قذف المنى، والانتظار لحين اختفاء مستوى الإثارة، ثم البدء مجدداً.
الواقي الذكري
يمكن أن يقلل الواقي الذكري من حساسية القضيب، مما يساعد في تأخير عملية القذف، حيث يمكن أن تحتوي الواقيات الذكرية على عوامل مخدرة، أو يمكن أن تكون مصنوعة من مادة اللاتكس، ولكن يكون هذا النوع من اللاتكس أكثر سماكة، مما يساعد على تأخير عملية القذف.
الأدوية
المخدر الموضعي
تستخدم الكريمات والرذاذت المخدرة التي تحتوي على عامل مخدر مثل بنزوكائين أو يدوكائين أو بريلوكائين، في علاج حالات القذف المبكر في بعض الأوقات، حيث يتم وضع هذه المنتجات لمدة 10 أو 15 دقيقة قبل الجماع، لتقليل الشعور بالإثارة، ولتساعد في تقليل القذف.
وعلى الرغم من أن هذه المنتجات فعالة، ويمكن تحملها، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية المحتملة، فبعض الرجال يفقدون القدرة على الشعور بشكل مؤقت، وتنخفض لديهم القدرة على الاستمتاع باللذة الجنسية، واشتكت بعض النساء أيضاً من ظهور تلك الآثار.
الأدوية الفموية
يمكن أن تساعد العديد من الأدوية في تأخير الشعور بالنشوة، وعلى الرغم من أنه لم يتم الموافقة على أياً من هذه الأدوية من قِبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج القذف المبكر، إلا أن بعضها يُستخدم لهذا الغرض، بما في ذلك مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم الرباعية ومثبطات إنزيم فسفودايستريز. ويمكن أن يتم وصف هذه الأدوية عند الطلب أو للاستخدام اليومي، ويمكن وصفها بمفردها أو بجانب الأدوية الأخرى المستخدمة.
المشورة
تتضمن هذه التقنية التحدث مع طبيب نفسي بشأن العلاقات الشخصية والتجارب والخبرات الخاصة بك، فيمكن أن تساعدك الجلسات مع الطبيب النفسي على تقليل القلق المصاحب للأداء الجنسي، وإيجاد طرق أفضل للتكيف مع التوتر. ويمكن أن تساعد المشورة بشكل أفضل عند جمعها مع العلاج المعتمد على الأدوية.
وعند الإصابة بحالة القذف المبكر، يمكن أن تشعر أنك فقدت بعضاً من الحميمية مع الشريكة، وقد تشعر بالغضب والخجل والضيق، وقد ينتج عن ذلك، ابتعادك عنها.
وقد تشعر الشريكة بالضيق أيضاً بسبب التغير الذي حدث في الحميمية الجنسية، فهذا الحالة يمكن أن تجعل الأزواج يشعرون بالتواصل بصورة أقل أو بالألم. والتحدث عن المشكلة خطوة مهمة، ويمكن أن تساعد المشورة والعلاج الجنسي أيضاً في التخلص من هذه المشكلة.
الدواء البديل
لقد تمت دراسة عدة علاجات دوائية متعلقة بهذه الحالة، بما في ذلك اليوجا والتأمل والوخز بالإبر، لكن يحتاج الأمر المزيد من الأبحاث لتقييم فاعلية هذه العلاجات.
الاستعداد لموعد الطبيب
من الطبيعي أن تشعر بالحرج عند التكلم عن مشاكلك الجنسية، لكن يمكن أن تثق أن طبيبك قام بمثل هذه المحادثات من قبل مع مرضى آخرين، فمشكلة القذف المبكر تُعتبر مشكلة منتشرة، ويمكن علاجها. ويمكنك الاستعداد لموعد الطبيب عن طريق التالي:
- معرفة أي تعليمات سابقة للموعد، وأي قيود يجب اتباعها قبل الذهاب للطبيب.
- كتابة الأعراض التي تشعر بها مثل، عدد المرات التي تقوم بها بالقذف مبكراً، ومتى يحدث هذا.
- تسجيل التاريخ الجنسي الخاص بك، وهل كانت لك علاقات حنسية أخرى، ومتى بدأت النشاط الجنسي، وهل واجهت مشاكل مع عملية القذف من قبل، وما كانت الظروف المحيطة لهذه المشكلة.
- كتابة أي حالات طبية تم تشخيصك بها بما في ذلك، الحالات النفسية والعقلية. وقم أيضاً بذكر أسماء ومدى فاعلية الأدوية التي تتناولها حالياً أو قمت بتناولها من قبل، بما في ذلك الأدوية الغير موصوفة.
- عمل قائمة بجميع الأسئلة التي ترغب بطرحها على الطبيب، للاستفادة من الموعد بأكبر قدر ممكن.
ومن ضمن الأسئلة التي يمكنك طرحها على الطبيب ما يلي:
- ماذا يمكن أن يكون سبب حدوث الحالة التي أعاني منها؟
- ما هي الفحوصات التي تقترحها؟
- ما هي طرق العلاج التي توصي بها؟
- متى يمكنني توقع حدوث تحسن، بعد البدء بالعلاج؟
- ما مدى التحسن الذي يمكنني توقعه؟
- هل أنا معرض للإصابة بهذه المشكلة مرة أخرى؟
- هل توجد أي بدائل للدواء الموصوف؟
- هل توجد أي مواد تعليمية مطبوعة يمكنني الاستعانة بها؟ وما هي المواقع التي تنصح بزيارتها؟
ويمكن أن يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة الشخصية جداً، ويمكن أن يرغب في التحدث مع الشريكة، لإيجاد أفضل طريقة لعلاج المشكلة التي تعاني منها. ومن ضمن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الطبيب ما يلي:
- كم مرة تتعرض لحالة القذف المبكر؟
- متى تعرضت لهذه المشكلة أول مرة؟
- هل تتعرض لهذه المشكلة مع أشخاص معينين؟
- هل تتعرض لهذه المشكلة عندما تقوم بالاستمناء؟
- هل تتعرض لهذه المشكلة أثناء جميع العلاقات الجنسية؟
- كم مرة تقوم بالعلاقة الجنسية؟
- إلى أي حد تزعجك هذه المشكلة؟
- إلى أي حد تنزعج الشريكة بسبب هذه المشكلة؟
- هل تشعر بالرضا في علاقتك الحالية؟
- هل تعاني من صعوبة في الانتصاب؟
- هل تتناول أي أدوية؟ وإذا كنت تتناول، ما هي الأدوية التي تتناولها حالياً، أو الأدوية التي توقفت عن تناولها مؤخراً؟
- هل تتعاطى المخدرات؟
ويُعتبر أخذ قرار التحدث مع الطبيب خطوة مهمة، وفي هذه الأثناء، يمكنك التفكير في طرق أخرى للتواصل مع الشريكة. وعلى الرغم من أن مشكلة القذف المبكر يمكن أن تتسبب في حدوث قلق وتوتر في العلاقة، إلا أنها حالة يمكن علاجها.