مرض السكري النوع الاول Type 1 diabetes

مرض السكري النوع الاول Type 1 diabetes

مرض السكري النوع الاول هو حالة مزمنة حيث يقوم البنكرياس بإنتاج كمية قليلة من الأنسولين أو لا ينتج أياً منه على الإطلاق. والأنسولين هو هرمون يسمح للسكر (الجلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة.

وبعض العوامل المختلفة، بما فى ذلك بعض العوامل الجينية والفيروسات يمكن أن تتسبب فى حدوث مرض السكري النوع الاول، على الرغم من أن هذا النوع يظهر عادة خلال مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ، ويمكن أن يحدث للبالغين.

أعراض مرض السكري النوع الاول

يمكن أن تظهر أعراض مرض السكري النوع الاول بشكل مفاجئ، ويمكن أن تتضمن تلك الأعراض ما يلى:

  • عطش متزايد.
  • حاجة مستمرة للتبول.
  • التبول اللاإرادي أثناء النوم عند الأطفال الذين لم يعانوا من هذه المشكلة من قبل.
  • جوع شديد.
  • خسارة وزن غير مقصودة.
  • سرعة الغضب، وتغيرات مزاجية أخرى.
  • الشعور بالتعب والضعف.
  • رؤية ضبابية.

 

ضرورة استشارة الطبيب

قم باستشارة الطبيب إذا لاحظت ظهور أياً من الأعراض السابقة لديك أو لدى طفلك.

أسباب مرض السكري النوع الاول

السبب الرئيسي لحدوث مرض السكري النوع الاول غير معروف، فعادة يقوم الجهاز المناعي للجسم، الذي يقوم بمحاربة البكتيريا الضارة والفيروسات، بتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين (جزر لانغرهانس) فى البنكرياس عن طريق الخطأ. وقد تتضمن بعض الأسباب المحتملة الأخرى ما يلى:

  • العوامل الوراثية.
  • التعرض لبعض الفيروسات وبعض العوامل البيئية الأخرى.

دور الأنسولين

عند حدوث ضرر لعدد كبير من الخلايا الجزيرية (جزر لانغرهانس) الموجودة فى البنكرياس، سوف تُنتج هذه الخلايا كمية قليلة من الأنسولين أو تتوقف عن إنتاجه كلياً، حيث:

  • يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين داخل مجرى الدم.
  • يتحرك الأنسولين، مما يسمح للسكر بدخول الخلايا.
  • يقوم الأنسولين بتقليل كمية السكر داخل مجرى الدم.
  • وبانخفاض مستوى سكر الدم، يقل إفراز الأنسولين من البنكرياس.

دور الجلوكوز

الجلوكوز هو مادة سكرية تُعتبر مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا المكونة للعضلات والأنسجة الأخرى.

  • يأتي الجلوكوز من مصدرين مهمين: الطعام والكبد.
  • يتم امتصاص السكر داخل مجرى الدم، حيث يدخل إلى الخلايا بمساعدة الأنسولين.
  • يقوم الكبد بتخزين الجلوكوز على هيئة مادة الجليكوجين.
  • وعند انخفاض مستويات الجلوكوز والذي يمكن أن يحدث نتيجة عدم تناول الطعام لفترة طويلة، يقوم الكبد بتكسير الجليكوجين المخزن إلى جلوكوز، لإبقاء مستويات الجلوكوز فى وضع طبيعي.

وفى حالة مرض السكري النوع الاول، لا يوجد أنسولين ليسمح بدخول الجلوكوز داخل الخلايا، لذلك يتراكم السكر فى مجرى الدم، ويمكن أن يتسبب هذا فى حدوث مضاعفات تهدد الحياة.

عوامل الخطر لمرض السكري النوع الاول

تتضمن بعض عوامل الخطر المعروفة لمرض السكري النوع الاول ما يلى:

  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بمرض السكري النوع الاول، يُزيد من خطر الإصابة به فى أجيال متلاحقة.
  • وجود بعض الجينات المعينة التى تُشير إلى خطر ظهور مرض السكري النوع الاول.
  • تزداد فرص حدوث مرض السكري النوع الاول كلما تم الابتعاد عن خط الاستواء.
  • عادة ما يظهر هذا المرض فى مرحلتين بارزتين، يظهر عند الأطفال ما بين عمر الرابعة والسابعة، ويظهر عند الأطفال ما بين عمر العاشرة والرابعة عشر.

مضاعفات مرض السكري النوع الاول

مضاعفات مرض السكري النوع الاول يمكن أن تؤثر على أعضاء مهمة فى الجسم بمرور الوقت من ضمنها، القلب، الأوعية الدموية، الأعصاب، العينين والكلى. والحفاظ على سكر الدم فى مستوى طبيعي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأى مضاعفات. ولكن حدوث أى مضاعفات يمكن أن يتسبب فى:

أمراض القلب والأوعية الدموية

يزيد مرض السكري النوع الاول من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، بما فى ذلك، مرض الشريان التاجي المصحوب بألم صدري (ذبحة)، الأزمة القلبية، السكتة، ضيق الشرايين (تصلب الشرايين) وارتفاع ضغط الدم.

ضرر عصبي (الاعتلال العصبي)

وجود نسبة مرتفعة من السكر يمكن أن يتسبب فى حدوث ضرر لجدران الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات الدموية) التى تقوم بتغذية الأعصاب، خاصة فى الرجلين. وقد يتسبب هذا فى حدوث شعور بالوخز، التنميل، الخدر، الحرقة أو ألم عادة ما يبدأ فى مقدمة أصابع الأرجل أو أصابع اليد، وينتشر لأعلى. وعدم التحكم فى مستوى سكر الدم يمكن أن يتسبب فى خسارة حاسة اللمس فى جميع الأطراف المصابة.

حدوث ضرر لأعصاب الجهاز الهضمي يمكن أن يتسبب فى حدوث مشاكل ينتج عنها، الغثيان، التقيؤ، الاسهال أو الإمساك، وحدوث ضعف فى الانتصاب عند الرجال.

ضرر فى الكلى (اعتلال الكلية)

تحتوي الكليتين على ملايين من تجمعات الأوعية الدموية الدقيقة التى تقوم بتنقية الدم من الفضلات. ويمكن أن يتسبب مرض السكري النوع الاول فى حدوث ضرر لعملية الفلترة الدقيقة التي تحدث، وحدوث هذا الضرر يمكن أن يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي أو الإصابة بالمرحلة الأخيرة من مرض الكلية التى تتطلب غسيل الكلى أو عملية زرع كلية.

ضرر فى العين

يمكن أن يتسبب مرض السكري النوع الاول فى حدوث ضرر لشبكية العين (اعتلال الشبكية السكري)، مما قد يؤدي إلى العمى. ويمكن أن يتسبب السكري فى زيادة خطر الإصابة بعدة حالات مرضية خطيرة مثل، إعتام عدسة العين والزرق.

ضرر فى القدم

حدوث ضرر لأعصاب القدم أو ضعف تدفق الدم إلى القدمين يمكن أن يُزيد من خطر الإصابة بالعديد من المضاعفات. وفى حالة عدم العلاج، يمكن أن تتحول البثور والجروح إلى التهابات خطيرة تتطلب بتر إحدى الأصابع، إحدى القدمين، أو إحدى الرجلين.

ضرر فى الجلد والفم

يمكن أن يتسبب مرض السكري النوع الاول فى حدوث التهابات فى الجلد والفم بما فى ذلك، الالتهابات البكترية والفطرية. ويزيد احتمال الإصابة بـ التهاب اللثة وجفاف الفم.

مضاعفات الحمل

ارتفاع مستويات سكر الدم يمكن أن يكون خطيراً لكل من الأم والطفل، فعدم التحكم فى هذه المستويات المرتفعة يمكن أن يتسبب فى حدوث الإجهاض، ولادة جنين ميت أو حدوث عيوب خلقية.

وبالنسبة للأم، يمكن أن يتسبب مرض السكري فى زيادة خطر الإصابة بـ الحُماض الكيتوني السكري، اعتلال الشبكية السكري، ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.

الوقاية من مرض السكري النوع الاول

لا يوجد طريقة معروفة للوقاية من مرض السكري النوع الاول، لكن يعمل الخبراء على إيجاد طرق لمنع تطور المرض أو حدوث ضرر للخلايا الجزيرية البنكرياسية عند الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً.

تشخيص مرض السكري النوع الاول

اختبارات السكر

يمكن أن تتضمن اختبارات التشخيص ما يلى:

اختبار الهيموجلوبين السكري (A1C)

يوضح هذا الاختبار متوسط مستوى سكر الدم خلال الشهرين أو الثلاث شهور الماضية، حيث يقوم بقياس نسبة سكر الدم المتصل بالبروتين الحامل للأكسجين فى خلايا الدم الحمراء (الهيموجلوبين)، وكلما ارتفعت مستويات سكر الدم، كلما زادت نسبة الهيموجلوبين المتصل بالسكر.

وإذا كان مستوى الاختبار يصل إلى 6.5% أو أعلى خلال مرتين مختلفتين، فهذا يُعتبر مؤشر للإصابة بمرض السكري. وفى حالة عدم توافر الاختبار، أو وجود حالات معينة تُعيق من عمل الاختبار مثل، الحمل أو وجود نوع غير معروف من الهيموجلوبين (بديل الهيموجلوبين)، فقد يستخدم الطبيب إحدى الاختبارات التالية:

اختبار سكر الدم العشوائي

يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة من الدم فى وقت عشوائي، وقد يتم تأكيد الاختبار عن طريق إعادته مرة أخرى، ويتم التعبير عن نسب سكر الدم عن طريق الملليجرامات لكل ديسيلتر أو المليمول لكل لتر. وإذا كان مستوى عينة سكر الدم العشوائية 200 ملليجرام / ديسيلتر أو أعلى مهما كان موعد تناول آخر وجبة، فهذا قد يُشير إلى الإصابة بمرض السكري، وخاصة إذا كانت هذه النسبة مصحوبة ببعض أعراض مرض السكري مثل، الحاجة المتكررة للتبول والعطش الشديد.

فحص سكر الدم أثناء الصيام

يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة من سكر الدم بعد صيام ليلة، فإذا كان مستوى سكر الدم أقل من 100 ملليجرام / ديسيلتر، فتُعتبر هذه النسبة طبيعية. وإذا تراوح مستوى سكر الدم ما بين 100 و 125، فيُعتبر هذا مؤشر للإصابة بـ حالة ما قبل السكري، وإذا كان المستوى 126 أو أعلى بعد القيام بالاختبار لمرتين مختلفتين، فهذا دليل على الإصابة بمرض السكري.

وإذا تم تشخيصك بمرض السكري، فقد يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات للبحث عن الأجسام المضادة المصاحبة لمرض السكري النوع الاول، حيث تساعد هذه الفحوصات الطبيب فى التفريق بين النوع الأول والثاني عند عدم التأكد من التشخيص. ووجود الكيتونات (منتجات ثانوية تنتج من تكسير الدهون) فى البول يُشير أيضاً إلى الإصابة بمرض السكري النوع الاول وليس النوع الثاني.

ما بعد تشخيص مرض السكري النوع الاول

سوف تقوم بزيارة الطبيب بانتظام بعد التشخيص، لمناقشة كيفية التحكم فى هذا المرض، وخلال هذه الزيارات، سوف يقوم الطبيب بفحص مستويات الهيموجلوبين السكري، وقد تختلف المستويات المستهدفة باختلاف الأعمار وبعض العوامل الأخرى، ولكن الجمعية الأمريكية للسكري توصى أن تكون مستويات الهيموجلوبين السكري أقل من 7%، أو بطريقة أخرى يكون متوسط معدل الجلوكوز 154 ملليجرام / ديسيلتر.

وعلى الرغم من وجود فحوصات سكر الدم اليومية والمتكررة، يستطيع اختبار الهيموجلوبين السكري أن يوضح مدى نجاح خطة علاج مرض السكري، فارتفاع مستوى الهيموجلوبين السكري يمكن أن يكون مؤشراً لضرورة القيام بتغيير فى نظام الأنسولين المتبع أو خطة الطعام أو كلاهما.

وبجانب اختبار الهيموجلوبين السكري، سوف يقوم الطبيب بأخد عينات للدم والبول بصورة دورية لفحص مستويات الكوليسترول ووظيفة الغدة والكبد والكليتين. وسوف يقوم الطبيب أيضاً بفحص ضغط الدم واختبار الأماكن التى يمكنك الإستعانة بها لفحص سكر الدم ومدى توصيل الأنسولين إلى الخلايا.

علاج مرض السكري النوع الاول

علاج السكري

يتضمن علاج مرض السكري النوع الاول ما يلى:

  • تناول الأنسولين.
  • حساب نسبة الكربوهيدرات، الدهون والبروتين.
  • تناول أطعمة صحية.
  • أداء التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن طبيعي.

وهدف العلاج هو الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن الوضع الطبيعي وتأخير أو منع حدوث أى مضاعفات. والهدف العام هو الحفاظ على مستوى سكر الدم خلال النهار وقبل الوجبات ما بين 80 و 130 ملليمتر / ديسيلتر، وألا تكون النسبة بعد تناول الوجبات بمدة ساعتين أعلى من 180.

الأنسولين وأدوية أخرى

أى شخص يعاني من مرض السكري النوع الاول يحتاج إلى استخدام الأنسولين لمدى الحياة. وتوجد أنواع عديدة للأنسولين ومن ضمنها ما يلى:

  • الأنسولين قصير المفعول (المعتاد)
  • الأنسولين سريع المفعول.
  • الأنسولين متوسط المفعول.
  • الأنسولين طويل المفعول.

ولا يمكن تناول الأنسولين عن طريق الفم لخفض نسبة سكر الدم لأن إنزيمات المعدة سوف تعمل على تكسير الأنسولين، مما يُعيقه من القيام بوظيفته. ويتم استخدام الأنسولين عن طريق الحقن أو مضخة الأنسولين.

أدوية أخرى

يمكن وصف بعض الأدوية الأخرى للأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الاول مثل:

  • أدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • الاسبرين.
  • أدوية خفض الكوليسترول.

مراقبة سكر الدم

طبقاً لنوع علاج الأنسولين المتبع أو المطلوب، يجب فحص وتسجيل مستوى سكر الدم لأربعة مرات يومياً على الأقل. وأوصت الجمعية الأمريكية للسكري بفحص مستويات سكر الدم قبل تناول الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة، قبل النوم، قبل أداء التمارين الرياضية، قبل القيادة وفى حالة الشك فى انخفاض سكر الدم.

والمراقبة المستمرة والدقيقة هى الطريقة الوحيدة للتأكد من أن مستوى سكر الدم فى الوضع الطبيعي، والمراقبة المستمرة يمكن أن تقلل من مستويات الهيموجلوبين السكري. وعلى الرغم من استخدام الأنسولين وتناول الطعام بصورة منتظمة، إلا أن مستويات سكر الدم يمكن أن تتغير بصورة لا يمكن توقعها.

ويجب معرفة كيفية تغير مستوى سكر الدم كاستجابة للطعام، الحركة، المرض، الأدوية، التوتر، التغيرات الهرمونية والكحوليات. ويُعتبر جهاز مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGM) هو أحدث الطرق لمراقبة مستويات سكر الدم، ويمكن أن يساعد فى الوقاية من نقص السكر فى الدم. ويمكن أن يقلل هذا الجهاز من مستويات الهيموجلوبين السكري عند الأشخاص الذين تخطى عمرهم 25 عاماً.

يتم توصيل أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة بالجسم عن طريق استخدام إبرة رفيعة تحت الجلد، وتقوم بفحص مستوى جلوكوز الدم كل عدة دقائق. ولم يتم اعتبار هذه الأجهزة دقيقة كالفحوصات الاعتيادية لمراقبة سكر الدم بعد، لذلك ما زال من المهم فحص مستويات سكر الدم بشكل يدوي.

الأكل الصحي ومراقبة الكربوهيدرات

لا توجد حمية خاصة بمرض السكري، لكن من المهم اتباع حمية غذائية تعتمد على المواد الغذائية والأطعمة قليلة الدهون والغنية بالألياف مثل:

  • الفاكهة.
  • الخضراوات.
  • حيوب القمح الكاملة.

وسوف يقترح خبير التغذية التقليل من تناول المنتجات الحيوانية أو الكربوهيدرات المكررة مثل، الخبز الأبيض والحلويات، وهذه الحمية الغذائية الصحية موصى بها حتى للأشخاص الغير مصابين بمرض السكري. وسوف تحتاج إلى تعلم حساب كمية الكربوهيدرات الموجودة فى الأطعمة التي تتناولها.

النشاط الجسدي

يحتاج الجميع إلى القيام ببعض التمارين الرياضية بصورة منتظمة، ولا يُستثنى من ذلك الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الاول. وقم بالحصول على موافقة الطبيب فيما يتعلق بأداء التمارين الرياضية، ثم قم باختيار الأنشطة التى تستمع بها مثل، المشي أو السباحة، واجعل هذه الأنشطة جزء من روتينك اليومي.

وقم بتحديد 150 دقيقة على الأقل خلال الأسبوع لأداء التمارين الرياضية، مع الحرص على عدم مرور يومين بدون أى تمارين. وفيما يخص الأطفال، يجب تحديد ساعة على الأقل يومياً للنشاط الجسدى.

تذكر أن النشاط الجسدي يقوم بخفض سكر الدم، فإذا قمت بممارسة نشاط جسدي جديد، قم بفحص مستوى سكر الدم أكثر من الوضع المعتاد، حتى تعرف كيف يُؤثر هذا النشاط على مستويات سكر الدم. وقد تحتاج إلى تعديل خطة الغذاء المتبعة وجرعات الأنسولين لتعويض زيادة النشاط.

بعض المخاوف الظرفية

توجد بعض الظروف الحياتية التى تستدعي بعض الاعتبارات المختلفة ومنها:

  • القيادة، فيمكن أن يحدث نقص سكر الدم فى أي وقت، لذلك من الجيد فحص مستوى سكر الدم قبل القيادة.
  • العمل، فيمكن أن تتسبب الإصابة بمرض السكري النوع الاول فى حدوث بعض التحديات فى مكان العمل، فإذا كانت الوظيفة تتطلب القيادة أو إدارة الآلات الثقيلة، فيمكن أن يتسبب نقص سكر الدم فى حصول بعض المخاطر الخطيرة لك ولمن حولك.
  • الحمل، فينصح الخبراء بعمل فحص قبل الحمل، وأن نسبة الهيموجلوبين السكري يجب أن تكون أقل من 6.5 % قبل محاولة الحمل.
  • التقدم فى العمر، فالأشخاص الذين يعانون من الضعف الجسدي أو المرض أو بعض المشاكل الصحية الأخرى، يمكن أن يكون التحكم الدقيق فى سكر الدم غير عملي وقد يُزيد من نسبة خطر الإصابة بنقص السكر فى الدم.

علامات تدل على وجود مشاكل

على الرغم من المجهود المبذول، إلا أن بعض المشاكل يمكن أن تظهر، وبعض المضاعفات قصيرة المدى التى تحدث نتيجة الإصابة بمرض السكري النوع الاول مثل نقص السكر فى الدم، تحتاج إلى رعاية طبية فورية.

نقص سكر الدم

تحدث هذه الحالة عندما ينخفض مستوى السكر فى الدم إلى أقل من المستوى المستهدف، لذلك قم بسؤال الطبيب ما هى نسبة سكر الدم التي يمكن أن يُطلق عليها انخفاض مستوى سكر الدم. ويمكن أن تقل مستويات سكر الدم لأسباب عديدة من ضمنها، عدم تناول الوجبات، تناول كمية كربوهيدرات أقل من النسبة التى يجب تناولها، القيام بنشاط جسدي أعلى من المعتاد أو حقن نسبة مرتفعة من الأنسولين.

وقم بمعرفة أعراض نقص السكر فى الدم، وقم بفحص مستوى سكر الدم إذا كنت تعتقد أنه منخفض. ومن الأعراض المبكرة المصاحبة لنقص السكر فى الدم ما يلى:

  • التعرق.
  • الرعشة.
  • الجوع.
  • الدوخة أو الدوار.
  • نبضات قلب سريعة أو غير منتظمة.
  • الشعور بالتعب.
  • الصداع.
  • رؤية ضبابية.
  • سرعة الغضب.

ومن الأعراض التى تظهر بصورة متأخرة عند حدوث نقص السكر فى الدم، والتي يمكن اعتبارها عن طريق الخطأ فى بعض الأحيان أعراض تسمم الكحول عند المراهقين والبالغين:

  • الفتور.
  • الارتباك.
  • تغيرات سلوكية، وأحياناً تكون درامية.
  • ضعف فى قدرات التنسيق.
  • التشنجات.

حدوث نقص سكر الدم أثناء الليل يمكن أن يتسبب فى حدوث العرق الشديد أو الصداع، ونتيجة حدوث تأثير ارتدادي طبيعي، يمكن أن يتسبب نقص سكر الدم الليلي في ارتفاع سكر الدم بشكل غير طبيعي أثناء الليل، ويظهر ذلك عند قياسه فى الصباح الباكر، وتُعرف هذه الحالة بظاهرة سوموجي. وإذا كانت قراءة نسبة سكر الدم منخفضة فقم بالتالى:

  • تناول 15 أو 20 جراماً من الكربوهيدرات سريعة التأثير مثل، عصير الفاكهة، أقراص الجلوكوز، الحلوى الصلبة، الصودا العادية أو أى مصدر آخر للسكر. وتجنب الأطعمة المليئة بالدهون، حيث لا تعمل على رفع سكر الدم بصورة سريعة لأن الدهون تُبطئ من عملية امتصاص السكر.
  • قم بقياس نسبة سكر الدم مرة أخرى بعد مرور 15 دقيقة للتأكد من أنه فى وضع طبيعي.
  • فى حالة استمرار انخفاضه، قم بتناول كمية أخرى من الكربوهيدرات بنفس الحجم السابق وقم بإعادة الفحص بعد مرور 15 دقيقة أخرى.
  • قم بتكرار هذه العملية لحين الوصول إلى قراءة طبيعية.
  • قم بتناول طعام يحتوى على عناصر مختلفة مثل، زبدة الفول السوداني أو المقرمشات لتساعد فى إعادة سكر الدم إلى وضعه الطبيعي.

عدم علاج نقص سكر الدم قد يتسبب فى حدوث فقدان للوعي، ويتطلب هذا الوضع الحصول على حقنة طارئة من الغلوكاكونُ (هرمون يحفز إطلاق السكر فى الدم). واحرص دائماً على وجود عدة طوارئ تحتوي على الغلوكاكون فى المنزل، العمل وعند الخروج، وقم بتعليم أفراد العائلة وأصدقائك كيفية استعمال هذه العدة، ليساعدوك عند حدوث أى حالة طارئة.

صعوبة الشعور بنقص سكر الدم

قد يفقد بعض الأشخاص القدرة على الإحساس بانخفاض مستويات سكر الدم، وتُعرف هذه الحالة بصعوبة الشعور بنقص سكر الدم، فلا يُظهر الجسم أي رد فعل تجاه انخفاض سكر الدم مثل الدوخة أو الصداع. وكلما تكررت الإصابة بنقص سكر الدم، كلما زادت حالة صعوبة الشعور بنقص سكر الدم.

وإذا استطعت تجنب التعرض إلى نوبة نقص سكر الدم لعدة أسابيع، فقد تستعيد القدرة على الشعور بانخفاض مستويات سكر الدم. وزيادة مستوى سكر الدم المستهدف (ما بين 80 إلى 120 ملليجرام / ديسيلتر) بصورة مؤقتة فى بعض الأحيان، يمكن أن يساعد فى زيادة نسبة الشعور بنقص سكر الدم.

ارتفاع سكر الدم

يمكن أن ترتفع نسبة السكر في الدم لعدة أسباب ومن ضمنها، تناول الطعام بشكل مفرط، تناول أنواع غير صحية من الأطعمة، عدم استخدام الأنسولين بصورة كافية أو محاربة مرض ما. وانتبه عن ظهور الأعراض التالية:

  • الحاجة المستمرة للتبول.
  • العطش المتزايد.
  • رؤية ضبابية.
  • الشعور بالتعب.
  • سرعة الغضب.
  • الجوع.
  • صعوبة فى التركيز.

وإذا كنت تعتقد أنك مصاب بارتفاع سكر الدم، وإذا كانت نسبة سكر الدم أعلى من المستوى الطبيعي، فسوف تحتاج إلى استخدام جرعة “تصحيحية” من الأنسولين لإعادة مستوى سكر الدم إلى وضعه الطبيعي.

الحماض الكيتوني السكري

إذا كانت الخلايا تعاني من نقص فى الطاقة، فقد يبدأ الجسم في تكسير الدهون، مما قد يتسبب فى وجود أحماض مسممة تُعرف بالكيتونات. والحماض الكيتوني السكري حالة صحية طارئة تهدد الصحة. وتتضمن أعراض هذه الحالة ما يلى:

  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • ألم فى المعدة.
  • رائحة فم تشبه رائحة الفاكهة والحلويات.
  • خسارة فى الوزن.

وإذا كنت تشك فى وجود الحُماض الكيتوني، قم بفحص البول للبحث عن وجود أي كيتونات، فإذا كانت نسبة الكيتونات مرتفعة، قم بالتحدث مع الطبيب على الفور وإخباره بالوضع، وقم بالتحدث معه أيضاً إذا قمت بالتقيؤ لأكثر من مرة.

أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية

التحكم الصحيح فى أعراض مرض السكري النوع الاول يمكن أن يقلل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، لذلك قم بأخذ هذه النصائح فى عين الاعتبار:

  • الالتزام بخطة التحكم فى مرض السكري، فيجب تناول الأدوية الموصى بها، وتعّلم كل ما تستطيع تعلمه عن مرض السكري النوع الاول واجعل تناول الأطعمة الصحية والنشاط الجسدى جزء من روتينك اليومي.
  • قم بارتداء سوار طبي أو علامة تعريف مسجل عليهم أنك مصاب بمرض السكري النوع الاول، وقم بالاحتفاظ بعدة غلوكاكون بالقرب منك لاستخدامها فى حالة حدوث أى حالة طارئة.
  • الحصول على فحص جسدي سنوي وفحص منتظم للعين.
  • الحصول على اللقاحات باستمرار، فيمكن أن يتسبب ارتفاع سكر الدم فى حدوث ضعف للجهاز المناعي، لذلك احرص على الحصول على لقاح الانفلونزا كل عام، وقد يقترح الطبيب الحصول على لقاح الالتهاب الرئوي أيضاً.
  • الاهتمام بالقدمين، فقم بغسلهم بصورة يومية بماء دافئ، وجففهم بلطف، خاصة ما بين أصابع القدم. وقم بترطيبهم باستخدام الكريمات والمرطبات، وانتبه لوجود أى جروح، بثور، احمرار أو تورم.
  • الحفاظ على مستوى ضغط الدم والكوليسترول، فتناول الأطعمة الصحية وأداء التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • محاولة الإقلاع عن التدخين، حيث يُزيد التدخين من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.
  • التعامل مع التوتر بجدية، فالهرمونات التي يقوم الجسم بإفرازها كاستجابة على نوبات التوتر الطويلة التي يتعرض لها، يمكن أن تُعيق الأنسولين من أداء وظيفته.

التكيف مع المرض والمساندة

يمكن أن يؤثر مرض السكري على الحالة النفسية بشكل مباشر وغير مباشر، فعدم التحكم فى نسبة سكر الدم يمكن أن يؤثر بطريقة مباشرة على المشاعر، مما يتسبب فى حدوث تقلبات سلوكية مثل سرعة الغضب.

والأشخاص المصابون بمرض السكري تزداد نسبة إصابتهم بالاكتئاب والتوتر المصاحب لهذا المرض، لذلك يقوم العديد من الأطباء المختصون بعلاج مرض السكري بنصح المرضى بالذهاب إلى طبيب نفسي أو التحدث مع بعض الأشخاص المقربين للتخفيف من التوتر الناتج عن الإصابة.

ويمكن أن يكون التحدث مع أشخاص آخرين مصابين بمرض السكري النوع الاول مفيداً، فيمكن الانضمام لمجموعة دعم على الانترنت. وغالباً ما يكون الأشخاص المشتركون في هذه المجموعات على دراية بآخر أنواع العلاجات، ويميلون إلى مشاركة تجاربهم الخاصة أو بعض المعلومات المفيدة.

الاستعداد لموعد الطبيب

استشارة طبية

إذا كنت تعتقد أنك أنت أو طفلك مصابون بمرض السكري النوع الاول، قم بزبارة الطبيب على الفور، وأخذ عينة دم بسيطة يمكن أن تساعد الطبيب فى معرفة إذا ما كنت فى حاجة للقيام بفحوصات إضافية أو علاجات.

وبعد التشخيص، سوف تحتاج إلى متابعة مع الطبيب لحين استقرار مستوى سكر الدم. وبعد تعلم أساسيات التحكم فى مرض السكري، سوف يقوم الطبيب بعمل زيارات متابعة كل عدة شهور، ويجب القيام بفحص معتاد للقدمين والعينين، خاصة عند وجود صعوبة فى التحكم فى المرض أو إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مصاب بإحدى أمراض الكلي أو فى حالة الحمل. ويمكنك الاستعداد لموعد الطبيب عن طريق التالي:

  • قم بكتابة أى أسئلة تتعلق بمرض السكري، وأي أعراض ظاهرة.
  • كتابة المعلومات الشخصية الأساسية، فقم بكتابة جميع المعلومات الشخصية الأساسية ومن ضمنها أى نوبات توتر كبيرة تعرضت لها أو أي تغييرات حياتية حديثة.
  • قائمة بجميع الأدوية، الفيتامينات والمكملات التى تقوم بتناولها.
  • الحفاظ على زيارات المتابعة مع الطبيب.

ويمكنك طرح بعض الأسئلة على الطبيب لتوضيح بعض النقاط المتعلقة بمرض السكري النوع الاول، ومن ضمن تلك النقاط ما يلى:

  • أوقات وعدد مرات تكرار مراقبة جلوكوز الدم.
  • علاج الأنسولين، أنواع الأنسولين المستخدمة، أوقات الجرعات وكمية الجرعة المستخدمة.
  • طرق استخدام الأنسولين، الحقن أم المضخة.
  • اخفاض سكر الدم وكيفية التعرف عليه ومعالجته.
  • ارتفاع سكر الدم وكيفية التعرف عليه ومعالجته.
  • فحص الكيتونات وعلاجها.
  • أنواع الأطعمة التي تؤثر على سكر الدم.
  • حساب الكربوهيدرات.
  • أداء التمارين الرياضية، وتعديل كمية الأنسولين والطعام لتتماشى مع النشاط الجسدي المبذول.
  • التحكم الطبي فى مرض السكري النوع الاول.
  • التعامل مع الأيام التي تزداد بها حدة المرض.

ومن المحتمل أن يطرح الطبيب بعض الأسئلة الخاصة به لفهم الأعراض التي تعاني منها بشكل أفضل، ومن ضمن تلك الأسئلة ما يلى:

  • كيف تتحكم فى مرض السكري؟
  • كم تتكرر نوبات نقص السكر فى الدم؟
  • هل تشعر عندما تنخفض نسبة السكر فى الدم؟
  • ما هي الحمية الغذائية التي تتبعها؟
  • هل تقوم بأداء التمارين الرياضية؟ وكم مرة تقوم بها؟
  • ما هى كمية الأنسولين التي تستخدمها بشكل يومي؟


مواضيع مشابهه

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان Castleman disease

مرض كاسلمان هو اضطراب نادر يتضمن فرط نمو الخلايا في الغدد اللمفاوية في الجسم. ويؤثر النوع الأكثر شيوعًا من هذا

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

تضخم الغدد اللمفاوية Swollen lymph nodes

يحدث تضخم الغدد اللمفاوية عادة نتيجة التعرض للبكتيريا أو الفيروسات. وعندما تتضخم  الغدد اللمفاوية بسبب عدوى،

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة Lupus

داء الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الأنسجة والأعضاء. ويمكن أن